الصحف الاجنبية: لقاءات بين الامارات ومراكز ابحاث اميركية صهيونية لبحث سياسات قطر
تطرقت وسائل اعلام غربية إلى التطورات الاخيرة في العلاقات بين عدد من الدول العربية وقطر. وكشفت ان دولة الامارات، قبل ان تبدأ حملتها على الدوحة، كانت قد حددت اجتماعا مع احدى مراكز الابحاث الاميركية الصهيونية في واشنطن بمشاركة مسؤولين اماراتيين كبار، للبحث في سياسات قطر وقناة الجزيرة القطرية "كعنصر عدم استقرار في المنطقة". واشار كتاب اجانب إلى ان الفاتيكان الكنيسة الكاثوليكي عموماً ترى في الفكر الوهابي تهديدا وجوديا، بينما حذر مسؤولون اميركيون سابقون من ان السياسات التي يتبعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب ستؤدي إلى تفاقم خطر الارهاب وليس تقليصه.
التطورات الاخيرة في الصراع بين قطر و عدد من الدول العربية
وفي التفاصيل، نشر موقع "Bloomberg” تقريراً تناول قرار السعودية والبحرين ودولة الامارات ومصر قطع العلاقات مع قطر وتعليق الرحلات الجوية والبحرية بينها .
و اشار التقرير الى ان هذه الخطوة تأتي بعد زيارة ترامب إلى السعودية، وقال إن كل من السعودية والإمارات تنويان القضاء على اي "تهديدات محتملة للجبهة الموحدة ضد النفوذ الايراني في الشرق الاوسط". كما لفت الى ان السعودية والامارات تضغطان على قطر بغية وقف دعمها "لحركات اسلامية مثل الاخوان المسلمين و حماس"، على حد تعبيرها.
ونقل التقرير عن محللين غربيين متختصين في الشأن الخليجي ان الحملة على قطر تشبه سيناريو حصل عام 2014،الا انها تبدوا هذه المرة حملة تصعيدية اكثر بكثير.
وفي سياق متصل، نشر موقع "Middle East Eye” تقريراً اشار فيه الى ما كشفته رسائل البريد الالكتروني المتبادلة بين السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة ومسؤولين غربيين كبار، وذلك بعد عمليات قرصنة لرسائل البريد الالكتروني هذه.
وقال التقرير ان احدى هذه الرسائل تضم تفاصيل عن اجتماع قادم بين مسؤولين اماراتيين واحد مراكز الابحاث الاميركية الموالية للكيان الصهيوني، وهي "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" يمولها رجل الاعمال الصهيوني "Sheldon Adelson” المعروف ببقربه من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وممول كبير للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.
ولفت التقرير الى ان رسائل البريد الالكتروني المقرصنة تكشف تفاصيل عن اجتماع قادم بين "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" ومسؤولين ‘ماراتيين بينهم الشيخ زايد، حيث تشمل اجندة الاجتماع محادثات حول قطر ودور قناة الجزيرة كعنصر "عدم الاستقرار في المنطقة".
كما اضاف التقرير ان من النقاط الاخرى التي ستٌبحث هي "السياسات الاميركية الاماراتية" المحتملة "للتأثير على الوضع الداخلي في ايران"، و"الاداوات السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الاستخبارتية و الالكترونية" التي قد تستخدم ضد ايران.
وتكشف احدى الرسائل المقرصنة ان العتيبة حث على ضرورة القيام بكل ما هو ممكن من اجل نجاح ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
عدم صحة التركيز على ايران كمصدر الارهاب
بدوره، نشر موقع "Al-Monitor” تقريراً رأى فيه ان ربط ايران بتنظيمي "داعش" و"القاعدة" لن يؤدي سوى إلى تأجيج نيران الطائفية و الارهاب،"ناهيك عن انه خطأ".
وقال التقرير ان المقاربة الاكثر واقعية تكون بعدم تبني اي خطاب محدد، مشيراً الى ان ايران تدعم الحكومتين السورية والعراقية في الحرب على "داعش" وتنظيمات ارهابية اخرى. واعتبر ان تبني العداء المطلق لايران هو خطأ و يقلص فرص التعاون و حل النزاعات.
كما تابع التقرير ان الاحداث الارهابية التي وقعت منذ انعقاد قمة الرياض تقدم دليلا اضافيا على عدم صحة الادعاء بان ايران هي المسؤولة عن التهديد المتمثل بالجماعات الارهابية.
الكنيسة الكاثوليكية تعتبر الوهابية تهديداً وجودياً
من جهة اخرى، كتب "Victor Gaetan” مقالة نشرتها مجلة "Foreign Affairs” تحدث فيها حول الخلافات بين الفاتيكان وإدارة ترامب حيال السعودية.
وذكر الكاتب ان السعودية ليس لها علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان، لافتا الى ان البابا فرانسيس ينتقد السعودية اكثر من ادارة ترامب، وذلك بسبب المعاملة السيئة المسيحيين المقيمين في السعودية و تصدير الرياض للفكر الإرهابي وشنها حربا على اليمن.
واشار الكاتب الى ان احد اكبر مصادر التوتر بين آل سعود والفاتيكان هو القيود التي تفرضها السعودية على ممارسة الدين المسيحي داخل السعودية، والى ان حوالي 1.5 مليون مواطن كاثوليكي اغلبهم من العمال الفلبينيين.
واضاف الكاتب ان خبراء كاثوليك يعتبرون ان الوهابية هو مصدر للتطرف، وان الفاتيكان يرى في الوهابية تهديدا وجوديا، مشيراً الى الفكر والمال الوهابي يؤججان ممارسة العنف ضد المسيحيين و غيرهم من المجتمعات في الشرق الاوسط.
وتابع ان الفاتيكان يسعى إلى تطوير علاقاته مع مراكز ثقافية اسلامية "غير وهابية" من أجل التصدي لهذا التهديد، ولفت الى ان مفتي الازهر الشيخ احمد الطيب زار البابا فرانسيس في روما العام الماضي.
الكاتب اشار ايضاً إلى هواجس الفاتيكان حيال الوهابية في سوريا، والى ان رجال الدين الكاثوليكيين في سوريا يحذرون من اي عملية مدعومة من قبل السعودية للاطاحة بالنظام في سوريا. واوضح ان المسيحيين في سوريا سواء من الكنيسة الاورثودكسية اوالكاثوليكية يعيشون بامن في ظل الدولة السورية.
وبحسب الكاتب، فان الفاتيكان يعارض العدوان التي تشنه السعودية على اليمن، مشيراً الى ان اليمن بلد متسامح لجهة احترام حرية الدين .ونبه الى ان الفاتيكان وصف العدوان السعودي على اليمن بانه "غير عادل"، والى ان ابناء الطائفة الكاثوليكية في اليمن عانو بشكل كبير نتيجة الحرب.
وقال ان الطائرات الحربية السعودية اغارات على احدى الكنائس الكاثوليكية في اليمن، لافتا الى ان "تعاطف الفاتيكان عموماً مع الاسلام الشيعي"، إذ اشار الى نقاط تشابه تتعلق بتصنيف علماء الفقه والدين بين الشيعية والمسيحية.
و تابع الكاتب بان البابا فرانسيس و في اطار مساعيه لاخماد النزاع الطائفي وجد حلفاء من دول اسلامية مثل سلطنة عمان و باكستان و قطر، واعتبر ان هذه الدول تعارض هيمنة السعودية ومشروعها المعادي لايران.
سياسات ترامب من شانها ان تفاقم خطر الارهاب
وكتب "Daniel Benjamin” مقالة نشرتها مجلة "Politico”، رأى فيها ان السياسة التي يتبعها دونالد ترامب ليست سياسة "مكافحة ارهاب حقيقية"، ولن تؤدي الى تقليص هذا التهديد. كما اعتبر ان خطوات ترامب تهدف الى تعزيز الخطر واطالة امد الارهاب.
وقال الكاتب ان التطور الجديد و المثير للقلق في سياسة ترامب هو عملية إعادة التوازن التي يقوم بها في الشرق الاوسط و"عسكرة" الحرب على الارهاب. واعتبر ان افعال ترامب ستفاقم التوتر الطائفي بالمنطقة وتدعم القوى التي تؤجج الراديكالية و العنف.
واعتبر الكاتب ان ما يثير القلق هو ان ترامب"رمى بثقله خلف الاجندة الطائفية لدى السعودية و حلفئها الخليجيين"،م شيراً الى ما قاله من الرياض حول "عزل ايران". ونبه الكاتب الى خطورة الاصطفاف بشكل كامل مع السعودية ضد ايران.
حذر الكاتب من ان موقف ترامب تجاه ايران من شأنه تشجيع السعوديين على تصعيد "الحقد الطائفي"، ومن ان الطائفية اساساً هي من اهم مسببات الارهاب الذي نشأ بالفترة الاخيرة. واكد ان من مصلحة الولايات المتحدة القيام بمبادرة من اجل الحد من التوتر بين السعودية و ايران بدلاً من القيام بتأجيج هذا التوتر.