kayhan.ir

رمز الخبر: 59316
تأريخ النشر : 2017July02 - 21:29

اميركا وافتعال انتصارات وهمية

بعد ان ثبت للقاصي والداني خواء وفشل التحالف الدولي الذي قاده الولايات المتحدة الاميركية لمحاربة داعش وافلاسه تماما في هذا المجال، حيث لم يسجل اي دور يذكر في دعم العراقيين لمحاربة داعش وتطهير المحافظات والمدن العراقية من براثنه بل العكس كان له ادوار سلبية في قصف مواقع الحشد الشعبي اكثر من مرة ومنعه من المشاركة في تحرير بعض المناطق حيث لم نجد اي تفسير لهذا الموقف سوى دعم داعش الذي ثبت للجميع من ان اميركا تتلاعب معها وتستثمرها لمصلحتها ولم تخطو اية خطوة للقضاء عليها وما احرج الادارة الاميركية الحالية بشدة في المرحلة الراهنة من ان العراق يحضر لمراسم تشييع داعش الى جهنم فيما سوريا ادخلتها الى دائرة الاحتضار بانتظار مراسم الدفن، وهي لم تقم باي دور في هذا المجال وهذا ما سجل لها فضيحة مدوية كبرى وهي على رأس تحالف دولي يضم اكثر من ستين دولة تحت مسمى محاربة داعش، لذلك لم يكن امام واشنطن الا ان تفجر زوبعة كبيرة تشغل العالم عشية احتلال العراق وذلك بالقيام بهجوم عسكري ضد سوريا تحت ذريعة منع النظام بقيام بهجوم كيماوي على احدى المناطق السورية وكان لهذا التحذير الاميركي صدى واسعا في الاعلام الدولي والاقليمي مما حبس البعض انفاسه بانتظار ساعة الصفر. لكن التهديد الاميركي الارعن ضد سوريا لم يتوقف الا عندما جوبه بتهديدات اكبر من طهران وموسكو من اي انتهاك اميركي للسيادة السورية غير مسموح به واذا ما نفذ سيؤدي الى عواقب لا تحمد عقباها.

تهديدات طهران وموسكو القوية والرادعة ازعجت الادارة الاميركية وضعتها في موقف حرج يصعب عليها معالجة ذلك بشكل مباشر لذلك التفت عليها عبر اختراع سيناريو آخر كاذب ومفضوح مثل التكهن بان نظام الاسد يريد استخدام الكيماوي، لافتعال انتصار وهمي حيث خرج وزير الدفاع الاميركي "جيمس ماتيز" بكل وقاحة وتزوير بان "المسؤولين السوريين يبدو انهم اخذوا التحذير الاميركي على محمل الجد" ولم تنتهي المعزوفة المشروخة عند هذا الحد حيث لحقها "نيكي هايلي" مندوبة الولايات المتحدة الاميركية في الامم المتحدة لتفبرك هذا الانتصار المزيف والوهمي بشكل آخر عندما اعلنت "يمكننا القول لكم بفضل حزم الرئيس ترامب لم نشهد هجوما كيماويا في سوريا".

اين وصلت الادارة الاميركية في عهد الرئيس المتهور ترامب من الافلاس والسطحية والضحالة لتسطر مثل هذه الخزعبلات لافتعال انتصارات وهمية تبيعها في اسواق النخاسة العالمية.