الرياض والخروج من المأزق
مهدي منصوري
تعيش حكومة بني سعود هذه الايام في دوامة من الازمات التي اختلقتها بحيث وضعتها في مأزق كبير لاتدري كيف التخلص منه، وقد كانت تفتقد حكومة الرياض ان خلق الازمات في ا لمنطقة سيمنحها ما كان تصبو اليه وهو ان تكون شرطيا يمكن ان تعتمد عليها اميركا في فرض هيمنتها على المنطقة.
ولابد ان نلقي نظرة على الازمات المتعددة التي اوجدتها السعودية ابتداء بالعمل على اجهاض العملية السياسية الحديثة في العراق من خلال اقلاق الوضع الامني والاقتصادي والسياسي بحيث لم تألو جهدا في التدخل السلبي في هذا البلد وعلى مدى اربعة عشر عاما، ولكن في الحصيلة النهائية نجد ان كل مشاريعها وممارساتها المعادية للشعب العراقي قد تكسرت على صخرة وحدة ووعي هذا الشعب، والذي كان اخرها دحر الارهاب المدعوم من قبلها والذي اصاب منها مقتلا بحيث فرض عليها ان تركع وتنحني لارادة هذا الشعب بفتح الابواب نحو ايجاد علاقات مع بغداد وذلك بدعوة بعض قادة القوى السياسية وتوافد الوفود على بغداد، الا ان هذا الامر لايمكن ان يغير من الصورة القاتمة التي اعتملت في نفوس العراقيين خاصة عوائل الشهداء والمعوقين والجرحى الذين تساقطوا بسبب الارهاب السعودي سواء كان في المدن والجبهات، وعلى نفس المنوال لابد ان تشير ايضا الى تورطها الكبير في البحرين والعدوان الغادر على اليمن والذي استنزف جميع طاقاتها بحيث انها اوحلت في هذا البلد وبصورة دفعها الى الالتجاء لهذا وذاك من اجل ان يخلصها من هذه الورطة الشائكة، ومن هنا لابد من القول ان حل المسألة اليمنية لاتحتاج الى مؤتمرات او قرارات دولية، بل يفرض على حكام بني سعود الذين ادركوا فشلهم الكبير في ان تمتلكهم الشجاعة ولكي يخرجوا من هذا الصداع المستديم بايقاف عدوانهم الغادر، لان الذريعة التي دعت اليه قد زالت ولم تعد قائمة، وتترك الشعب اليمني ليدير شؤونه من دون وصاية وكذلك ينسحب الامر على البحرين الذي يفرض عليها ان تسحب جيشها من هذا البلد وعدم الوقوف مع جهاز الامن البحريني في قمع الشعب البحريني الذي وقف ولازال صامدا من اجل تحقيق اهدافه ومطالباته التي ضمنها له الدستور.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان على حكومة بني سعود واذا كانت جادة في ايجاد علاقات جيدة مع جيرانها ان تثبت حسن نيتها من خلال الاقدام على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول وان تحترم سيادتها واستقرارها، اذن فان الكرة اليوم هي في الملعب السعودي لان فشلها الذريع في العراق واليمن وسوريا وبعض دول المنطقة الاخرى يفرض عليها التراجع وقبل ان يستفحل الامر بحيث تغوص في الوحل الى أخمص قدميها مما يصعب عليها الخروج من المأزق الذي صنعته بيدها الا بثمن باهظ.