kayhan.ir

رمز الخبر: 55722
تأريخ النشر : 2017April22 - 21:07

السعودية تحرق حلفاءها بنارها

ان ترضح في النهاية دولة نووية مثل الباكستان لدولة ذيلية مثل السعودية وتوافق على تنصيب الجنرال المتقاعد في الجيش الباكستاني "راحيل شريف" ليخدم خارج بلاده قائدا لقوات التحالف الاسلامي الموكول اليه شن عدوان سافر على بلد مسلم وعريق كاليمن لا لشيء سوى انه يريد ان يملك زمام الامور بالموافقة على ذلك فقط ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك وقراره الوطني بارسال خمسة الاف عسكري باكستاني دون ان تتضح مهام هذه القوات في السعودية.

وما تسرب هذا الخبر في الاوساط الباكستانية قبل عدة اشهر حتى شهدنا جدلا وحراكاً احتجاجيا واسعا في الاوساط السياسية والدينية الى ان وصل الى البرلمان الباكستاني الذي رفض المشروع جملة وتفصيلا لمعارضته ارسال اية قوات باكستانية الى خارج البلاد: لكن سبحان مغير الاحوال ان يغلق هذا الملف فجأة دون ضجيج الى ان اعلنت السعودية امس السبت ان "طائرة سعودية خاصة نقلت الجنرال "راحيل شريف الى الرياض" ليتولى قيادة قوات التحالف الاسلامي ضد اليمن وكان الامر مفعولا.

ما يدور اليوم في اذهان المراقبين والرأي العام الباكستاني هو مزيد من التشويق والترقب والتساؤل عن المهمة الاصلية للعسكريين الباكستانيين الذين وفدوا الى السعودية والذي هو حسب الواقع والمعلن انهم سيشاركون ضمن ما سمي بقوات التحالف الاسلامي التي توجت اليوم بقيادة باكستانية لقيادة العدوان على شعب اليمن بعد ان عجزت القوات السعودية والاماراتية المتخاذلة ومرتزقتهم تحقيق اي مكسب على الارض وهذا ما رفضه الشعب الباكستاني من قبل لئلا يدرج اسمه في ملفات التاريخ بانه شارك في عدوان سافر وظالم ضد الشعب اليمني الآمن الذي لا ذنب له الا انه يريد ان يعيش معززا ومكرما اسوة ببقية شعوب العالم.

هذه هي قراءتنا لظاهر الامور اما ما يدور وراء الكواليس المظلمة والصفقات المشبوهة بتقديم العون لداعش والقاعدة اللتين كادتا ان يضمحلا مع دخول الجيش اليمني واللجان الشعبية الى مدن اليمن الجنوبية الا ان اميركا والسعودية سرعان ما دخلتا معا الى هذه المناطق مما اضطرت اللجان ان تنسحب من الجنوب وتعود داعش والقاعدة ثانية الى مواقعها في هذه المناطق.

ولحرف افكار الرأي العام الاقليمي والدولي والباكستاني تحاول وسائل اعلام البلدين السعودي والباكستاني قلب الصورة والضحك على ذقون الناس بان مهمة القوات الباكستانية هو محاربة "الارهاب والعنف" . ومن الغباء جدا ان يتصور هؤلاء البهل ان يضحكوا على عقول الناس ويسطحوها الى هذه الدرجة بان القوات الباكستانية التي تنضوي تحت قوات التحالف الاسلامي والتي هي مهامها الاساسية استمرار العدوان على اليمن واسقاط حكومته الشرعية، لا محاربة الارهاب والعنف الذي يزعمونه في حين كانوا هم داعميه ومشجعيه والاغرب من كل ذلك يخرج علينا راجوا قائد القوة البرية الباكستانية بتصريح لافت وهو ان الخطوة الباكستانية لن تضر بالمصالح الايرانية وان اسلام أباد تراعي الخطوط الحمراء لايران في المنطقة. انه تصريح مقلوب لعسكري يحاول ان يرسم معالم السياسة لبلد آخر وقف تصور وتصميم يدور في ذهنه.. لا يا سياده الجنرال الباكستاني ان الامور ابعد من ذلك منذ دخلتم في اليمن عبر النظام السعودي الذي يشتري الجميع بالمال الحرام لن يضر مصالح ايران فحسب بل جميع دول المنطقة لانه من شأنه ان يزعزع الامن والاستقرار فيها اما حول مسألة الخطوط الحمراء التي تزعم بها ليست دقيقة بل معاكسة لذلك حيث ان بعملكم هذا تجاوزتم الخطوط الحمراء التي يرسمها القانون الدولي لما ينصه على احترام استقلال وسيادة الشعوب.