بين الاعتراف بالجميل ونكرانه
تبين ان الغزو الاميركي للعراق لم يكن هدفه انقاذ الشعب العراقي من ظلم صدام ونظامه كما اشيع انذاك، بل انه كان يهدف الى تحقيق العديد من الاغراض وأهمها ان يكون العراق الحديقة الخارجية لواشنطن، بحيث يمكن ان تقطف ثمارها من هذا البلد متى ما تريد او متى ماتشاء. ولذلك والذي لاحظه العراقيون ولمسوه لمس اليد ان واشنطن لم تضع حجر على حجر من اجل اعمار هذا البلد وتطويره ورفع مستواه وعلى مختلف المستويات، بل انها عملت على ان يعيش هذا الشعب في دوامة من المشاكل والازمات التي لايمكن لها ان تنتهي في يوم من الايام، وكما وصفت بعض المصادر السياسية العراقية المطلعة ان اميركا قد خططت لان يبقى الشعب العراقي اسيرا للازمات شبيها "بعلبة المحارم الورقية ماان تخرج ورقة واحدة حتى تظهر الاخرى بديلا لها "، وهو ماعايشه الشعب العراقي وعلى مدى العقود الاربعة عشر الماضية، وبدت اليوم تظهر وبوضوح تام لانه وفي الوقت الذي تخلص الشعب العراقي وبفضل وحدة كلمته وجهوده التي صاغتها الفتوى التاريخية والخالدة للمرجعية الدينية العليا من الارهاب المدعوم اميركيا واقليميا لكي يستعيد انفاسه في ادارة شؤونه الداخلية بما يعود عليه بالنفع وبالاستفادة من الامكانيات المتاحة، نجد ان واشنطن تعمل على التدخل السلبي في الشان العراقي لايقاعه في ازمة سياسية خانقة من خلال فكرة تأجيل او الغاء الانتخابات ليتسنى لها من وضع البلاد في فراغ سياسي لكي تتدخل لتشكيل حكومة انقاذ وطني وعلى المقاس الذي حددته، بحيث يمكن من خلاله سرقت كل الجهود الوطنية المخلصة التي ارادت لهذا البلد ان يكون بعيدا عن المحاور الاقليمية، وبناء على ما تقدم اخذت تنطلق النداءات من القادة السياسيين من ان العراق يملك ارادته السياسية وهو الوحيد الذي يستطيع ان يحقق هذه الارادة من دون تدخل اي دولة كانت كما حقق ذلك وبصورة قاطعة في مواجهة للارهاب التكفيري. ولابد للعراقيين ان يقتطفوا ثمار انتصارهم على الارهاب وبأيديهم وحدهم.
والملاحظ اليوم ان بعض الدول الاقليمية وتتقدمهم السعودية كانت السبب الاساس والرئيس في تدمير العراق وشعبه بعد 2003 من خلال دعمها وارسالها الارهابيين الى هذا البلد، فانها وبعد ان انكسرت وقطع يدها بعد الانتصار على الارهاب اخذت تمارس دورا قذرا باستقطاب بعض الاطراف السياسية العراقية لايجاد موضع قدم في هذا البلد.
واخيرا ولابد من التذكير ان العراقيين يعلمون جيدا ان الانتصار الكبير على الارهاب واخراجه وبهذه الصورة المخزية من مدنهم ومحافظاتهم لم ولن يتم لولا دعم بعض الدول الصديقة والقوى التي ربطت مصيرها بمصيره من دون التفكير بالمقابل والذي اعلنه رئيس الوزراء السابق المالكي وعبر قناة الميادين بالقول ، "انه لولا دعم الجمهورية الاسلامية اللامحدود للعراق في مواجهته الارهاب، لما وصلت اليه الامور الى ما هي عليه اليوم"، وهذا الاعتراف بالجميل قد جوبه من قبل بعض الاطراف السياسية التي ارتمت في احضان داعمي الارهاب والمعادين للشعب العراقي وبنكران الجميل وبتحريف صريح للواقع من القول ان ايران وبتقديمها الدعم للعراق تبحث فيه عن مصالحها وهو ما يشكل تزييفا للحقيقة عرفها ولمسها الشعب العراقي لمس اليد والتي لا يمكن اخفاؤها بغربال.