ادلب.. ماذا سيكون مصيرها ؟
سيطرت "جبهة النصرة” على مدينتي إدلب وسراقب وبعض الريف الإدلبي، لتصبح ممسكة ومتحكمة بأمور محافظة إدلب عسكرياً وإدارياً، في ظل سيناريوهات مطروحة من قبل بقية التنظيمات لما قد يحصل في المحافظة.
وكان أول قرار اتخذته "جبهة النصرة”، أو "هيئة تحرير الشام” بمسماها الجديد، هو منع تشكيل أي تنظيمات في إدلب، وهو مالم يرد على أي تنظيم من التنظيمات الموجودة في إدلب.
نظرياً إدلب ماتزال تحت سيطرة مايعرف بـ"جيش الفتح”، المؤلف من عدة تنظيمات بينها "النصرة” و ”أحرار الشام” وغيرهما، ولكن على الأرض فإن "جبهة النصرة” في المتحكم والآمر الناهي.
ومنذ سيطرتها على إدلب المدينة، إثر الاقتتال الأخير مع "أحرار الشام”، لم تبادر "جبهة النصرة” لتوضيح الكيفية التي ستقوم فيها بإدارة المحافظة، ولم تعلن عن التقسيمات الإدارية أو العسكرية.
ويأتي ذلك في ظل شائعات تدور حول نية الدول الضامنة لاتفاق "خفض التوتر”، روسيا وإيران وتركيا، عدم السماح لـ"جبهة النصرة” بالتفرد وحكم إدلب.
وذكرت صحيفة "معارضة” أن السلطات التركية التي كانت معارضة لوجود "النصرة” على حدودها، أصبحت أكثر تقبلاً لها، فموقع "TRT” الرسمي أدرج "هيئة تحرير الشام” ضمن تصنيف "فصائل المعارضة التي تقاتل النظام السوري”، كما أظهر تصوير يوم الجمعة دخول عناصر من جيش الاحتلال التركي لبلدة في ريف جسر الشغور على مرأى ومسمع من عناصر "جبهة النصرة”.
كما نشرت صورةٌ لوالي معبر باب الهوى من الجانب التركي مع مدير المعبر من الجهة السورية ساجد أبوفراس، في مدينة سرمدا، الأسبوع الماضي، مافُسّر أنها رسالةٌ من الجانب التركي حول ماتريده أنقرة في الأيام المقبلة، علماً أن "جبهة النصرة” بادرت إلى تسليم المعبر لإدارة المدنية.
وكان عرض القيادي في تنظيم "صقور الشام” المتشدد، المقرب من تركيا، مصطفى سيجري، ماقال أنه "مخطط دولي مرسوم لمحافظة إدلب في الأيام المقبلة”، مضيفاً أنه "إن لم يتدارك الأمر الجميع بدون استثناء، نخشى أن تكون إدلب على طريق الرقة والموصل”.
وبحسب مانقلت صحيفة "معارضة” عن سيجري، فإن "بعد خمسة أشهر من الآن سوف يعلن عن برنامج التسليح والتدريب (USA) لقتال تنظيم "القاعدة” في سوريا، على غرار برنامج البنتاغون، وعمليات التحالف الدولي في الحرب ضد "داعش”.
وأضاف سيجري أن "اللاعبين الأساسيين والقوى الفاعلة هي كل من: أمريكا، روسيا، تركيا، إيران”، موضحاً ان "لكل قوى خطة (أ) و (ب) والبعض عنده خطة (ج)”.
واعتبر القيادي المتشدد أن "المشترك الوحيد بين روسيا وتركيا هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وقطع الطريق على الانفصاليين الكرد، كما أن كلاهما يرفض السياسة الأمريكية في دعمها الكامل للكرد”، مبيناً أن "أمريكا تدعم "قوات سوريا الديموقراطية” للسيطرة على الشريط الحدودي”.
إلى ذلك، يبقى سكان مدن وبلدات محافظة إدلب منتظرين السيناريو الذي سيفرض عليهم، في ظل حديث كان عن إقامة منطقة "خفض توتر” تشمل إدلب كاملة، ولكن بعد سيطرة "النصرة” عليها قد يتغير ذلك كلياً.
: شام تايمز