ديربي العاصمة.. أشهر مباريات الديربي الآسيوية
قبل إقامة ديربي طهران الـ85 بين عملاقي إيران فريقي استقلال وبرسبوليس، القى الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الآسيوي نظرة على تاريخ واحد من أشد اللقاءات قوة والأكثر شهرة في كرة القدم الآسيوية.
وسيلتقي الفريقان في مباراة منتظرة يوم الخميس، حيث ستشهد مدينة طهران انقساماً في صفوف المشجعين خلال مباراة الديربي بين برسبوليس الذي يحلق في أعلى الترتيب، ونظيره استقلال الذي يكافح بدوره في المراكز المتأخرة في الدوري الممتاز، وسيكون ستاد آزادي الذي سيحتضن مجريات اللقاء نابضاً بالحياة.
التاريخ
لم يكن هناك فترة طويلة بين تاريخ تأسيس الناديين، حيث تأسس نادي استقلال في عام 1945، تحت مسمى "دوجرخه سواران" أي راكبي الدراجات، وكان في البداية نادٍ للدراجات الهوائية فقط، قبل أن يتم إدخال رياضات أخرى في وقت لاحق، من بينها لعبة كرة القدم.
كان اللون الأزرق بالفعل هو اللون الرسمي للفريق في الوقت الذي تم فيه شراء النادي في عام 1949، من قبل جنرال في الجيش، والذي كان أول من عمل على تغيير اسم النادي إلى "تاج"، قبل أن يتم تثبيت الإسم الحالي "استقلال"، والذي اعتمد رسمياً في العام 1979.
أما نادي برسبوليس، فقد استمد اسمه من العاصمة القديمة للإمبراطورية الفارسية، وكان في البداية أكثر تعقيداً، وقد تم تأسيس النادي رسمياً في عام 1963، لكنه كان استمراراً لنادي "شاهين أف سي"، الذي تأسس قبل ذلك باأكثر من 20 عاماً وتحديداً في العام 1942.
وكان نادي شاهين يحظى بشعبية هائلة، ويتباهى بامتلاكه بعض أفضل اللاعبين الإيرانيين في تلك الحقبة، قبل أن يتم حل النادي في العام 1967. ومع ذلك، فإن غالبية لاعبي النادي انضموا إلى نادي برسبوليس، كما اتَبع المشجعون حذوهم.
وكانت المباراة الرسمية الأولى بين استقلال ويرسبوليس، قد أقيمت في عام 1968، وانتهت بنتيجة التعادل السلبي 0-0.
الملعب
ستاد أمجدية، المعروف الآن باسم ستاد "الشهيد شيرودي"، كان موطناً لمباريات الناديين والمكان الأول لديربي طهران. ويعتبر هذا الملعب واحداً من أقدم الملاعب في إيران، ويستخدم الآن لمنافسات ألعاب القوى فقط.
ومع افتتاح ملعب "آريامهر"، والذي يسمى الآن ستاد "آزادي" في أوائل العام 1970، انتقل الناديان إلى الملعب الذي افتتح حديثاً ويتسع لنحو 100 ألف مشجع. حيث يقام الديربي الآن في ستاد آزادي، الذي يعتبر أيضاً الملعب الرئيسي للمنتخب الوطني، وعادة ما يكون مليئاً بالمشجعين عندما يلتقي الفريقان.
النجاح الآسيوي
عندما يتعلق الأمر بكرة القدم الإيرانية على المستوى القاري، فإن لدى جماهير الفريق الأزرق سعادة أكبر من منافسه اللدود في المدينة.
فقد فاز استقلال الذي كان يعرف آنذاك باسم "تاج"، ببطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري عام 1970، وهي البطولة التي كانت مقدمة لدوري أبطال آسيا حالياً.
ثم كرر استقلال نجاحه في نسخة 1990-1991 من البطولة، وذلك عندما انتصر على نظيره نادي لياو نينغ الصيني بذات النتيجة 2-1 في دكا، وبقي الفريق الإيراني الأكثر نجاحاً على الساحة القارية.
من جانبه، حقق نادي برسبوليس نجاحاً بدرجة أقل خلال مشاركته في البطولات الآسيوية، بفوزه بلقب وحيد، وذلك عندما فاز على المحرق البحريني بنتيجة 1-0 في مجموع لقائي الذهاب والإياب، ليحرز لقب بطولة كأس الكؤوس الآسيوية في نسخة 1990-1991.
وبعد عامين، وصل الفريق الأحمر إلى المباراة النهائية في نفس البطولة، لكنه خسر اللقب أمام فريق يوكوهاما مارينوس الياباني بنتيجة 1-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، في حين أن وصوله في أربع مناسبات للدور قبل النهائي من بطولة كأس الكؤوس الآسيوية، فهذا لا يعني أنه يرتقي إلى سجل استقلال من حيث الإنجاز على المستوى القاري.
ففي دوري أبطال آسيا، لم يكن نادي برسيبوليس قادراً على الوصول إلى المباراة النهائية، فقد حقق أول ظهور له في الدور قبل النهائي من البطولة القارية هذا العام قبل أن يُطيح به الهلال السعودي.
مباراة لا تنسى
أنتج ديربي طهران العديد من المواجهات الهامة التي ستبقى في الذاكرة، ولكن عددا قليلا منها يُمكنه أن يتطابق مع المواجهة الـ74 بين الفريقين، وذلك في شباط/فبراير من عام 2012، عندما توجه استقلال لخوض المباراة ولديه أفضلية واضحة، خاصة بعد نجاحه في تسجيل أربعة انتصارات متتالية أمام منافسه التقليدي في المدينة.
حضر أكثر من 80 ألف مشجع على مدرجات ستاد آزادي، في تلك الليلة الشتوية الباردة، وتم اعتبار هذه المواجهة على أنها واحدة من أكثر المباريات التي لا تنسى على الإطلاق.
تقدم الاستقلال بنتيجة 1-0 في الشوط الأول من اللقاء عبر اللاعب ميلاد ميداودي، ثم ضاعف نفس اللاعب النتيجة لفريقه بالهدف الثاني بعد دقائق فقط من بداية الشوط الثاني، قبل أن يتم إقصاء لاعب برسبوليس مهرداد أولادي بالبطاقة الحمراء بعد منتصف الشوط الثاني، حيث بدا أن استقلال في طريقه نحو تحقيق الانتصار.
ومع ذلك، وقبل دقائق من البطاقة الحمراء، أدخل برسيبوليس المهاجم الايرلندي الليبي الأصل إيمون زايد، وأثبت أنه هو البطل غير متوقع.
وفي الدقائق الـ10 الأخيرة من زمن اللقاء، وتحديداً بعد ثلاث دقائق فقط من دخول المهاجم الايرلندي الليبي حيث لم يكن أحد يتصور ذلك، نجح في تسجيل هدف فريقه الأول وقلص النتيجة، قبل أن يرسل مهدي مهدوي كيا كرة عرضية مُتقنة على رأس زايد الذي وضعها في الشباك وعدل النتيجة.
وكان استقلال قد استسلم عندما أكمل زايد بعد ذلك "الهاتريك" بشكل لا يصدق في الدقيقة 91، ليشعل مدرجات الملعب بالاحتفالات بين مشجعي فريقه، وذلك بعدما سجل برسيبوليس فوزاً مذهلاً بنتيجة 3-2 على منافسه.