السعودية والتلويح بهزيمتها في اليمن
لا يخفى على من تابع ويتابع الشأن اليمني أنه ادرك وبصورة لاتقبل النقاش ان الصمود الرائع والمذهل للشعب اليمني امام همجية العدوان السعودي قد وضع ليس فقط حكام بني سعود، بل كل الذين انساقوا وراء الخديعة السعودية الكاذبة التي استندت عليها في شن العدوان امام صورة الهزيمة المنكرة التي منيت به السياسة السعودية، خاصة وانها لم تتمكن وبعد مرور قرابة العامين من ان تحقق ولو جزءا يسيرا مما أدعته، ولحد هذه اللحظة تحاول الرياض في البحث عن ذريعة تتخلص فيها من هذه الورطة الكبيرة التي لم تحسب حساباتها او في الواقع كما يقال انها دست انفها في عش الدبابير وما تدري كيف التخلص من وخزاتها.
ولذلك فهي لجأت وفي آخر الى فذلكة من أجل تأليب الاجواء ومحاولة الحصول على تعاطف الاخرين بعد ان نفضوا ايديهم عنها وخذلوها وجعلوها تتحمل وحدها كل التبعات التي سيتركها عدوانها على ابناء اليمن، بعد ان يضع العدوان اوزاره وتتضح حجم المأساة الكبرى التي ارتكبها حكام بني سعود ضد ابناء اليمن الابرياء.
لذلك جاءت عملية اطلاق الصاروخ اليمني الرادع الذي استهدف مطارعبد العزيز في جدة خير ذريعة يمكن ان تخلصها من الورطة التي وقعت فيها بحيث تكون وسيلة للتدخل الاقليمي او الدولي لايجاد حل للرياض للخروج من مأزقها، الا ان والذي اتضح ان هذه الكذبة المخزية لم تنطل على احد ولم تستطع الرياض ان توظفها لصالحها لان كل التقارير المصورة اكدت ان الصاروخ استهدف المطار ولم يتصل بقريب او بعيد نحو مسار مكة المكرمة، بل والانكى ان مرشح الرئاسة الاميركية ترامب أكد كذب الادعاء السعودي وذلك بقوله انه لديه فيلم مصور عن اطلاق الصاروخ واستهدافه المطار ولاغير مما يعكس فشل الاعلام والسياسة السعودية التي اتسمت بالكذب والدجل.
وبنفس المنوال فقد أشارت تقارير من ان مسألة اتهام الحوثيين باستهداف مكة المكرمة لم تكن مسألة جديدة، بل انها خطة اجرامية قد تم صياغتها ووضعها في دوائر الاستخبارات الصهيوني والاميركية ومنذ فترة ليست بالقريبة معللة ذلك بانه لو أوحلت السعودية في اليمن ولم تتمكن من تحقيق انتصار من عدوانها الاجرامي فلابد من اللجوء الى هذه الخطة من اجل اشعال نار حرب اسلامية في المنطقة، وان تكون ايران مدار هذه الحرب، وذلك بالادعاء ان الصاروخ الذي استخدمه الحوثيون في ضرب مكة المكرمة هو ايراني الصنع اي ان الذي استهدف البيت الحرام ليس الحوثيين بل هي ايران لتأليب الرأي الاسلامي وتغيير بوصلة المواجهة من اليمن الى ايران، ولكن والواقع على الارض اليوم كشف ان هذه الخطة لم يكتب لها النجاح لانها لم تلق من يقبلها او يتعامل معها لان كل الطرق مغلقة من قبل السعودية واميركا ودول المنطقة امام ايران في تقديم أي دعم لوجستي لليمن، مما يسقط كل الاوراق الصفراء المأجورة التي تريد ان تلعب بها الرياض ضد طهران.
وبنفس الوقت فان ابناء اليمن الاحرار قد اثبتوا من خلال صمودهم الرائع انهم لم يكونوا يوما من الايام ومنذ العدوان الغادر انهم ضعفاء، بل اثبتوا انهم هم هم اقوى مما كان يتصوره كل الذين وقفوا مع السعودية في عدوانها الاجرامي، بحيث بقيت ارادتهم صلبة وقوية وتمكنوا ان يحصنوا جبهتهم الداخلية بحيث وصلوا الى تشكيل المجلس السياسي الذي يدير الاوضاع البلاد اليوم، وان حالة الحصار والتضييق والخناق السعودي لم تفت في عضد اليمنيين، بل انها اكسبتهم قدرة على المقاومة والصمود بحيث اوصلوا حكام بني سعود وباختيارهم اي طريق فانهم هم المنهزمون، لان استمرار عدوانهم سيؤلب الرأي العام الاقليمي والعالمي وسيدفع به بالذهاب الى اصدار قرار دولي لايقاف العدوان او ان تضطر السعودية ومحاولة منها من ان لا تصل الى درجة الانهيار الذي عكسته الاوضاع الداخلية السعودية والتي كان آخرها الاضراب الكبير الذي قامت به بعض المنظمات في الداخل السعودي بالامس احتجاجا على سياسة بني سعود السياسية والاقتصادية الفاشلة وفي كلا الحاليين فانه يعتبر اعتراف صريح بالهزيمة المنكرة.
واخيرا وليس اخرا فان مااقدمت عليه الرياض بالامس من استهداف مقاتلاتها لسجن في غرب اليمن والذي راح ضحيته اكثر من 60 شهيدا وعشرات الجرحى وقتل العشرات في كل من محافظتي تعز وحجة يشكل حالة من هستيرية الخوف والهلع الذي تسيطرعلى حكام بني سعود والذي جاء على خلفية مسرحية احباطهم وتفكيك خلية إرهابية مكونة من 4 أشخاص تتخذ من محافظة الشقراء مقرا لها لاستهداف رجال الأمن، وإحباط هجوم آخر استهدف ملعب الجوهرة في السعودية.
والسؤال المهم هو ماهي العلاقة التي تربط بين الخلية الارهابية واستهداف الابرياء في سجن الحديدة،ان لم يكن ان روح الانتقام التي تعتمل في نفوس حكام بني سعود لازالت مستعرة، ولكن والذي لابد ان يعلمه الجميع ان ابناء الثورة اليمنية لايمكن ان يتركوا الامر على غاربه ويتغاضوا عن الجريمة النكراء وان ردهم سيكون قاسيا كما قالها احد قادة الحوثيين بالامس.