اهتزاز المملكة يعيق حضورها قمة العشرين
ما كان مفاجئا وبشكل لافت ومحير ليس لمتابعي الشأن السعودي فحسب بل لجميع الاوساط السياسية والاعلامية في الاقليم والعالم هو اعلان عدم مشاركة الملك سلمان في قمة العشرين او ايفاد ابنه محمد لينوب عنه في وقت ان المملكة ونظرا للتقلبات الاخيرة والخطيرة التي حدثت فيها كانت احوج ما تكون لتسجل حضورا رفيعا وفاعلا في هذا الملتقى العالمي الذي يحضره 20 زعيما عالميا، لا ان تكتفي بايفاد وزير المالية الذي هو امر غير مسبوق ويدعو للتسائل، لكن على يبدو ان تفاقم الاوضاع وشدة خطورتها والارتباك الحاصل في المملكة عقب ازاحة بن نايف قسراً حال دون ان يتجرأ الملك سلمان مغادرة الرياض في هذه الظروف العصيبة او حتى يبعث ابنه محمد لينوب عنه خوفا من اي مستجد قد تقود الاوضاع باتجاه احداث خطيرة او وقوع انقلاب يهز اركان العائلة قبل المملكة، لان الملك سلمان وابنه محمد لازالا في ارتباك وخوف شديدين من وجود الامير متعب بن عبدالله على راس قيادة الحرس الوطني الذي يوازي الجيش السعودي وهو تشكيل معقد ومتشابك يشارك فيه ابناء القبائل الموالية بشكل مطلق للملك السابق عبدالله وابنه اليوم وليس من السهولة التحرش بقائد هذه القوة ولو كان الامر غير ذلك لتخلص محمد بن سلمان من الامير متعب الذي لايقل خطورة عليه من بن نايف قبل هذا الوقت لكن الملك سلمان وابنه يدركان جيدا ان التلاعب بهذا الموقع في الوقت الحاضر قد يفسد عليهما كلما اقدما عليه لحد الان لكنهما ينتظران الفرصة السانحة او المكيدة للتخلص منه.
وما زاد من شبة عدم المشاركة الملك سلمان في قمة العشرين هو البيان المقتضب للناطق باسم الحكومة الالمانية الذي اكتفى بعدم مشاركة الملك سلمان او ابنه محمد بن سلمان في قمة العشرين دون الخوض في اية التفاصيل وهذا ما ادى الى اثارة تكهنات ومخاوف كثيرة مما يجري في السعودية عقب ازاحة محمد بن نايف من ولاية العهد.
لكن ما تذرعت به الصحافة السعودية حول عدم مشاركة الملك سلمان في قمة العشرين كان مستهجنا وسخيفا للغاية بربط الموضوع بالازمة القطرية التي لا تخرج عن كونها ازمة سياسية عابرة لا تستدعي تواجد الملك سلمان في المملكة وملاحقة الملف لحظة بلحظة وكانه يجلس في قيادة الاركان لادارة المعركة، في وقت يعلم الجميع ان الملك سلمان وفي ذروة عدوانه السافر على اليمن ترك المملكة في زيارة ترفيهية للمغرب وفرنسة استغرقت اكثر من شهر واحد دون ان يكون هناك معوقات تحول دون هذه الزيارة
لكن الامر الاخر الذي يخشاه الملك سلمان وابنه المتعطش لاختطاف العرش باسرع وقت ممكن، التحرك المحتدم داخل الاسرة الحاكمة خاصة بعد الرسالة الاحتجاجية لـ 21 اميرا على قرارات الملك سلمان في تعيين ابنه وازاحة بن نايف، حيث كشفت مصادر مطلعة عن وجود اصطفاف لامراء داخل الاسرة الحاكمة خلف الامير احمد بن عبدالعزيز لانتخابه لقيادة المملكة واصدار بيان يعلن فيه عدم اهلية الملك سلمان لحكم المملكة بسبب وضعه الصحي وبالتالي ابطال تعيين ابنه محمد بن سلمان كولي العهد.
ومع كل ما اشرنا اليه وهو دقيق لما يدغدغ مشاعر الملك سلمان وابنه ويرفع من هواجسهما لكن تبقى المفاجأة ان عدم مشاركة الملك سلمان في قمة العشرين من انه قد فارق الحياة حيث لم يسجل اي حضور منذ اسبوع او انه ينوي التنحي لصالح ابنه عن العرش لتثبيت اركانه وهو اهم من حضور قمة العشرين.