kayhan.ir

رمز الخبر: 65204
تأريخ النشر : 2017October20 - 20:13

عن سورية التي تنهض وتنتصر


غالب قنديل

توقع الكاتب والخبير البريطاني الستير كروك تغييرا شاملا في المنطقة العربية بعد الانتصار السوري وهو دبلوماسي وضابط استخبارات سابق عمل في خدمة الامبرطورية الاستعمارية التي توصف بأنها اﻷوسع خبرة ومعرفة بشؤون الشرق العربي ويتردد كلام كثير عن دورها المحوري في تحضير الخطط العليا للغزوات الاستعمارية والحروب المتنقلة التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية في منطقتنا ولاسيما الحرب على سورية واستعمال تنظيم الأخوان المسلمين وفروعه في المنطقة والعالم وسائر التنظيمات والجماعات الوهابية والسلفية المتطرفة التي سبق استخدامها في حروب الغرب الاستعماري منذ السبيعينيات والواقع ان بريطانيا ارتضت دور الناصح الاستعماري لواشنطن منذ ان غابت عن مستعمراتها الشمس بعد الحرب العالمية الثانية.

الانتصار السوري هاجس يشغل جميع دوائر التخطيط الغربية والصهيونية الساعية الى عرقلته وتأخيره قدر اﻹمكان خشية النتائج والعواقب التي ستطال المنطقة برمتها واذا كان كروك توقع صعودا للعروبة والعلمانية في المنطقة بنتيجة انتصار سورية وسطوعا لنجم الرئيس بشار اﻷسد كزعامة قومية فالخبراء الصهاينة منشغلون من اﻵن بمراقبة مبادرات اﻷسد القيادية في ادارة الصراع العربي الصهيوني الذي شكل على الدوام محور دور سورية القومي وقد انشغل إعلام العدو بالتصدي السوري للطيران الحربي المعادي في سماء لبنان واعترف خبراء ومتحدثون صهاينة بالتكتم على قيام الدفاعات الجوية السورية مرات عديدة في السابق بفتح النار على طائرات صهيونية مغيرة.

تبتعد اللغة السياسية واﻹعلامية السورية عن النبرة الانتصارية ونشوتها فالجميع يتحدث بواقعية حذرة أشاعها وكرسها منهجيا الرئيس بشار اﻷسد بحيث يسجل المسؤولون حقيقة ان من المبكر الكلام عن النصر الذي بات الاعداء جميعا يسلمون بأنه قادم لا محالة لكن ما تزال فصول ومهام كثيرة تقتضي الجهد والتضحيات والصبر ليكتمل مشهد الانتصار على العدوان.

اليوم بات مسلما بما أعلنته وزارة الدفاع الروسية عن سيطرة الدولة السورية على اكثر من تسعين بالمئة من الجغرافيا السورية وقد تسارعت استعادة الجيش العربي السوري لمواقع استراتيجية ومهمة اقتصاديا تتواجد فيها آبار النفط والغاز ومناجم الفوسفات وثمة خطة شاملة يجري تنفيذها لتحرير واستعادة جميع الموارد الاقتصادية في حين عادت بسرعة عجلة الانتاج الصناعي خلال اﻷشهر القليلة الماضية التي شهدت عودة مئات المصانع الكبرى الى العمل والانتاج بل والتصدير كذلك في حين تنطلق وبسلاسة وصمت احيانا اتفاقات ومباحثات تتعلق بمرافق جديدة سيجري انشاؤها واطلاقها بالشراكة مع كل من الصين وروسيا وايران وقد انطلقت منذ مدة خطط واتفاقات تم الشروع في تنفيذها لاعادة البناء بعد الحرب واللافت انه سرعان ما انطلقت التغذية بالطاقة الكهربائية والمياه في جميع المحافظات وتقلصت فترات التقنين بينما انتهت كليا في العاصمة وريفها ومحافظات عديدة أخرى وجدير بالذكر أن سورية تمد لبنان بالكهرباء وقد تعاقدت على محطات توليد وشبكات توزيع جديدة تضع في الحساب تلبية الحاجات النامية المقدرة.

لا يغيب قطاع الاتصالات والاعلام عن ورشة النهوض السوري فخطة البث الرقمي الموضوعة منذ سبعة أعوام عطلتها الحرب العدوانية لكن تنفيذها انطلق فعليا بشبكة أرضية وخدمات متطورة سوف يعلن عن اطلاقها تباعا في وقت قريب بما في ذلك التلفزيون التفاعلي والخلوي اللذين يعتبران احدث المنتجات الرقمية لتقنيات الاتصال والبث في الدول المتقدمة.

بنية تحتية حديثة بطاقة انتاجية مرتفعة وخطط طموحة استراتيجيا للزراعة والصناعة والسياحة تناقشها الحكومة السورية الى جانب تفعيل دوران عجلة الاقتصاد الوطني وملاحقة ادق التفاصيل الخاصة بتأمين الاحتياجات الضرورية وتفعيل حركة الصادرات التي تشكل علامة فارقة للتوازن الاقتصادي والمالي وهي تتعافى بوضوح عن طريق البحر وينتظرها تحول كبير مع اكتمال فتح الطرق بين سورية وكل من العراق واﻷردن.

يجري وسط كل ذلك التحضير لورش البناء بعد الحرب وثمة مشاريع طموحة لشراكات استراتيجية تضع خطوطها الدولة وتلاحق مراحل تنفيذها بصورة حثيثة استعدادا للمرحلة المقبلة ويفاجأ المتابع بأن الدولة الوطنية السورية بمقدار ما هي مهتمة بمستلزمات الصمود والدفاع تتطلع الى الغد فيما يتوقع أي مراقب للوهلة اﻷولى أن تكون غارقة في التعامل مع نتائج الحرب العدوانية التي لا تزال في مقدمة الاهتمام ويحضر معها كل ما يتصل بحاجات الجيش العربي السوري ومستلزمات الحرب الوطنية لتحرير كامل التراب السوري وما تنطوي عليه من تعقيدات سياسية ادارة الصراع مع الدول المعادية المتواجدة على اﻷرض والتي لن يسمح لها بالبقاء على حساب سيادة سورية واستقلالها مهما كلف الأمر كما يجزم المسؤولون ولكل شيء أوان