ترامب يضع "اسرائيل" على شرف الهاوية
رغم كل المساوئ والاهانات التي ترتبت على قرار ترامب الجائر والتعسفي بحق القدس وبحق المسلمين والمسيحيين الا انه وبدل تصوره الباطل انه يخدم "اسرائيل"، اربكها وادخلها في دوامة من الازمات والمواجهة المفتوحة مع الشعب الفلسطيني والتي تخشاها بشدة وهذه نعمة كبيرة منّ الله علينا بذلك حيث جعل اعداءنا من الحمقى وهذا ما نلمسه اليوم عقب قرار ترامب الذي كان سببا في اندلاع انتفاضة ثالثة لتكون البداية لنهاية الكيان الصهيوني باذن الله، وهذا ليس تحليلا او تكهنا بل سير الاحداث وحضور الجماهير العربية والاسلامية يثبت ذلك وان الامور مختلفة هذه المرة تماما. واليوم ووفقا للتقارير التي نشرت فان الرعب والخوف يدبان في المجتمع الصهيوني.
فالتظاهرات الحاشدة والغاضبة التي شهدتها الاراضي الفلسطينية خاصة في غزة والضفة واراضي الـ 48 في جمعة الغضب الثانية تدلل على ان هناك اصرارا على التصعيد والمواجهة الشاملة مع العدو وهذا ما فاجأ المؤسسة الامنية والعسكرية الصهيونية لدرجة ان اغلب المحللين العسكريين في وسائل الاعلام الصهيونية اجمعوا على ان الحراك الشعبي الفلسطيني في الجمعة الثانية كان مفاجئا والاقوى منذ الانتفاضة الاولى المعروفة بانتفاضة الاقصى عام 2000. ولم يكتف المحللون الصهاينة بهذا القدر بل ذهبوا للاعتراف على ان المواجهات بين الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين في الجمعة الثانية كانت في اكثر من 150 نقطة اشتباك في حين ان المواجهات في الجمعة الأولى كانت محصورة في 30 نقطة فقط. مع اعتراف آخر للعدو وهو تضاعف عدد المتظاهرين الذي فاجأ جميع المراقبين الاعداء منهم والاصدقاء.
فتصاعد حالة الغليان الشعبي الفلسطيني المستمرة، لم تحرج دول الاعتدال العربي المتآمرة على القضية الفلسطينية وتكشف عورتها فقط بل واحرجت السلطة ورئيسها التي غادر رام الله منذ صدور قرار ترامب وحتى اليوم خوفا من ردة الشارع الفلسطيني وبذلك ترك القرار لقيادة فتح في معالجة الموضوع لكن المتيقن ان قادة فتح لا يستطيعون مواجهة الشارع وهذا ما تبين من موقفهم المتفرج لوصول المتظاهرين الى نقاط التماس مع العدو.
ومما لا شك فيه اذا ما استمرت وتيرة التصعيد في الجمعة الثالثة وما تليها ناهيك عن المواجهات اليومية التي تجري هنا وهناك، كما حدث بالامس السبت حيث سقط العديد من الجرحى، فانه بالتاكيد سيربك العدو الصهيوني ومؤسسته الامنية والعسكرية بشدة ويشل قدرتها على التحرك مما تضطر بدورها للضغط على المؤسسة السياسية لمعالجة الموضوع قبل فوات الاوان وهذا ما سيجبرها للطلب من ترامب سحب قراره الاحمق الذي خلق مشكلة كبيرة قد يكلف "اسرائيل" حياتها.
وما يزيد من وثبة الشارع الفلسطيني وحماسه واصراره على المواجهة حتى تراجع ترامب عن قراره الارعن هو اعتماده على نفسه لانه مفتاح التصدي لهذا القرار خاصة بعد انكشاف الواقع الخياني للنظام العربي الرسمي المسماة بالمعتدل والذي تتزعمها السعودية التي تدعي زورا وبهتانا قيادتها وحمايتها للسنة مع الطامة الكبرى ان ملكها يحمل صفة خادم الحرمين الشريفين ويخول وزير خارجيته ليعلن ان السعودية تتبنى خارطة طريق للعلاقة مع "اسرائيل" في وقت ان قضية التطبيع مع هذا الكيان متسارعة جدا ومشهودة للجميع ولم يكتف الجبير باعلان خارطة الطريق، بل يعلن وبوقاحة وخلافا لكل الدول العربية والاسلامية وشعوبها والعالم اجمع ان اميركا وسيطا نزيها لقيادة عملية السلام!