وشهد شاهد من أهلها
مهدي منصوري
قد لا يضيف وزير الخارجية القطري السابق حمد ال ثاني شيئا عندما صرح بان "حكومة بني سعود كانت الممول الاساس لكل المخططات والمؤامرات التي اعدتها واشنطن وتل ابيب ضد طهران". لان مسار الاحداث ومنذ انتصار الثورة الاسلامية وليومنا هذا اكبر دليل على ذلك، الا انه ولما يأت الاعتراف من داخل البيت الخليجي يعكس بل يعطي الامر اكثر اهمية ويدعو للتأمل.
والملاحظ ايضا ان السعودية التي اغدقت الاموال وسخرت وسائل الاعلام المأجورة وغيرها من الممارسات العلنية والخفية من اجل ان تصل الى هدفها المشؤوم ضد الجمهورية الاسلامية قد باءت بالفشل الذريع، وواجهت ذلك الحائط القوي والصلد وهي وحدة الشعب الايراني وتلاحمه مع قيادته الحكيمة وبصورة لم تستطع الرياض ان تجد لها منفذا لتحقق ولو شيء بسيط من ماربها الاجرامية، والذي كان آخرها تلك الهجمة الشرسة من عملائها خلال الاسبوع الماضي باستهداف بعض المراكز المهمة في طهران والتي ارادت ان تحقق من خلاله نصرا ولو صوريا ضد طهران والذي عكسته خطابات من سلمان والجبير.
واليوم ومن يراقب الوضع في المنطقة يجد أن السعودية بدأت تخسر ليس فقط موقعها، بل انها خسرت كل شيء بحيث وصل الامر ان تصل فيه الى الافلاس السياسي الكبير مضافا اليه الافلاس المالي من اعطاء الجزية لترامب لكي يضمن لها دوام بقائها واستمرار وجودها، ولكن الواضح في الافق ان وصفة العلاج الاميركية لايمكن ان تداوي او تعالج الجرح السعودي الغامر الذي يصعب علاجه بعد تسربلها بالجريمة وقتل الابرياء وفي مختلف أنحاء العالم من أخمص قدميها الى قمة رأسها.
وفي نهاية المطاف لابد من القول ان السعودية التي جربت حظها العاثر مع طهران وفي أكثر من مناسبة والتي وصلت فيه الى طريق مسدود، فعليها ان تعيد حساباتها من جديد وان تغير من لهجتها الحاقدة ضدها، خاصة وان حركة الشعوب اليوم وكما هو واضح تسير بالاتجاه المعاكس للطريق الذي تسير فيه الرياض، وان عجزها من تحقيق اي من اهدافها في المنطقة لدليل قاطع على ذلك.
واخيرا فان ما صرح به حمد ال ثاني وزير الخارجية القطري وما سيظهر في الايام القادمة من أدلة دامغة تؤيد اجرام النظام السعودي ضد شعوب المنطقة سوف يضعها تحت شعاع الشمس الواضحة التي لايمكن ان تغطى بغربال او يسمح لها بالالتفاف على الحقائق الناصعة من خلال اغداق الاموال وخلق المشاكل والازمات.