الصحف الاجنبية: خلافات داخل ادارة ترامب حول الاهداف في سوريا
كشفت مجلة اميركية بازرة عن وجود خلافات داخل الادارة الاميركية حول الاهداف التي يجب العمل على تحقيقها في سوريا، واوضحت ان هناك فريقاً بالبيت الابيض يريد التصعيد ضد ايران وحلفائها في سوريا تحديداً بالمناطق الجنوبية السورية، بينما هناك فريق آخر بقيادة البنتاغون لا يرغب بمثل هذا التصعيد ويريد للجهود ان تبقى مركزة على محاربة داعش.
وفي ملف قطر تناولت صحف بريطانية ما قاله وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية خلال زيارته لندن، حيث طالب بانشاء آلية مراقبة غربية لضمان التزام قطر باي اتفاق قد يتم التوصل اليه. وفي نفس السياق انتقد دبلوماسي اميركي سابق بشدة الحملة ضد قطر، اذ اعتبر ان من شأنها تقويض المصالح الاميركية.
الخلافات داخل ادارة ترامب حول الاهداف في سوريا
وحول هذا العنوان، نشرت مجلة "Foreign Policy” تقريراً كشف نقلاً عن مصدرين اثنين مطلعين في ادارة ترامب بان مسؤولين اثنين كبيرين بالبيت الابيض يضغطان من اجل توسيع رقعة الحرب في سوريا، حيث يعتبران ان الحرب السورية تشكل فرصة لمواجهة ايران وما يسمى "وكلائها" على الارض.
و اوضح التقرير ان المسؤولين الاثنين هما المدعو "Ezra Cohen-Watnick” و هو مدير الاستخبارات بمجلس الامن القومي الاميركي، والمدعو "Derek Harvey” الذي هو كبير مستشاري منطقة الشرق الاوسط بمجلس الامن القومي الاميركي، وان كلاهما يريد من الولايات المتحدة التصعيد في جنوب سوريا.
و لفت التقرير الى ان خطط المسؤولين الاثنين المذكورين يتسبب بقلق حتى لدى شخصيات معروفة بانها معادية لايران، مثل وزير الحرب الاميركي "James Mattis” الذي تدخل اكثر من مرة لتعطيل هذه الخطط،وذلك استناداً على المصدرين الاثنين المطلعين.
ونقل التقرير كذلك عن مسؤولين عسكريين اميركيين بانه وعلى الرغم من رغبة بعض مسؤولي البيت الابيض بالتصعيد، الا ان "Mattis” والقياديين العسكريين الاميركيين وكذلك الدبلوماسيين الكبار، انما يعارضون فتح جبهة اوسع ضد ايران "ووكلائها" في جنوب شرق سوريا، اذ يرون ان هذه الخطوة ستكون خطيرة وقد تجر الولايات المتحدة الى "مواجهة خطيرة" مع ايران. كما حذر من ان الاقدام على هكذا التصعيد قد يؤدي الى استهداف القوات الاميركية المنتشرة في العراق وسوريا.
التقرير نقل عن المسؤولين بان "Mattis” ورئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي "Jospeh Dunford”،اضافة الى المبعوث الرئاسي الاميركي لما يسمى التحالف الدولي لمحاربة داعش المدعو "Brett McGurk” هم جميعاً مؤيدون لابقاء الجهود مركزة على طرد داعش من معاقلها،بما في ذلك طرد التنظيم الارهابي من الرقة.
واشار التقرير الى ان البنتاغون سبق وان قال علناً انه لا ينوي الدخول في حرب مع القوات الداعمة للرئيس السوري بشار الاسد،"الا في حال الاستفزاز". وذكّر ببيان صدر عن القيادة الوسطى بالجيش الاميركي بتاريخ السادس من حزيران/يونيو الجاري، والذي جاء فيه ان التحالف الدولي لا يسعى للدخول في حرب مع قوات النظام السوري او القوات الموالية للنظام السوري.
هذا ولفت التقرير الى ان الخلاف هذا داخل الادارة الاميركية يتزامن ومراجعة يجريها البيت الابيض حيال السياسة المتبعة مع ايران، والتي تشمل النظر في دور الضباط العسكريين الايرانيين "والوكلاء" بدعم النظام السوري، اضافة الى الاتفاق النووي مع ايران. ونبه الى ان عملية "المراجعة" هذه كشفت انقسامات داخل الادارة الاميركية حول كيفية التعاطي مع ايران.
وبنفس الوقت نقل التقرير عن المدعو "Colin Kahl” الذي عمل مستشار الامن القومي لنائب الرئيس الاميركي السابق جو بايدن، نقل عنه بان الدخول بحرب اوسع ضد القوات التي تدعمها ايران في سوريا سيكون عمل "غير ضروري وخطير للغاية".
كما نقل عن "Kahl” بان استهداف حلفاء ايران في سوريا سيؤدي الى توتير العلاقات بين اميركا والعراق و "يفجّر العلاقة الاستراتيجية" (بين بغداد و واشنطن)،و حذر من ان هكذا تصعيد سيضع القوات الاميركية الموجودة في العراق بالخطر.
كذلك اشار التقرير الى ان موقف مستشار الامن القومي الاميركي "H.R McMaster” في الخلاف الحاصل داخل الادارة الاميركية يبقى مبهماً،لكنه رجح بان الاخير يقف في معسكر "Mattis” والبنتاغون الذي يفضل التركيز على داعش. ولفت الى ان المسؤولين الاثنين المذكورين الذين يريدان التصعيد ضد ايران و حلفائها في سوريا Cohen-Watnick) و Harvey) كان قد اختارهما مستشار الامن القومي الاميركي السابق "Michael Flynn”. ونبه الى معلومات سبق ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز جاء فيها ان "Cohen-Watnick” (مدير الاستخبارات بمجلس الامن القومي الاميركي) قد ابلغ مسؤولين آخرين بادارة ترامب انه يريد الاستفادة من جواسيس اميركيين من اجل العمل على الاطاحة بالحكومة الايرانية.
ملف الحملة على قطر
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً تطرقت فيه الى التصريحات التي ادلى بها وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي انور قرقاش لدى زيارته لندن، حيث تحدث عن ضرورة وجود آلية مراقبة غربية لاجبار قطر على الالتزام باي اتفاق على وقف "دعمها للارهاب".
ونبهت الصحيفة الى ان تصريحات قرقاش تمثل المرة الاولى التي يشير فيها اي مسؤول الى ضرورة تدخل خارجي لانهاء الازمة مع قطر.
كما اشارت الصحيفة الى ان قرقاش قال ان الامارات و كذلك الدول الاخرى المشاركة بالحملة ضد قطر وهي السعودية ومصر والبحرين،لا تقف اطلاقاً بالدوحة. واضافت بان الوزير الاماراتي شدد على الحاجة الى "الاصدقاء الغربيين" بملف قطر.
وفي نفس الوقت تحدثت الصحيفة عن بعض المؤشرات الدبلوماسية التي تفيد بان الامارات والسعودية لا تحصل على الدعم الغربي الذي كانت تتوقعه،اذ ان هناك الكثير من الحكومات التي ترفض الوقوف مع طرف معين وتدعوا في المقابل الى خفض التصعيد.
وتابعت الصحيفة بان قرقاش قد اكد على ان "المستويات الاعلى في واشنطن" تفهم "بشكل كبير ما الذي يحصل،وان ترامب قد اعرب عن نفس المواقف المنتقدة لقطر خلف الابواب المغلقة.كما لفتت الى ان قرقاش تحدث عن وجود استعداد لعزل قطر داخل مجلس التعاون الخليجي.
السفير الاميركي السابق لدى الكيان الصهيوني "Daniel Shapiro” كتب مقالة نشرتها مجلة "Foreign Policy” قال فيها ان السعودية والدول الاخرى المشاركة بالحملة على قطر "صدمت" الولايات المتحدة بهذه الحملة.
واضاف الكاتب بان هذه الحملة بقيادة السعودية والامارات ضد قطر جاءت من دون اي تحذير مسبق حيث تم محاصرة قطر التي وصفها الكاتب بانها شريك امني لاميركا يستضيف اكثر من 10,000 جندي اميركي. واعتبر ان هذا التصعيد ضد الدوحة قد يعقد العمليات العسكرية الاميركية في المنطقة التي تنطلق من القعدة الموجودة في قطر، ويقوض كذلك الهدف الاميركي المنشود بتعزيز الوحدة داخل مجلس التعاون الخليجي.
الكاتب تابع بانه ونظراً الى المصالح الاميركية بهذا الملف، فانه لم يكن من المنطقي للسعودية والامارات الدول الاخرى المشاركة بالحملة ان تشن هجوم اقتصادي "غير منسق ضد قطر" (بحسب تعبير الكاتب).و انتقد كذلك المطالب "الشمولية" التي تحدثت عنها هذه الدول والتي تريدها من الدوحة،اذ رأى ان تحقيق هذه المطالب امر صعب جداً على المدى الطويل.
الكاتب اعتبر انه وبسبب الاساليب التي استخدمتها السعودية وحلفائها،فان ملف قطر سلط الضوء "بشكل غير ضروري" على الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها. كما اشار الى ان ما حصل جعل واشنطن مضطرة للقول ان لا دولة اخرى يمكنها ان تملي على الولايات المتحدة كيفية معالجة مثل هذه الخلافات. وقال ان الحملة ضد قطر الحقت الضرر بالمصالح الاميركية من خلال تعزيز العلاقات بين قطر وايران، ولفت كذلك الى ان دول مثل روسيا وتركيا تقوم بكل ما بوسعها من اجل تعزيز وتعميق الانقسامات بين "شركاء اميركا".
وشدد الكاتب على ضرورة ان توجه واشنطن رسائل واضحة الى السعودية التي قال ان لديها تاريخ بتصدير الارهاب، وعلى ضرورة الاصرار على رفع الحصار عن قطر وحل الخلاف دبلوماسياً. كما اضاف بان على السعوديين ان يدركوا بانهم لا يستطيعون اعطاء الإملاءات للولايات المتحدة في اي خطوات تؤثر على مصالح اميركا وايضاً على القوات الاميركية.