kayhan.ir

رمز الخبر: 62230
تأريخ النشر : 2017August25 - 20:23
خلال زيارته مؤسسة كيهان ولقائه المشرف عليها..

"اندرسون" باحث في جامعة سدني: ايران تتفرد في حمل مسؤولية مقاتلة الارهابيين



طهران/كيهان العربي: الدكتور "تيم اندرسون" الباحث واستاذ جامعة سدني، شخصية اريحية نافذة، وقد سبق ان حكم في بلده استراليا بالسجن لسبع سنوات مع فرض غرامة.

توجه الدكتور اندرسون غرب آسيا بحثا عن الحقائق، فقصد اولا سوريا ليلتقي الرئيس بشار الاسد، ومن ثم عكف على الجمهورية الاسلامية في ايران. وكأنه عازم لزيارة اليمن ليعيش آلام الشعب عن قرب وهو يخوض حربا فرضت عليه.

ورد الدكتور على السؤال كيف وجدت ايران؟ فقال: كل من في الغرب حين يأتي ايران اول مرة لايمكنه اخفاء دهشته.

وكان للسيد مدير مؤسسة كيهان لقاء عاجلا معه في مكتب الصحيفة، نتعرف لاحقا بما تضمنه الحوار.

كيهان: ما الذي تهتم به سيد اندرسون حاليا في استراليا، فلو تكشف لقراء الصحيفة شيئا عن يومياتكم؟

اندرسون: انا كاتب واستاذ جامعة سدني. اذ ادرس الاقتصاد السياسي، واركز على الدول النامية في العالم لاسيما الدول المستقلة. كدول اميركا اللاتينية. الا انه بعد الازمة السورية، زادت رغبتي بهذاالامر وتابعت الاحداث بجد. فالدول النامية هي الدول التي جربت الاستعمار. كما ان للدول المستقلة اهمية فائقة اذ ان التواصل الاقتصادي في العالم يخضع لتاثير هذه الدول، كما ان للدول الاستعمارية والسلطوية تاثير في هذا المجال. كما هو حال اميركا الاستعمارية.

ولي ايضا علاقة قوية مع دول اميركا اللاتينية منها؛ كوبا، ولي باع واسع في التحقيق باوضاعها السياسية. وارى ان الازمة في سورية لها شبه في جوانب بما حصل العقد الماضي باميركا اللاتينية. فكتبت بعنوان "الحرب القذرة في سورية"، اذ استليت مصطلح الحرب القذرة من الحروب في اميركا اللاتينية، اذ ان تلك الحروب الغير متكافئة وغير العادلة تمارس الان في سورية.

كيهان: حسب الظاهر انكم حكمتم في استراليا وزجوا بك السجن ولكن برئت من هذه التهم؟ حبذا لو تطلعنا على القضية.

اندرسون: نعم لقد اتهموني بالخطأ، ولما لم يمتلكوا دليلا لاثبات مدعاهم اطلقوا سراحي بعد سبع سنوات، وفرضوا علي غرامة. فقد اتهمت بالقيام بعمل ارهابي بتفجير فندق "هيلتون" وقتل العديد من اليمين الاسترالي، ولذا قبعت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي السجن لسبع سنوات ولم تثبت هذه التهم ضدي، وبعد سبع سنوات اطلق سراحي بكفالة. وقد كتبت كتابين بهذا الخصوص وقد شعرت بالغبن ولذا صممت للدفاع عن المظلومين. وهو ما دفعني للاهتمام بما يحصل في سورية وسائر الحروب الظالمة في الشرق الاوسط.

كيهان: لقد شاهدنا صور لقائكم بالرئيس بشار الاسد في سورية، وعرفناعن نشاطكم في السنوات الاخيرة بخصوص الازمة في سورية، فما هي الاوضاع في سورية؟ وما الذي خرجتم به برؤيتكم للسنوات الخمس الاخيرة في سورية؟

اندرسون: لقد خاض الجيش السوري وحلفاؤه، منهم ايران وروسية وحزب الله الحرب ضد داعش وسجلوا الانتصارات العديدة، الا انه لما كانت الازمة السورية سياسية، وان الحرب ضد الارهابيين هو بالتاكيد سبيل سياسي سينهي قضية داعش للابد. وينبغي حضور الحل السياسي في تلك الدول التي دعمت داعش، ليتحقق اجماع عام بين كل من له دخل في القضية.

وكلنا يعلم ان دولا متعددة في المنطقة وخارجها تدعم داعش بشكل جاد. فيما تحررت الضفة الغربية لسورية بالكامل. واتذكر في زيارتي لها في اعوام مضت لم يمكنني السفر لاي بقعة لا للغرب ولا للشرق ولا للجنوب، ولكن الان الاوضاع تختلف فقد تحررت الكثير من المناطق.

كيهان: كيف تحلل الوضع الان في سورية؟ فداعش تلفظ انفاسها الاخيرة.

فكيف ستكون سورية من دون داعش؟

اندرسون: كمراقب اجنبي ارى ان علة الازمات في السنوات الماضية لاسيما وجود داعش في الشرق الاوسط، هي في اطماع واشنطن. وان اكبر هدف لصانعي داعش دحر محور المقاومة في المنطقة، لاسيما علاقة بغداد بطهران الحميمة. والمهم هنا ان داعش ليست الا وسيلة بيد البعض من دول المنطقة وخارجها، لتنفيذ الاهداف المرسومة. ومن الخطأ ان نتصور ان داعش مجرد جماعة متشددة سلفية، فالقضية اكبر من ذلك.

كيهان: ما الذي تعنيه من الدول الاقليمية الداعمة لداعش؟

اندرسون: اعني بالتحديد السعودية، وقطر، وتركيا، حين كشف ارتباطهم مع داعش قبل عامين عن طريق روسية، وبالطبع تعمل اسرائيل بشكل سري، وان اهم قوة خارج المنطقة هي اميركا، اذ ان اكبر دليل على ذلك هو ان 90% من الاسلحة التي تصل داعش عليها ماركة اميركا.

كيهان: فهل توافق الرأي ان داعش صنيعة اميركا؟

اندرسون: وهو كذلك بالفعل، فحلفاء اميركا يدعمون داعش، واحدة من هذه الدول هي استراليا التي تزود داعش باجهزة لوجستية. ولا تسمح اميركا مطلقا ان تصدر اسلحتها مجددا من قبل دول اخرى الا ان تكون عالمة بالتفاصيل.

كيهان: ان كانت داعش صنيعة اميركا، فلم تشكل تحالفا ضد داعش؟

اندرسون: سؤال جيد سألته، فان في هذه الهجمات العسكرية تشارك استراليا. فحين قصفت المقاتلات الاميركية قبل اعوام دير الزور، بذريعة طرد الارهابيين، قتل الكثير من المدنيين. اذن فهي ذريعة لقتل الابرياء.

وقد قدمنا حينها شكوى للحكومة الاسترالية.

وحين تواجدوا مجددا في العراق عام 2014، لم يفعلوا شيئا ايجابيا لازالة داعش. ورغم ان داعش شماعة مناسبة لهم كي يعودوا للمنطقة ويجيشوا الجيوش للعراق. ويكفي لاثبات عدم جدارة اميركا في محاربة الارهابيين انهم حين قرروا محاربة داعش، توسع حضور داعش في مناطق بسورية. فالحقيقة كما سجلنا بان داعش آلة بيد واشنطن.

كيهان: سؤالي الاخر هو ما هو السيناريو بعد داعش. فهل يحتمل ان تولد مجموعة ارهابية اخرى في العراق او سوريا؟

اندرسون: من الممكن ايجاد جماعة ارهابية ثانية، ولا نستبعد اي سيناريو آخر.

كيهان: كيف تقيمون دور ايران في محاربة داعش في المنطقة؟

اندرسون: لوجود ايران الاثر المهم في المنطقة وكذلك في سورية.

وتتضح هذه الاهمية حين نعلم ان الجامعة العربية قد ماتت. من هنا فايران تواجه لوحدها المجاميع الارهابية.

كيهان: برأيك هل ان تقسيم العراق وسورية جراء الفوضى لسنوات بيد داعش ام انه خطة اميركية قديمة؟

اندرسون: انها الخطة رقم اثنين بالنسبة لاميركا. ولكن كل ذلك يعتمد على تضعيف المنطقة، وعلى اتحاد دول الشرق الاوسط. فتقسيم الدول هو هدف دائم لسياسة الغربيين.

كيهان: فما هو رايكم بموضوع الاستفتاء في كردستان العراق؟

اندرسون: الامر غير واضح تماما. فاكراد المنطقة متوزعون في مواقفهم وكل جماعة تصر على رأيها. فالبعض يرغب في الانفصال، فيما جماعات اخرى لايرغبون بذلك.

ففي سورية والمناطق التي حررها الاكراد من داعش ينبغي القول ان عليهم اطاعة الحكومة السورية، اذ ان مصارفهم وتزويدهم بالماء والكهرباء هو من الحكومة المركزية. وينبغي القول ان الكثير من المدن الكردية السورية ملتفتة لحضور الجيش السوري، وبشكل عام هناك علاقة جيدة بين الاكراد والحكومة السورية. كما انهم في العراق يواجهون مشاكل كثيرة تمنع ما يريدون.

حوار مدير مؤسسة كيهان مع اندرسون

التحق الاستاذ حسين شريعتمداري بمائدة الحوار مع السيد "اندرسون" فاثنى على اندرسون مواقفه الواضحة حيال قضايا غرب آسيا، قائلا: "ان هكذا مواقف يندر تسجيلها اليوم بين الخبراء الاجانب".

وضمن انتقاده للسلوك المزدوج وغير الصادق للغربيين لاسيما اميركا، قال الاستاذ شريعتمداري: "لقد ترك الغربيون مع اميركا تاريخا قبيحا وراءهم. فاذكر يوما كلمة للسيد هانتينغتون في مؤتمر بقبرص حول (علم الاجناس البشري = الانثروبولوجيا) فطرح على الحضور سؤالا هو: كيف يكون لنا نحن الاميركيين هكذا علاقة قريبة مع اكثر الدول عنفا واقربها من القرون الوسطى واعني السعودية، فيما تسوء علاقاتنا مع ايران والتي هي اكثر الدول ديمقراطية في المنطقة؟! فلم ينتشل المستمعين جوابا شافعا. فلا تكفي حقوق الانسان وتصريحات عن الديمقراطية بتقريب الدول وانما الوزن في مماهاة الدول مع سياسة اميركا الخارجية فهي اهم من كل شيء".

وشدد ممثل ولي الفقيه قائلا: "ان اهمية الدول بنظر اميركا تكمن في مدى سعي الدول في طول مصالح اميركا"واضاف: "ولهذا السبب ترتكب السعودية جرائم متوالية في اليمن وبحرين ولامن معترض". بدوره ثمن اندرسون سعي وسائل الاعلام الايرانية في اطار سليم بعيدا عن التعتيم الاعلامي، قائلا:

"لو لم تكن وسائل الاعلام الايرانية لغيبت حرب اليمن بشكل تام". واضاف: "انها التداعيات والتقارير الصحفية الصادقة التي جرتني الى ايران. فقد وجهت وسائل الاعلام الايرانية العالم بشكل صادق لحرب اليمن".

وتابع مدير مؤسسة كيهان في تاييد ما جاء به اندرسون، ليذكر بجرائم آل خليفة منوها الى ان هذه القبيلة ليست بحرينية فقد جيء بهم من صحاري نجد ليحكموا البحرين.

وكم كانت هذه الحقيقة مرة في مذاق آل خليفة حتى تلاعبوا بنسبهم وازالوا تبعيتهم لمنطقة نجد.

وهكذا يستأنف مراسل صحيفة كيهان حواره مع اندرسون، بعد اطلالة السيد حسين شريعتمداري القصيرة، بما تبقى من اسئلة:

كيهان: لقد قلت في كتابك "الحرب القذرة في سورية" بان المؤسسات المجتمع المدني فعالة في سورية والعراق، فيما هم منشغلون بامور اخرى باسم حقوق الانسان، حبذا لو تبين للقراء جانبا من هذه الامور.

اندرسون: لقد كتبت مقالات كثيرة بهذا الخصوص وعقدت جلسات مختلفة في "سدني" حتى وجهت وسائل الاعلام انتقادات شتى. وكما تفضلت، لقد تشكلت مؤسسات مجتمع مدني متعددة في سورية والعراق في اطار الدفاع عن حقوق الانسان، الا انها مرتبطة باميركا ارتباطا وثيقا، وتنسق مع سياسة الخارجية الاميركية. وقد قدمت ادلة عن كيفية مشاركتها في الحرب بسورية. وفي الحقيقةهي مجموعات اوجدت للتدخل الاميركي المباشر في المنطقة. وحين تصل زعماء هذه المجموعات الى اميركا فهي تقضي وقتا في الخارجية الاميركية. فمرصد حقوق الانسان ينتقد الوضع في فنزويلا وذلك لان سياسة اميركا متقاطعة مع الهوية اليسارية لفنزويلا.

كيهان: وما الوضع بالنسبة لوسائل الاعلام؟ كيف تقيم دور وسائل الاعلام الغربية بخصوص الازمة السورية؟

اندرسون: ان الحرب في سورية قد برهنت على مدى هبوط الثقافة الغربية. فما زال الطبع الاستعماري مهيمن على الغرب. فالمناسبات المالية والمراكز الاقتصادية هي المهيمنة على وسائل الاعلام الغربية. فمثلا ترامب يرغب في تطبيع العلاقة مع روسية الا ان وسائل الاعلام الغربية تضع العراقيل امام هذاالامر. اذن فالاعلام يخضع للمناسبات الاقتصادية فيما تتمتع الحكومة بدور اضعف.

كيهان: من المؤكد ان سمعتم عن ذوي القبعات البيض. لو تشرح لنا عن هؤلاء اذ كنت قد بينت في كتابك عنهم؟

اندرسون: لقد قمت بدراسة ملفتة حول ذوي القبعات البيض. انها وكالة مستقلة وجدت لاثارة الحروب تتقاضى مبالغ باهظة من اوروبا واميركا. فالكثير منهم ينسقون مع القاعدة غرب سورية. فقد زجوا بانفسهم باسم حقوق الانسان، ولكن هناك وثائق كثيرة تثبت ارتباطهم بالقاعدة، وان يحصل مسؤولوهم جائزة نوبل الا ان الحقيقة شيء آخر فهم مسلحون ويقاتلون جنبا الى جنب عصابات القاعدة.

كيهان: لقد قلت ان اليمن تعيش حربا منسية، حبذا لو توضحون لنا ذلك؟ اندرسون: انتم من ينبغي ان يوضح لي الوضع في اليمن، فقد جئت لايران كي احصل على معلومات بهذا الصدد. ولذا فانتم تعلمون افضل مني. واحب ان اعرف الى اي حد تصنف اليمن في محور المقاومة.

كيهان: اعني ما يحصل من جرائم في هذا البلد، ولماذا تتستر وسائل الاعلام الغربي على هذه الجرائم؟

اندرسون: بالطبع هم ينشرون بعض ا لحوادث، كبيع الاسلحة لآل سعود، فقد اعترضت وسائل الاعلام وطلبوا بايقاف هذه الصفقات. الا ان اللافت هو انهم يقولون شيئا ويترجمون على الارض امر آخر. مثلا تقول وسائل الاعلام ان اوقفوا العنف في اليمن ولكن هذا الكلام تزويق لاغير فلا ينفذ عمليا. اننا نشهد في الغرب سلطة استبدادية تهدف لتدمير المنطقة، اذ ان مصالح الغرب تتلخص في ابادة المنطقة. وهو ما يجر السيدة موغريني الى ايران، وتدافع عن خطة العمل المشترك. فيما تدعم اعمال العقوبات الجديدة، انها سياسة غير صادقة. ولو تصفحنا ما حولنا لشاهدنا دولا تعاني من الحظر الاقتصادي؛ ايران والعراق وروسية وسورية والعديد من دول اميركا اللاتينية. واللافت ان اوروبا نفسها قد قيدت بسبب الحصار على روسية.

كيهان: لو تسمح لنا ان تتحدث عن فنزويلا. فبالنظر للازدواجية في المجتع الفنزويلي،بين مؤيدي "مادورو" ومعارضيه، فكيف تقيم مستقبل التحولات بهذا البلد؟

اندرسون: اسمحوا لي في البدء لابين خلفية الاحداث في فنزويلا. فلا اتصور ان يتنازل "مادورو" عن السلطة وللاسف لا تنعكس الامور في فنزويلا كما هي الاوضاع في سورية. فقد كنت في فنزويلا قبل 12 عاما. فاليمن مدعوم من اميركا ولذا يظهرون كتحد امام اليسارين. والمشاكل تكون جادة حين تصاحب المشاكل السياسية المشاكل الاقتصادية. فجانب من التدهور الاقتصادي في فنزويلا يعود الى الضغوط التي تمارسها اميركا، وفي جانب آخر بسبب ضعف الادارة الداخلية. فاميركا تسعى ان تعمق الازمة في فنزويلا، بخلق الازمات الاقتصادية والسياسية، وحربتها الاخيرة ضخ الارهابيين في فوضى البلاد.

كيهان: حسب التقارير الواردة، فان اميركا تؤمن للمعارضة الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي، فلماذا لا تتدخل حكومة مادورو لكف الارهابيين؟

اندرسون: انه لامر واضح اذ في هذه الحالة تكون ذريعة للنفخ في ابواق الاعلام المضاد للحكومة. فهناك مناطق في كاراكاس تفرض عليها احكام عرفية ويمنع من التجوال ليلا، اذ تبلغ عن تحركات للارهابيين مع خروج التظاهرات. وبالطبع حركة ابداء الرأي محفوظ لا سيما بعد مرحلة تشافيز. فيما تتصل المعارضة الآن بكارتلات اقتصادية اميركية قوية، ولذا فان قوتهم اكبر من السابق.

فقد جعلت اميركا الوضع الاقتصادي في فنزويلا باسوأ حال، بالضبط كما رسموا السياسة ضد ايران.

كيهان: بالطبع انه ليس بالاجراء الجديد، فلاربعين عاما يمارسون هذا العداء مع ايران.

اندرسون: بالضبط هو كذلك، وينبغي ان لا ننسى ان السلطويين هم اعداء المستضعفين ودعاة الاستقلال.

كيهان: انها فكرة قرآنية، واللافت استدلالك به!

اندرسون: نعم انها فكرة قرآنية، وقد تعرف عليها العالم اول مرة حين اطلقها الامام الخميني. وكذلك في فنزويلا، فانصار مادورو هم طبقة العمال والمستضعفين فيما اليمين من المرفهين الاغنياء.

كيهان: لقد اشرت للامام الخميني، فما مدى معرفتك لشخصيته؟

اندرسون: لقد قرأت كتابات الامام، وبالطبع حول بحوث الاسلام السياسي للامام. فنحن في استراليا نعدم المعرفة عن الاسلام. وعلينا ان نقول للناس، ما هو الفرق بين الجمهورية الاسلامية وبين السعودية. فحتى طلبة الجامعات لا يميزون الفوارق، وهذه هي حرب الاعلام التي تعمد لابقاء الناس جهلة. فلا احد في استراليا يعرف الفرق بين حزب الله وجبهة النصرة. وبدورنا نقوم بالتوضيح للناس ولكن نحن بحاجة قبل الآخرين الى معلومات لنكون مسلحين بالاجابة الشاملة. وينبغي ان ناخذ بجد دور الحرب الاعلامية، وان نأخذ بجد كيف يطبع الناس على تيارات بعينها.

كيهان: لقد استؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين اميركا وكوبا بعد خمسين عاما.

وقال اوباما حين تفتح السفارات تنتهي العقوبات. وكان لاميركا نفس الاسلوب مع ايران، ولم يفوا بوعودهم بخصوص خطة العمل المشترك، فما رايكم بذلك؟

اندرسون: انه سؤال هام. فسياسة كل بلد تحدده زعماؤها، وينبغي ان نرى ما هي ملاحظاتهم في رسم السياسة.

فلايران ثقافة غنية تميزها عن سائر دول المنطقة. فيما لغة الدبلوماسية تختلف، فلست دبلوماسيا. فانظر الى خصوصية تعامل ايران مع الاخوان المسلمين في مصر، كيف اثمرت وهكذا تقرب قطر من ايران بعد تدهور علاقاتها مع السعودية. من هنا فللدبلوماسية اهمية كبيرة. وحول الستراتيجية التي ينبغي اتخاذها، ارى ان بلادا كثيرة تئن من العقوبات الاميركية. فاذا اتحدت هذه الدول يمكنها ان تقف امام التهديد الاميركي. وايران دولة قوية ولكنها ستكون اقوى لو اتحدت مع سائر دول المنطقة. لـ 55 عاما تضغط اميركا على كوبا، ولكن العالم بات يعارض هذه العقوبات على هافانا.

فلم يكن لاوباما حيلة سوى اعادة العلاقات مع كوبا، فالعقوبات لم تثمر، ولم يكن بامكان اوباما لوحده ازالة العقوبات، فللكونغرس الدور الكبير في ذلك. وكما قال الامام الخميني فالقوى الكبرى لا ترحم حتى اصدقائها، وتوجه لهم ضربة عند الضرورة.

كيهان: كيف تقيمون ايران قبل سفركم وبعده؟

اندرسون: لقد سافرت لايران برؤية سابقة فقد ذكر الاصدقاء حقائق عن ايران وقد دخلت ايران بصورة واضحة دون ان تؤثر علي التزييف الغربي.

واحب ان اسافر لاماكن اخرى، لا تعرف على الثقافات ولكن المشكلة تكمن في ان اصدقائي الايرانيين لم يسمحوا لي ان اتحمل مخارج السفر خلال زيارتي.

كيهان: انها خصوصية الايرانيين في اكرام الضيف.ونامل ان تكون اقامتكم في ايران باحسن ما يرام، ونشكرك على افساح هذه الفرصة لنا.