والطير يرقض مذبوحا من الالم
اميرحسين
ما ذهب اليه مدير استخبارات نظام بني سعود السابق تركي الفيصل وفي مؤتمر لمنافقي خلق الارهابية عقد في باريس بتوجيه والصاق التهم الكاذبة والبعيدة عن الواقع لايران بانها الراعية الاولى للارهاب وخلص بالدعوة الى تقديم قادتها الى المحكمة الجنائية الدولية لم يكن سوى هروب الى الوراء او كما يقول المثل "رمتني بدائها وانسلت".
ولابد من القول ان رجلا الذي كان يحتل منصباحساسا وهي الاستخبارات لابد ان يعرف تفاصيل القضايا وبصورة مكشوفة وواضحة، الا انه ثبت ان عملية التدليس والتغطية التي مارسها الفيصل تعكس خيبة امله الكبيرة، لانه والذي لايمكن انكاره ان ايران الاسلام هي اول دولة في المنطقة طالها الارهاب المنظم منذ بداية انتصار الثورة الاسلامية اي قبل قرابة الاربعة عقود،اذ والثورة في بداياتها تم استهداف قادتها وفي الصف الاول وكان على رأسهم الشهيد مطهري وغيرهم من العلماء والمفكرين على يد المجرمين القتلة الذين يحتضنونه بالامس في باريس، واستمرت عملياتهم الاجرامية بحيث شكلت سجلا أسودا في تأريخها، ولازالت هذه المنظمة تستأجر نفسها للدول من اجل القيام بعمليات ارهابية ليس فقط ضد الشعب الايراني بل ضد الشعوب الاخرى، وهو ما اثبتته التقارير الاستخبارية في هذا المجال.
وبنفس الوقت والذي يدركه الفيصل جيدا ان الارهاب الذي اخذ يهدد ليس فقط المنطقة بل العالم أجمع هو بدعم من حكومته، ولم يقع هذا الامر في مظان الاتهام، بل هو مااكدته واشنطن الحليفة الاستراتيجية للرياض من خلالاصدار قانون "جاستا" الذي وجه الاتهام مباشرة للسعودية في دعم الارهاب وطالبها بدفع التعويضات للاميركيين الذين طالهم تفجير مركزي التجارة في نيويورك.
وكذلك فان السجون في كل من العراق وسوريا وليبيا وغيرها من الدول تعج بالارهابيين السعوديين بالاضافة الى المتواجدين منهم على ارض القتال والذين يقودون المجاميع الارهابية بينما وفي الطرف المقابل لن نجد في هذه السجون ايرانيا واحدا متهما بالارهاب، اذن فمن الذي ينبغي ان يقف في قفص الاتهام ان كان هناك عاقل يفهم الامور على حقيقتها؟.
ان اللجاجة السعودية ضد طهران لايمكن في يوم من الايام ان تطمس الحقيقة او تخفيها وراء غربال، لان الحقائق اليوم وبعد اندحار الارهاب قد اخذت تعلن عن نفسها وبوضوح ومن دون مواربة من حكام بني سعود هم الذين يقودون ويقدمون الدعم لهذا الارهاب الذي انطلق من مصانع الاستخبارات الاميركية كما اعترفت بذلك مصادر الفرار الاميركي.
ولذلك فان الايام القادمة وبعد ان تضع الحرب على الارهاب اوزارها لتعلن الحقيقة عن نفسها وبوضوح ولذلك سنرى ان قفص الاتهام للمحاكم الدولية قد ضم الداعمين الحقيقيين وبوجوههم الكالحة لينالوا جزاءهم العادل جراء ما تلطخت به ايديهم بدماء الابرياء ليس في العراق وسوريا فحسب بل في كل انحاء العالم. ولايفوتنا ان نؤكد ان السعودية اليوم وهي ترى اندحار الارهاب وبهذه الصورة المخزية ان امالها قد تبددت وتعيش اليوم كالطير المذبوح الذي يرقص من الالم.