"الحديدة" معركة وجود
يبدو ان اميركا عرابة العدوان السعودي على اليمن شعرت فعلا بعجز السعودية لما تمتلكه من امكانيات وسلاح وعتاد متطور بتحقيق شيء جوهري في اليمن وهي تدخل بعامها الثالث من الحرب على هذا البلد لذلك اضطرت لان تقود المعركة بنفسها ومن الحديدة ومن مينائها الذي يعد الشريان الحيوي والحياتي لـ 80% من الشعب اليمني الذي يعتمد على استيراد السلع والمواد الغذائية من هذا الميناء وقد مهدت اميركا سياسيا واعلاميا وناريا لمعركتها في الحديدة عبر ارسال اربع طائرات شحن للسلاح والعتاد خلال الاسبوع الجاري الى عدن للتهويل لا اكثر لان التحالف السعودي لا ينقصه العتاد والسلاح حتى يباشر هذه المعركة والاسخف من كل ذلك هو تصريحات الرئيس ترامب بان تدخله في اليمن هو لحماية الملاحة الدولية وكأن بلاده كانت لحد الان متفرجة في حين يعلم الجميع ان صفارة العدوان انطلقت من واشنطن وعلى لسان عادل جبير السفير السعودي السابق يومها فيما اعلن الرئيس اوباما لاحقا بان اميركا تقدم كافة المعلومات والدعم اللوجيستي للسعودية في حربها على اليمن. انها مجازفة كبيرة وخطيرة جدا فيما اذا فتحت اميركا معركة الحديدة لانها بمثابة حرب مدمرة لتشديد الحصار والمجاعة على الشعب اليمني لذلك تعتبر هذه المعركة الحرب الفاصلة والمصيرية لهذا الشعب الذي سيدافع بكل بما يمتلك عن وجوده ومستقبله وقد تدفع بالامور الى حرب كارثية تتجاوز حدود اليمن وتفتح الباب على احتمالات كثيرة وخطيرة لان مقابل العدوان على الحديدة سيكون استهداف ميناء جدة والمنشآت النفطية السعودية محتملا جدا وقد تقود الامور الى منحى خطير اكبر وهو اغلاق مضيق باب المندب وتعريض الملاحة الدولية الى مخاطر جمة.
فعلى واشنطن والرئيس ترامب الذي يتصور واهيا بانه يريد مواجهة ايران في اليمن الحلقة الاضعف من موقع الصقور، ان يعيد حساباته لان هذا البلد كان طوال التاريخ مقبرة لكل الغزاة وان ترابه يبلع كل الطامعين والمستعمرين. فمعركة الحديدة لم تكن سهلة بالتاكيد وهي ستكون مصيرية للشعب اليمني لانها معركة لقطع لقمة عيشه لذلك سيضطر هذا الشعب لتعبئة كافة امكاناته لهذه المعركة الشرسة المفتوحة التي تستهدف وجوده وكيانه لذلك سيقاوم بكل ما يمتلك لدحر العدوان على ميناء الحديدة وافشاله كما افشل لحد الان العدوان السعودي المدعوم اميركيا وصهيونيا على بلده وهذا يتضح من خلال التسريبات التي تتحدث عن توصل القيادة السعودية العدوانية الى قناعة بان كل الابواب اصبحت امامها موصدة وما عليها الا ان تنبطح للقبول بالحل السلمي وترك ابناء اليمن لحالهم في التوصل الى تفاهمات سياسية ينقذون بلدهم من الحرب الطاحنة التي فرضت عليهم بسبب هذا العدوان الغاشم الذي كان يستهدف اساسا وجودهم وبلدهم وخيراتها وقبل ذلك قرارهم السياسي.