الجيش يتقدم على محور السخنة ــ دير الزور .. معركة «التحالف» تنتظر إعلاناً رسمياً؟
أيهم مرعي
يصعّد الجيش السوري من عملياته نحو دير الزور، عبر التقدم لمسافات طويلة على محور السخنة، تقرّبه يومياً من معقل «داعش» الأخير في البلاد. وبالتوازي، تواصل «قسد» تحضيراتها لمعركة مقابلة في ريف المحافظة الشمالي، من دون موعد محدد لإطلاقها، في انتظار جدول «التحالف الدولي» الزمني المربوط مع الجانب العراقي من الحدود.
تواصل محافظة دير الزور تصدّر المشهد الميداني، بوصفها محطة تنظيم «داعش» الأخيرة في سوريا، لا سيما في ضوء تصاعد وتيرة عمليات الجيش وحلفائه نحوها عبر ثلاثة محاور. وبالتوازي، تتابع «قوات سورية الديموقراطية» تحضيرها لإطلاق عمليات نحو ريف المحافظة الشمالي، انطلاقاً من ريف الحسكة الجنوبي. ومع بروز تلك التحضيرات من دون إعلان قيادة «قسد» عن موعد مرتقب للعمليات، تبدو المعركة في الدير مرتبطة بقرار «التحالف الدولي» لناحية توقيت العمليات المُراعي لتغيرات الجانب العراقي.
وعلى العكس، يحثّ الجيش الخطى شرقاً على طول الطريق بين السخنة ودير الزور، محقّقاً قفزات سريعة في تلك المنطقة على حساب التنظيم، إذ تقدم أمس لمسافة تزيد على 5 كيلومترات شرق تلّة الاتصالات التي سيطر عليها أول من أمس، لتصبح قواته على أعتاب الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، وعلى مسافة تقل عن 45 كيلومتراً عن بلدة كباجب، أولى البلدات المأهولة داخل الدير على هذا المحور. وفي موازاة التقدّم شرق السخنة، وصلت تعزيزات إلى جبهة ريف الرقة الجنوبي الشرقي، قد يكون هدفها الرئيس التحرك لحصار معدان، أو الضغط على التنظيم لإجباره على الانسحاب من البلدة.
ويؤكد مصدر عسكري في حديثه إلى «الأخبار» أن «الجيش يعمل على إنجاز تقدم سريع باتجاه دير الزور، مع مراعاة التثبيت في المناطق التي يسيطر عليها»، موضحاً أنه «يعتمد أيضاً أسلوب الكمائن الذي أثبت نجاحه في إحراز التقدم السريع». ويشير المصدر إلى أن «الجيش يخوض معركة إنهاء التنظيم عندما يتوجّه إلى دير الزور، لذلك هناك حرص على منع التنظيم من الحفاظ على أي مواقع خلفية، تساعده لاحقاً على شنّ هجمات باتجاه مواقع تقدم الجيش». وهو ما يقوم به الجيش حالياً ضمن عملياته في المنطقة المحاصرة بين ريفي حمص وحماة الشرقيين، حيث يسعى إلى التقدم نحو بلدة عقيربات، المعقل الرئيسي للتنظيم في ريف حماة. وضمن هذه العمليات، سيطر الجيش أمس على قرى خربة البعاس ومشرفة حويسيس وخربة أبو الطوس وخربة طويلة البلعاس، غرب حقل الشاعر في ريف حمص الشرقي.
ويلفت المصدر العسكري في حديثه عن محاور التقدم نحو دير الزور، إلى أن «المحاور الثلاثة التي يتقدّم عبرها الجيش، سوف تشهد تكاملاً في العمليات، وصولاً إلى فك الحصار عن المدينة وإنهاء وجود (داعش) في كامل الجغرافيا السورية». ويتوقّع أن يعمل الجيش على الاستفادة من تقدّمه من ثلاثة محاور، ليس فقط لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة، بل لاستغلال مواقعه في محيط المدينة لدى وصوله للانطلاق منها إلى الريف الشرقي، حيث ستتكامل عملياته مع القوات المتقدّمة من بلدة حميمة، باتجاه ريف البوكمال، والمدن والبلدات الشرقية للمحافظة. وبالتوازي، نجحت وحدات الجيش المحاصرة في المطار العسكري والجهة الشرقية من المدينة، في تنفيذ «إغارة» على مواقع للتنظيم في تلة القريا، القريبة من قرية الجفرة، حيث قتلت كامل أفراد «داعش» الموجودين في المكان، واستولت على عتادهم قبل أن تعود إلى مواقعها سالمة.
وفي المقلب الآخر، تواصل «قسد» حشد قواتها في ريف الشدادي، بالتزامن مع توجيه قائد «مجلس دير الزور العسكري» المنضوي ضمن «قسد»، أحمد أبو خولة، في بيان مصوّر من على الحدود الإدارية الشمالية لدير الزور، نداءً إلى «كافة أبناء دير الزور الموجودين في تركيا، للإسراع والالتحاق في صفوف قواتهم للتوجه إلى دير الزور»، ومطالبته «الشباب الأبطال الموجودين داخل دير الزور، بالتحرك وضرب (داعش) من الداخل، ولو بشكل فردي»، مع «وعدهم بأننا قادمون قريباً».
وعلى الرغم من التصعيد الإعلامي لـ«مجلس دير الزور العسكري»، لناحية توجّه قواتهم إلى دير الزور، أشار المتحدث الرسمي باسم «قسد»، طلال سلو، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «القيادة العامة لم تجتمع بعد لتقرر خوض المعركة باتجاه دير الزور». واستدرك سلو قائلاً إن «الاجتماع قد يكون قريباً، وربّما سيتخذ قرار الذهاب إلى دير الزور حتى قبل انتهاء معركة الرقة، كونها المحافظة الأخيرة التي تشهد وجوداً لتنظيم (داعش) الإرهابي، الذي أسّست قواتنا بهدف رئيسي هو القضاء عليه».