الصحف الاجنبية: مقاربة ترامب تجاه ايران تمثل تبن لمطالب حزب ’الليكود’ الصهيوني
رجح السفير الاميركي الاسبق لدى سوريا روبرت فورد ان يتمكن الجيش السوري من السيطرة على كامل الاراضي السورية، وقال إن ذلك "يقتضي تخلي واشنطن عن دعم تأسيس منطقة كردية مستقلة في سوريا".
وحذر فورد من "الدخول في مواجهة مع ايران في سوريا"، و اكد "ضرورة القبول بصعود النفوذ الايراني في هذا البلد"، على حد قوله.
واعتبر باحثون ان "سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول ايران ليست سياسة مدروسة وفيها الكثير من النقاط المبهمة"، ورأى صحفيون اميركيون ان مقاربة ترامب حيال ايران تمثل استجابة لمطالب حزب "الليكود" الصهيوني وانصاره في واشنطن.
روبرت فورد يشدد على ضرورة عدم التدخل الاميركي في سوريا
وفي التفاصيل، كتب السفير الاميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد مقالة نشرتها مجلة "Foreign Affairs" تحت عنوان "البقاء خارج سوريا"، قال فيها ان "الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة"، مشيراً الى ان "النظام السوري وبعون كل من ايران و روسيا اصبح في وضعية اقوى بشرق سوريا".
ولفت الكاتب الى ان الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن تقتربان من المدن نفسها، في وقت تتقلص المساحات التي يسيطر عليها "داعش"، ما يتطلب ان تتخذ واشنطن موقفها الوضح ما اذا كانت ستنسحب من هذه المناطق.
الكاتب رأى ان "واشنطن لا تمتلك خيارات جيدة في سوريا"، وقال ان "اي آمال بالتخلص من الرئيس السوري بشار الاسد هي اوهام"، مؤكدا ضرورة وقف دعم الفصائل المعادية للحكومة السورية".
وشدد على ان الحكومة السورية مصممة على استعادة كامل البلاد، مرجحاً بان تنجح في تلك المهمة، ما يعني ان الولايات المتحدة ستكون مضطرة للتخلي عن اي آمال بدعم تأسيس "منطقة كردية مستقلة".
واتهم الكاتب ما يسمى بـ "المعارضة" في سوريا بالتباطؤ في التبرؤ برفض الجماعات الإرهابية المتطرفة خصوصا "جبهة النصرة"، ولفت الى ان ما وصفهم بـ "الجماعات المتمردة" لم يسبق وان عاقبت بشكل علني المسلحين الذين ارتكبوا المجازر.
وتابع الكاتب انه مع اقتراب نهاية الحرب على "داعش"، سيكون على ادارة ترامب ان تقرر إلى متى سيبقى الوجود العسكري الاميركي في شرق سوريا، مشيراً الى ان "هناك ما بين 1000 و 2000 جندي اميركي في البلاد". وشدد على ان "اولوية اميركا القصوى يجب ان تكون تجنب توسيع المهام العسكرية والحرص على عدم التورط بحملات عسكرية جديدة مكلفة".
واشار إلى "عدم وجود اي ارادة سياسية في الولايات المتحدة لخوض حرب بالنيابة عن المصالح السورية الكردية او مقاتلي العشائر في دير الزور"، ولفت الى ان "المنطقة الشرقية السورية لم يسبق وان كان شكلت اهمية بالنسبة للامن القومي الاميركي".
و حول مخاوف المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين حيال ما اسماه "موقع ايران العسكري" في سوريا قرب مرتفعات الجولان، شدد الكاتب على ان سوريا ليست المكان المناسب للتصدي لما وصفه "التوسع الايراني"،قال : "لا احد يعرف كم ستطول اي حرب تهدف إلى الحد من النفوذ الايراني في سوريا".
وفيما يتعلق بآمال المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين بان تقوم روسيا بالحد من نفوذ ايران، اعتبر الكاتب ان "هذه الآمال مضللة". وجزم ان روسيا لن تعرض علاقاتها مع ايران للخطر، مشيراً الى مصالح مشتركة بين موسكو وطهران في منطقتي القوقاز و آسيا الوسطى.
و اضاف ان كلا من الولايات المتحدة وكيان العدو يجب ان يتقبلوا صعود النفوذ الايراني في سوريا بعد ان قبلوا ببقاء الرئيس الاسد".
مقاربة ترامب حيال ايران تبدوا غير مدروسة
من جهته، كتب الباحث "Daniel De-Petris” مقالة نشرت على موقع "Defense One”، قال فيها ان "استراتيجية ترامب حول ايران تشكل تصعيدا للهجة لكنها لا تعكس سياسة مدروسة".
و اضاف الكاتب : "لا يبدوا واضحاً كيف ستواجه ادارة ترامب مواجهة ايران"، معتبرا ان "كل ما قدمه ترامب هو عبارة عن كلام حول التعاون مع الشركاء ضد ايران و فرض عقوبات على قوات حرس الثورة".
ووصف الكاتب مقاربة ترامب حيال الاتفاق النووي مع ايران، بانها "مغامرة كبيرة مع احتمالات نجاح متدنية جداً".
و تابع ان "ترامب يرى ان السبيل الافضل لتوجيه رسالة إلى ايران يتمثل بفرض الشروط واجبار طهران على تقديم تنازلات"، غير انه اشار الى ان قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي اكدوا موقفهم المؤيد لمواصلة التنفيذ الكامل للاتفاق النووي".
ونبه الكاتب الى ان ترامب لم يتطرق في خطابه يوم الجمعة الماضيس إلى موضوع الانخراط مع ايران في اطار سياسته الجديدة"، وقال : "من الصعب تصور تحقيق مصالح الامن القومي الاميركي من دون وجود الخيار الدبلوماسي مع ايران".
وتابع الكاتب ان العقوبات الاقتصادية وفرض حظر سفر ونشر القوات العسكرية ليست دائماً هي الحل لكل مشكلة".، معتبرا ان "ترامب اضر بنفسه وقيَّد خياراته جراء عدم ذكر الانخراط الدبلوماسي في خطابه".
ترامب يتبنى نهج حزب الليكود الصهيوني حيال ايران
وفي سياق متصل، كتب الصحفي "Gareth Porter” مقالة نشرت بمجلة "The American Conservative”، اعتبر فيها ان سياسة ترامب حيال ايران تشكل "رفضاً خطيراً" للدبلوماسية لصالح المواجهة، وتشكل حالة اصطفاف للسياسة الاميركية مع سياسة رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو.
واضاف الكاتب ان تعهدات ترامب تستجيب لمطالب نتنياهو عبر العمل مع الكونغرس لإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي مع ايران وتلويحه بالانسحاب من الاتفاق. ولاحظ وجود نقاط مشتركة بين مقاربة جورج بوش الابن تجاه ايران ومقاربة ترامب، مشيراً الى ان "ابز الشخصيات التي اثرت على سياسات ترامب وبوش الابن حيال ايران لديهم مواقف قريبة من موقف حزب الليكود الصهيوني".
وقال الكاتب ان اهم قناة لخطاب "الليكود" تتمثل بزوج ابنة ترامب ومستشاره "Jared Kushner” ,هو صديق قديم لنتنياهو". ولفت الى ان ترامب لجأ ايضاً الى السفير الاميركي الاسبق لدى الامم المتحدة "John Bolton” الذي كان ايضاً من ابرز الشخصيات المعنية بملف ايران خلال حقبة جورج بوش الابن، مشيرا إلى ان "Bolton” على الرغم من عدم تعيينه وزير خارجية لدى ترامب كما كان يأمل، الا انه ظهر مجدداً بشكل مفاجىء كاحد اللاعبين في السياسة الاميركية تجاه ايران، بفضل علاقته مع "Kushner”.
وتابع الكاتب ان هدف حزب "الليكود" من تحريض الولايات المتحدة هو استخدامها لاضعاف ايران عبر الوسائل العسكرية "اذا كان ذلك ممكنا"، واضعاف طهران من خلال العقوبات الاقتصادية "اذا كان ذلك ضرورياً".كما رأى ان ترامب يتعاون مع "الليكود" و انصارهم حيال إيران اكثر مما كان يتعاون بوش الابن.