kayhan.ir

رمز الخبر: 65091
تأريخ النشر : 2017October17 - 21:36

كركوك أنهت مهزلة التقسيم


مهدي منصوري

بسيطرة القوات العراقية الاتحادية على مدينة كركوك واعادتها الى حضن الوطن وبالصورة التي لم يكن متوقعا والاستقبال الرائع من قبل اهالي المحافظة بمختلف اطيافها لهذه القوات عكست صورة صادقة قد طمست معالمها وسائل الاعلام المزيفة التي ارادت من هذه المدينة ان تكون بقرة حلوب تذهب خيراتها في جيوب المتسلطين،وبنفس الوقت اوضحت للعالم اجمع حالة الكبت والاختناق التي كان يعيشونها ابان تسلط بيشمركة بارزاني.

وبالاضافة الى التأييد الشعبي الواسع للتحرك المنضبط للقوات العراقية واستعادتها للمدينة رافقه تأييد اقليمي ودولي منقطع النظير، بحيث حتى الذين مارسوا دورا تامريا خفيا من اجل استقطاع هذه المحافظة من الارض العراقية وهم الاميركان والصهاينة بالدرجة الاولى تغيرت مواقفهم وبصورة اثارت الاستغراب والتساؤل.

ولما كان اجراء حكومة بغداد في بسط نفوذها على كل الارض العراقية اجراء يضمنه الدستور والقوانين الدولية، فلن تجد معارضة او رفضا من اي جهة كانت، ولذا وما صرحت به مصادر عسكرية من انها وبناء على اوامر القيادة العامة للقوات المسلحة فانها لن تألوا جهدا بعد اليوم ان تتواجد وتبسط سيطرتها على الاراضي العراقية من الشمال وحتى الجنوب.

والمضحك في الامر والذي اثار استهزاء واستهجان الكثير هو الاتهام الذي وجهه المجرم السفير الاميركي السابق زلماي خليل زاد وبعد ان سقطت كركوك بأيدي القوات العراقية وفي عملية بيضاء كما عبرت عنها وسائل الاعلام بحيث لم تطلق رصاصة واحدة، الى حرس الثورة الاسلامية انه كان حاضرا مع القوات العراقية من اجل اتهام ايران بالتدخل في الموضوع. رغم ان سليماني وقبل يومين كان مجتمعا مع القادة الكرد لايجاد حل للازمة عن طريق الحوار بين بغداد واربيل.

وبطبيعة الحال فان استعادة كركوك ستفتح الابواب نحو حالة جديدة ستفرض نفسها على الواقع السياسي العراقي من انه لايحق لاي حزب او مكون ان ينفرد ويفرض ارادته على الاخرين او يتصرف بما يخالف مفاد الدستور لكي تعود الاوضاع الى مجاريها ووضعها الطبيعي. وان الاستفراد الشخصي او الحزبي لايمكن ان يجد له موقعا بعد اليوم على الواقع العراقي القائم، وبنفس الوقت يفرض على الكرد ان ينسجموا مع الواقع الجديد والذي يضمن لهم حقوقهم وبصورة متعادلة ومن دون سلب لحرياتهم. ومن هنا فان معادلة ما بعد كركوك ستفرض نفسها بصورة تنهي كل احلام الذين يتامرون على العراق او ينساقون وراء المشاريع الاستكبارية الاميركية الصهيونية التي لا تريد لهذا البلد الامن والاستقرار، وتقطع دابر تشتيت هذا البلد الى دويلات من اجل فرض سيطرتها وهيمنتها. وكما وقف الشعب العراقي صامدا وقويا ومؤازرا لقواته العسكرية والحشد الشعبي في مطاردة داعش الارهابي وطرده من هذا البلد فانه سيقف وبصورة اكثر صلابة امام كل من يريد ان يمزق وحدته وانسجامه المجتمعي الذي تعايش عليه قرون من الزمن. ولذا فان كركوك اليوم هي فاتحة خير والتي يمكن ان تزيل كل هواجس واحلام التقسيم وبلا عودة والى الابد.