اليمن اكثر لحمة وصمودا بعد مقتل صالح في تصديه للتحالف السعودي
كيهان العربي - خاص:- وصف قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي ماحدث أمس الاثنين بـ"الاستثنائي والعظيم لأنه يوم سقوط المؤامرة"، متوجّهاً بـ "التبريك" الى الشعب اليمني.
وحيّا الحوثي في كلمة له مساء الإثنين الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة، قائلاً إنها بذلت جهداً كبيراً "للتصدّي لمؤامرة الميليشيات الخائنة".
وأشاد بأبناء القبائل اليمنية التي تصدّت لما وصفها بالمؤامرة الخطيرة، كما أشاد بـ"الموقف المسؤول والواعي للشرفاء والأحرار في حزب المؤتمر الشعبي العام"، معتبراً أنه تم عبور المحنة الكبيرة وتم إسقاط مؤامرة شكّلت تهديداً جدياً لليمن في أمنه واستقراره.
وقال إننا كنا ندرك هذه المؤامرة قبل أن تقع وسعينا كثيراً إلى منعها بطريقة أخوية، ولكن الطرف الآخر كان يتهرّب دائماً"، تابع قائلاً كنا ندرك وجود تنسيق مع قوة العدوان واستعدادات عسكرية مكثفة قبل الوصول إلى ما فعلوه في النهاية.
ولفت الحوثي إلى دعوة صالح لفتح صفحة جديدة مع السعودية، قائلاً: عندما أعلنوا فتح صفحة جديدة مع العدوان، ناشدناهم بصوت الحرص أن يتراجعوا عن موقفهم، مضيفاً البعض فهم مناشدتنا بطريقة خاطئة واعتبرها وقابلها بموقف سلبي جداً.
ورأى أن الخطاب الإعلامي بين القوات الموالية لصالح ودول العدوان على اليمن كان موحّداً، مشيراً إلى أن هذا الأمر "فاجأ الشرفاء في حزب المؤتمر الشعبي العام.
وأشار قائد حركة أنصار الله إلى أن قوى العدوان على اليمن وفرّت تغطية جوية للميليشيات الإجرامية سعياً لإسقاط العاصمة اليمنية صنعاء، وقال كانوا يعوّلون على أن انشغالنا في جبهات القتال ضد العدوان سيؤثر على قدراتنا على التصدي للمؤامرة والفتنة.
وشدد على أن المؤامرة فشلت وسقطت سقوطاً مدوّياً في أقلّ من 3 أيام. واعتبر الحوثي أن العامل الأول في إسقاط المؤامرة هو مواجهة الشعب اليمني للفتنة، وأضاف السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا تلقت هزيمة تاريخية مدوّية.
ودعا إلى الاستمرار بالعمل الدائم للحفاظ على الأمن والاستقرار بعد إسقاط المؤامرة، واصفاً ما قامت به القوات الموالية لصالح بأنها كانت معركة السعودية والإمارات.
واوضح قائلا: المؤامرة فاجأت الكثير من ابناء الشعب اليمني وصدم بها، هذا فيما كنا قد دعونا مرارا الى وأدها قبل تطورها في اجتماع حكماء اليمن قبل عدة اشهر، فعندما دعا صالح الى فتح صفحة جديدة مع العدوان ناشدناه في التراجع عن موقفه إلا أنه فهم المناشدة ضعفا .
وراى الحوثي ان الشعب الذي أسقط مؤامرة عالمية في ثلاثة أيام قادر على الصمود للأبد في التصدي للعدوان ومؤامرته واضاف: العدوان غاضب جدا لسقوط المؤامرة ونقول للسعودية وأميركا وسائر أطراف العدوان موتوا بغيظكم .
ودعا حكماء اليمن الى العمل الدائم من اجل الاستقرار منوها الى ان معركة ميليشات صالح في صنعاء كانت معركة السعودية والامارات وتابع : نؤكد أن المعركة كانت مع ميليشيات محددة وزعيمها. فالمشكلة ليست مع حزب المؤتمر الشعب العام ولا أعضائه بل أن الكثير منهم ساهم في اسقاط المؤامرة ومن هذا المنطلق لا يسمح لأحد أن يحمل نزعة انتقامية ضد أحد.
هذا وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد أصر قبل ذلك بيانا أعلنت فيه انتهاء أزمة مليشيا الخيانة ومقتل زعيمها وعدد من عناصره الإجرامية والسيطرة الكاملة على أوكارها وبسط الأمن في ربوع العاصمة وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى بعد قيامهم بقتل المواطنين وقطع الطرقات ونشر الفوضى والتواطؤ المباشر والعلني مع العدوان.
وذكر البيان أن الدولة ممثلة بوزارة الداخلية تؤكد أن إجهاض ذلك المخطط الفتنوي يمثل سقوطا لأخطر مشروع خيانة وفتنة راهنت عليه قوى العدوان السعودي الأميركي لإخضاع اليمن، وإعادته إلى حقبة أشد ظلامية ووحشية وداعشية من أي حقب أخرى.
في هذا الاطار كشف المستشار الاعلامي للمجلس السياسي الاعلى أحمد الحبيشي أن الطائرات الاماراتية قصفت مقار للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال الحبيشي ان علي عبد الله صالح قتل وهو في طريقه الى مارب في منطقة تخضع لسيطرة جوية اماراتية، مشيرا الى مقتل صالح وياسر العواضي وجرح عارف الزوكا.
وردا علي تحذيرات تحالف العدوان السعودي لسكان صنعاء اكد الحبيشي قائلا ان مقاتلي انصار الله لا يتموضعون عسكريا في العاصمة".
وكشف الحبيشي عن الدور الاماراتي في فتنة صالح وقال لقد تم ارسال اكثر من 900 شخص الى عدن حيث تلقوا التدريب في معسكرات للامارات كما كشف عن ارسال اموال الى صالح.
وافاد الحبيشي بانه حذرت صالح من مؤامرة تنفذ في 24 اغسطس تحت غطاء الذكرى الـ30 للمؤتمر الشعبي العام.
من جانبه اعتبر المتحدث الرسمي باسم انصار الله محمد عبد السلام ان الامارات اوصلت علي عبدالله صالح الى هذه النهاية. مضيفاً: بفضل الله وتوفيقه سقطت أكبر مؤامرة أراد لها العدوان أن تطول وتتحول إلى حرب أهلية، لافتا ان القوى الوطنية أدركت بشكل مبكر حجم المؤامرة لاستهداف الجبهة الداخلية وساهمت في إجهاضها. وكشف ان العدوان ساند ميليشيا الخيانة وأدواته على الأرض بأكثر من 50 غارة .
واكد ان لا مشكلة مع الأخوة في المؤتمر الشعبي العام، المشكلة مع الخونة الذين تماهوا مع العدوان، مشيرا ان المؤتمر الشعبي العام شريكنا في المجلس السياسي وفي مواجهة العدوان، وتعزيز التعاون مطلوب بشكل أكبر.
وظهرت بعض الشواهد والأدلة التي تشير الى تورط القوات الموالية للتحالف السعودي في عملية مقتل علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق وذلك خوفا من وقوعه بأيدي قوات الحكومة الوحدة الوطنية اليمنية.
وحسب هذه الشواهد والبراهين فان حلفاء السعودية في اليمن هم المسؤولون الحقيقيون عن مقتل "صالح" وعدد من مساعديه.
وشددت وزارة الداخلية انه تم تطهير ثكنات كانت مليشيات الخيانة قد سيطرت عليها في السبعين وجامع الصالح وعدة مناطق بالعاصمة صنعاء، مؤكدة أن تلك المليشيات في حالة إنهيارات واسعة.
وأوضح مصدر أمني في الوزارة لصحيفتنا، أن الأجهزة الأمنية سيطرت على ثكنات أحمد علي في منطقة السبعين، كما أمنت جولة المصباحي بالكامل وطردت مليشيا الخيانة منها.
وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية أخرجت عناصر مليشيات الخيانة من جامع الصالح وقامت بتأمينة بشكل كامل، بعد أن كانت تلك المليشيات قد تمركزت بداخله وعلى صوامعه ومارست عمليات قنص. وطهرت الأجهزة الأمنية ثكنات طارق عفاش ومليشيات الخيانة في شارع إيران جنوب العاصمة صنعاء.
وأكدت الأجهزة الأمنية أن مليشيات الخيانة في حالة انهيارات واسعة في معاقلها الأخيرة.
هذا، وتشنّ مقاتلات التحالف السعودي غارات مكثفة ومتواصلة منذ ليل الأحد على مناطق متفرقة من العاصمة اليمنية صنعاء، دعما لقوات صالح و "مليشيا الخيانة". حيث مئات الأسر من نساء ومسنين وأطفال لا تستطيع الخروج أو مغادرة منازلها للحصول على الغذاء والماء.
كما استهدفت مقاتلات العدوان مناطق اخرى من اليمن نحو حرض وميدي حيث شنت 11 غارة على مديريتي حرض وميدي بمحافظة حجة، وكذلك على غالبية مناطق صعدة حيث ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء غالبيتهم من الأطفال والنساء.