kayhan.ir

رمز الخبر: 58843
تأريخ النشر : 2017June21 - 20:45

بداية النهاية لآل سلمان


امير حسين

ما حدث يوم الاربعاء 19/5/2017 في السعودية هو انقلاب فريد من نوعه ان لم نقل خضة هزت العرش السعودي بل عاصفة تقتلع جذوره وقد حضر لها الملك سلمان منذ ان تولى العرش في المملكة ايذانا ببدء الحقبة السلمانية واغلاق ملف حكم آل سعود الذي توالى الاخوة من ابناء عبدالعزيز الواحد تلو الاخر وفقا لوصيته بالتسلسل وان حاول بعض اخوة سلمان من قبله الخروج على الوصية لايصال ابنائهم الا انها اصطدمت بالفيتو الاميركي والوضع المعقد والمتشابك داخل العائلة، لكن ما الذي جرى اليوم حتى استطاع الملك ان يحسم الموقف لصالح ابنه محمد بن سلمان ويضعه عند بوابة العرش ولم تفصله سوى ايام حتى يعتليه لان الملك سلمان بات في محطته الاخيرة ولو ان الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى. ووفقا للتدرج اللافت الذي ذهب اليه الملك خلال السنتين الاخيرتين في وضع ابنه في الواجهة. وما منحه من صلاحيات واسعة وتخطيط جعله ان يعتلي العرش عمليا من دون الافصاح عنه رسميا، وفي المقابل اتخذ المزيد من الاجراءات للحد من صلاحيات الامير محمد بن نايف ليطرحه اليوم ارضا وبهذه السهولة ومن دون اي سبب يذكر لكن السؤال الذي يشغل اليوم دوائر القرار في الاقليم والعالم لماذا هذا التسرع في اتخاذ مثل هذه القرارات التي تشكل خطرا على المملكة نتيجة لما سيتركه من تداعيات وسط تزايد الانقسامات والخلافات داخل العائلة وهذا ما تجلى من خلال الرسالة التحذيرية التي وجهها العشرات من الامراء ممن تبقى من ابناء آل سعود واحفادهم، لا شك ان خطوة الملك سلمان المرتبك والقلق على مستقبل ابنه محمد دفعته لان يأخذ البيعة بشتى الوسائل واهمها الدعم الاميركي الفصل الذي لم يتوفر لاخوته من قبل، وهو على قيد الحياة وهذا ما يذكرنا بما فعله بمعاوية الذي اخذ البيعة لابنه يزيد لانه كان واثقا ان هذا ا لامر سيكون مستحيلا بعده بوجود رجال بني امية وهكذا الملك سلمان لانه ادرى ما في دار عائلة آل سعود من صراعات وانقسامات وخلافات تحول دون ذلك وهناك من يتولى العرش ممن تتوفر فيهم الملاكات وقد مارسوا الحكم والسياسة لسنوات في وقت ان محمد بن سلمان لم يمتلك اي تجربة في هذا المجال اضافة الى انه هو في بداية العقد الثالث من عمره اي اصغر ملك يستلم زمام الحكم في المملكة لكن السؤال الملح والمصيري هو هل يدوم له الحكم مع ما تشهده المملكة من ازمات خارجية وصراعات داخلية ومشاكل اقتصادية والانكى من كل ذلك ان ثمن تربعه على العرش كان مكلفا وباهظا جدا لابناء الجزيرة العربية اي دفع اكثر من خمسمائة مليار دولار لاميركا والاتعس من ذلك انه يسبح اليوم في بحيرة الدماء التي اعدت ظلما وعدوانا في سوريا والعراق واليمن والبحرين وغيرها ومع هذا الوصف لم يبق لدينا اي شك من منطلق ايماننا بالعدالة الالهية وانتقامه المحتوم من الظلمة والقتلة ان حكم بن سلمان لن يدوم طويلا بل انه بداية النهاية لآل سلمان.