على اميركا لملمة فوضويتها
امير حسين
يبدو ان الادارات الاميركية المتوالية سواء الجمهورية او الديمقراطية لا تختلف عن بعضها البعض سوى في التكتيك، اما اهدافها الاستكبارية والسلطوية في فرض هيمنتها على الدول الاخرى وتدخلاتها السافرة في شؤونها وتاجيج الحروب وتصدير الازمات اليها، متطابقة وهي تتابع نفس السياسة حفاظا على مصالحها اللامشروعة ضاربة بذلك والقوانين الدولية وسيادة الدول عرض الحائط وهذا ما نراه من خلال مكابرتها وتدخلها غير الشرعي غير القانوني في سوريا حيث ادخلت قواتها عنوة الى الاراضي السورية ودون دعوة او موافقة من حكومتها وهي بذلك تطبق قانون الغاب بحذافيره في القرن الحادي والعشرين وفي وقت تدعي انها دولة ديمقراطية متحضرة تحترم حقوق الشعوب وتدافع عن حقوق الانسان.
وما يثير السخرية والاستهزاء الشديدين ان المسؤولين في اميركا الذين أسسوا لداعش وباعتراف هيلاري و ترامب ونفس الشيء المسؤولين في فرنسا وبريطانيا يدعون اليوم وبصلافة ووقاحة تامتين بانهم هم من حاربوا داعش وقضوا عليها في سوريا، في وقت ان رئيس الاركان الروسي يؤكد بان القوات الاميركية تقوم بتدريب المزيد من الارهابيين في سوريا. ياللبلاهة والحمق انكم مصابون بالزهايمر حين تثرثرون ولا تشعرون بما تقولون وكانكم تخاطبون اناس في كوكب آخر وهنا ينطبق القول المأثور لامامنا السجاد عليه السلام: "الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى". وما يثير الاستغراب والدهشة ايضا هو تصريحات وزير الدفاع الاميركي جيمز ماتيس الاخيرة حول اصراره عليها بقاء القوات الاميركية في سوريا حتى حل الازمة فيها وكأن هذه القوات مخولة بمهمة اممية وقد دخلت باذن رسمي من الحكومة السورية وقد تناسى القرار 2254 الصادر من مجلس الامن والذي ايدته اميركا ايضا بان الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة لانتخاب نظامه المستقبلي، غير ان هذا الوزير المصاب بالغثيان يغرد في السراب ويعلن بصلافة غير معهودة وغير مسبوقة بانه يريد ارسال مزيد من الدبلوماسيين الاميركيين الى سوريا دون ان يحدد عددهم او زمن ايفادهم الا انه يضيف سيواصلون نشاطهم الاراضي التي تحررت من داعش وهو يشير بذلك الى المناطق التي تتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وكأن هذه المناطق من سوريا اصبحت تحت الوصاية الاميركية. وهذا هو منتهى العنجهية والغطرسة لنقض القوانين الدولية والاعراف الانسانية.
وما يجب التاكيد عليه بان الولايات المتحدة الاميركية لا تتعظ من الدروس الاخيرة فكيف بالماضي وهزائمها المنكرة وكأن ما حدث لها كان حلما عابرا واليوم قد لا تصدق ما سيحدث لها ان اصرت على البقاء في الاراضي السورية ما لم تلمس نقل جثامين قتلاه حين ذلك ستستيقظ على نفسها لكن بعد فوات الاوان.