kayhan.ir

رمز الخبر: 50170
تأريخ النشر : 2016December25 - 20:45

أمیرکا والاعتراف بالجریمة


مهدي منصوري

بعد الهزيمة المنكرة التي مني بها الارهاب والارهابيون وداعميهم في سوريا وبصورة لم يكن يتوقعونها لانهم قد خططوا لها وبدقة من اجل ان تصل الى هدفها وبصورة متسارعة، ولكن الامر لم يأت كما ارادو وخططوا له، لانهم لم يضعوا في حساباتهم الكثير من القضايا التي كان لها الدور الفاعل في تغيير مسيرة مشاريعهم وخططهم، وبذلك فانهم وبعد الانتصار الرائع الذي تحقق على يد ابناء الشعب والجيش السوري وداعميهم قد اصاب من وقف الى صف الارهاب بالذهول وأعاد اليهم صوابهم بعد ان كانوا يعيشون في احلام نشوة النصر الذي فقدوه على حين غفلة.

ومن هنا بدأت تخرج التصريحات من قبل كبار المسؤولين الاميركيين للاعتراف المخزي والذي جاء بالامس على لسان رئيس الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) السابق بالقول: "ان اميركا كان لديها قصب السبق والدور المؤثر في عمليات قتل ابناء الشعب السوري والحالة التدميرية التي وصلت اليها سوريا اليوم"، ومن الطبيعي لان هذا الاعتراف لم يكن الاول من مسؤول اميركي كبير ولن يكون الاخير لان الذي تابع منافسات الرئاسة الاميركية والمساجلات التي جرت بين كلنتون وترامب قد وضع يده على الكثير من المعلومات التي كشفت الدور السيئ والشنيع لاميركا وحلفاءها ليس فقط في سوريا بل في الازمة القائمة اليوم في المنطقة.

والذي لابد من الاشارة اليه ان واشنطن قد تمكنت ان تستأجر العقول والنفوس المريضة سواء كان من كتاب او صحفيين وغيرهم من اجل ان يرافقها في مسيرة اجرامها ضد شعوب المنطقة، وذلك من خلال التحاليل الخبرية التي تصب جام غضبها على الشعب والجيش السوري وحلفائهم وتظهر هؤلاء بالقتلة والمجرمين، وقد كانت هذه الاقلام المأجورة لبعض الكتاب ورؤساء تحرير الصحف بوقا يمجد بالدور الاميركي ومن وقف معه بدفاعه عن القتلة والمأجورين الذين جاءت بهم واشنطن والرياض من اجل قتل الابرياء وهدم البنى التحتية لسوريا وغيرها من الدول كالعراق واليمن وليبيا، ولذا فان اعتراف رئيس استخبارات قد عرى هذه الاقلام الفاسدة وكشف عن عوراتهم امام الرأي العام الاقليمي والدولي.

ولا نغالي اذا ما قلنا ان الاعتراف الاميركي بدوره الاساس في عملية قتل وتدمير السوريين قد جاء في وقت يعيش فيه ليس فقط الارهابيون بل داعميهم حالة من الخوف والقلق والارباك لانهم اصبحوا اليوم مجهولوا المصير او انهم سيواجهون الموت او العودة الى البلدان التي جندتهم وقدمت له الدعم، لكي تدور الدوائرعلى الباغين والحاقدين فانهم سيذوقون حرارة نار الارهاب والارهابيين وبصورة تختلف جملة وتفصيلا عما كان يفعلونه في سوريا وغيرها من الدول، لان هذه النيران ستكون نيران الانتقام ولذا فانها ستكون أشد حرارة وايلاما، وهاهي بوادر هذه النيران قد بدأت تظهر في افق بعض الدول وان الاتي سيكون اقسى واكبر، لان الدماء الزكية للابرياء من النساء والاطفالمن السوريين وغيرهم لايمكن ان تذهب هدرا او تمر مرور السحاب، ولابد لهذه الدماء من يجد من ينتقم لها وبصورة اقسى، ولم يكن الامر من الخارج، بل وكما قال القرآن فانهم سيخربون بيوتهم بأيديهم، وليس ذلك على الله ببعيد.