kayhan.ir

رمز الخبر: 61785
تأريخ النشر : 2017August16 - 21:14

طهران لن تلتزم بما تريده واشنطن


مهدي منصوري

حربة عداء واشنطن لطهران لم تكن وليدة الساعة، بل انها تمتد الى قرابة اربعة عقود مضت، اي منذ انتصار الثورة الاسلامية وقد حاولت ان تكون هذه الحربة العدائية الاجرامية وسيلتها الوحيدة من اجل تغيير او ازالة الصورة الجديدة التي جاءت بها طهران، ولكن والذي اتضح بل واصبح عنوانا بارزا لهذا الصراع هو ان اميركا لم و لن تتمكن ان تحقق نصرا ولو صوريا على طهران، بل العكس هو الصحيح اذ ان موقف ايران الثابت امام كل الرياح الاميركية العدائية العاتية قد اخذ يسقط كل الادعاءات الكاذبة التي تريد النيل منها.

واليوم ولتاكيد هذه الصورة الاميركية التي لا تريد ان تتخلى عنها واشنطن رغم فشلها الذريع، اخذت تضرب على وتر جديد تحاول من خلاله اثارة الراي العام العالمي بالادعاء بان طهران لم تلتزم بالاتفاق النووي الذي تم مع المجتمع الدولي ومن ضمنه واشنطن، بينما كل التقارير الدولية أكدت ان طهران من طرفها التزمت بما جاء في الاتفاق وانها لن تحيد عنه قيد أنملة، والجهة الوحيدة التي تضع العصا لعرقلة استمرار تنفيذ الاتفاق هي واشنطن خاصة الادارة الجديدة التي تريد ان تلغي هذا الاتفاق ومن طرف واحد لاعتقادها انه شكل هزيمة كبرى لواشنطن امام طهران.

ومن خلال المتابعات لهذا الامر نجد ان الرئيس الاحمق ترامب والذي بدأ صراخه منذ ترشيحه لان يكون رئيسا للولايات المتحدة وليومنا بانه سيمزق الاتفاق من دون الالتفات الى مواقف الدول الاخرى في مجموعة 1+5 التي تعتقد انه لابد من الاستمرار في تنفيذه، وان الاجراء الاميركي يعتبر خروجا على الاتفاق الدولي.

والمضحك في الامر هو ان واشنطن اعلنت بالامس وعلى لسان الناطق باسم الخارجية من أنها قد التزمت بالاتفاق الا أن طهران قد نقضته ولم تلتزم به، مدعية ان اطلاق الصواريخ الدفاعية هي الناقضة لهذا الاتفاق، رغم ان الدول الاوروبية قد اكدت ان تجربة الصواريخ شأن داخلي لا شأن للاتفاق النووي فيه، وان طهران لم تلتزم بذلك امام المجتمع الدولي، وما ادعاءات واشنطن الا صورة من صور فرض الارادة ليس الا.

ولذا فان طهران ومن جانبها اعلنت انها ملتزمة بما الزمت نفسها به في الاتفاق النووي، وان اي موضوع خارج هذا الاطار لا شأن لاي أحد فيه، وهو ما يخص سيادة واستقلالية قرارها، ويعتبر خطا احمر لا تسمح لاي كان تجاوزه، وانها لن ولم تخضع للضغوط الاميركية مهما كانت لان موقفها ينسجم مع المواثيق والمعاهدات الدولية.