الصحف الاجنبية: جدل داخل فريق حملة كلينتون حول سوريا
كشف صحفيون اميركيون معروفون ان هناك انقساماً بين مستشاري المرشحة الديمقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون حول السياسة التي يجب ان تتبع حيال سوريا، حيث اوضح ان بعض مستشاريها لا يدعمون التصعيد ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وفي سياق غير بعيد اتهم باحثون الحكومات الغربية باستخدام ملف حقوق الانسان كحجة من اجل تنفيذ اجندة تغيير النظام في سوريا وغيرها من الدول، كما اعتبر هؤلاء ان واشنطن متورطة بما اسموه "المشروع الوهابي الهادف الى الاطاحة بالنظام السوري.
انقسام حول سوريا داخل فريق حملة كلينتون:
كتب "Josh Rogin” مقالة نشرت في صحيفة واشنطن بوست تساءل فيها عما اذا كانت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون ستنفذ وعدها بالتصعيد ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في حال اصبحت رئيسة الولايات المتحدة.
وكشف الكاتب ان هناك معركة بدأت داخل فريق حملة كلينتون حول السياسة حيال سوريا، موضحاً ان مستشاري كلينتون لشؤون الشرق الاوسط منقسمون بين من يعتقد بأن على الولايات المتحدة التصعيد في سوريا، ومن يشكك بجدوى التصعيد. كما قال ان المستشارين يناقشون الخيارات في السر والعلن، وان سياسة كلينتون حيال سوريا لم تحدد حتى الآن.
الكاتب نقل كذلك عن مستشارين كلينتون بأن الاخيرة لن تجري تغييرات كبيرة في السياسة المتبعة حيال سوريا في الاسابيع القليلة الاولى من تسلمها الرئاسة (في حال فوزها بالانتخابات). واضاف ان كلينتون سترغب باجراء تقييمات استخباراتية وعسكرية مع فريقها الجديد،كما انه سيكون عليها وضع اولوية على اجندة الداخل.
وكشف الكاتب ان المجموعة المؤيدة للتصعيد في سوريا في حملة كلينتون تتضمن كبير مستشاريها للسياسة الخارجية "Jake Sullivan” وكذلك خبراء في مركز التقدم الاميركي، وهو مركز دراسات اسسها مدير حملة كلينتون "John Podesta” اصدر الاسبوع الفائت تقريراً يدعو الى استخدام القوة الجوية الاميركية "من اجل حماية المدنيين في سوريا".
من جهة اخرى اشار الكاتب الى ان المجموعة التي تعارض التصعيد في سوريا تتضمن العديد من المسؤولين السابقين في ادارة اوباما الذين يضعون اولوية لمحاربة الارهاب بدلاً من التصعيد ضد الاسد او روسيا. واضاف ان بين هؤلاء مسؤولين سابقين بمجلس الامن القومي مثل "Steven Simon” (الذي قال الكاتب انه التقى الرئيس السوري بشار الاسد سراً العام الماضي)،و"Derek Chollet” و"Phillip Gordon” الذين سبق وقالوا ان تصعيد التدخل الاميركي في سوريا لن ينجح بجر نظام السوري الى طاولة المفاوضات وقد يشعل نزاعاً مع روسيا.
الغرب يستخدم حقوق الانسان كسلاح في سوريا:
كتبت "Christina Lin” مقالة نشرها موقع "Asia Times” قالت فيها ان الولايات المتحدة تستخدم موضوع حقوق الانسان كسلاح من اجل تغيير الانظمة.
واشارت الكاتبة الى ان واشنطن تكرر السيناريو الليبي وتستخدم حجة حقوق الانسان من اجل الاطاحة بالحكومة السورية، وذلك بناء على تقارير تصدر عن "القبعات البيضاء" – وهي منظمة انشاتها الولايات المتحدة وبريطانيا عام 2013.
الكاتبة اشارت الى ان مؤسسة "القبعات البيضاء" كانت من المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2016 الجاري بسبب قيامها بإنقاذ الناس خلال الحرب، الا انها نبهت بالوقت نفسه الى التقارير التي افادت بان "القبعات البيضاء" ما هي الا اداة دعاية اميركية وبريطانية من اجل استخدام ملف حقوق الانسان كسلاح لتغيير النظام في سوريا وكذلك ليبيا.
ولفتت الكاتبة الى ان "القبعات البيضاء" ورغم قولها بانها مستقلة ولا تتبع أية حكومة، الا ان وزارة الخارجية الاميركية قدمت مبلغ 23 مليون دولار لتمويل هذه المنظمة، الى جانب مبلغ 29 مليون دولار من الحكومة البريطانية.
كذلك تطرقت الكاتبة الى مشاهد الفيديو التي تظهر العاملين في مؤسسة "القبعات البيضاء" حاملين السلاح ويحتفلون مع تنظيم "القاعدة" و يشاهدون من بعيد قيام متطرفين بتنفيذ اعدامات. واشارت ايضاً الى انه تم الغاء تأشيرة الدخول الى الولايات المتحدة لرئيس "القبعات البيضاء" المدعو رائد صالح بشهر نيسان ابريل الماضي، وذلك بسبب الشبهات بارتباطه بارهابيين.
الكاتبة اضافت بأن المؤسسة التابعة للسيناتور الاميركي السابق "Ron Paul” كشفت بأن مؤسسة الدفاع المدني الحقيقية في سوريا مسجلة ومتواجدة منذ عام 1953. وتابعت بان الدفاع المدني السوري من الاعضاء المؤسسين لمنظمة الدفاع المدني الدولية، بينما "القبعات البيضاء" التي قامت بانشائها الولايات المتحدة وبريطانيا ليست عضواً في منظمة الدفاع المدني الدولية. كذلك لفتت الى ان منظمة "القبعات البيضاء" متواجدة فقط في الاماكن التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" والمجموعات المسلحة الاخرى في ادلب وحلب الشرقية.
واشارت الكاتبة الى ما قاله مسؤول اميركي سابق بان "القبعات البيضاء" هي اساساً اداة من اجل "التدخل الانساني" على غرار ما حصل في ليبيا وكذلك كيان دعاية بدلاً من دفاع مدني وتقدم للاعلام الغربي ما يريده من اجل السعي لتنفيذ اجندة تغيير النظام.
الكاتبة تحدثت أيضاّ عن اختطاف سعودي للسياسة الاميركية في الشرق الاوسط، حيث قالت ان الولايات المتحدة لا تزال تدعم جماعات "القاعدة" على اساس انها معارضة "شرعية". واضافت ان ذلك دفع برئيس الوزراء الايطالي السابق "Franco Frattini” الى اتهام الاميركيين بارضاء الاجندة السعودية والقطرية.
وعليه رأت الكاتبة ان الولايات المتحدة متورطة بالمشروع الوهابي باستخدام من اسمتهم "السلفيين الارهابيين" من اجل تكثيف الضغوط بغية الاطاحة بالحكومة السورية، ونبهت الى ان ذلك يحصل على الرغم من ان سوريا لم يسبق وانها شنت هجوماً على اميركا وعلى الرغم من ان دعم جماعات "القاعدة" يضر بشكل مباشر بالامن القومي الاميركي.
قوات بريطانية ستقوم بتدريب مقاتلين من الجماعات المسلحة في سوريا:
كتب محرر الشؤون الدفاعية والدبلوماسية بصحيفة الاندبندنت "Kim Sengupata” مقالة كشف فيها ان قوات بريطانية ستقوم بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية.
واوضح الكاتب ان وزير الحرب البريطاني "Michael Fallon” سيعلن عن هذه الخطوة مع بدء مؤتمر امني ينعقد في باريس الثلاثاء حول محاربة داعش. كما اضاف انه سيتم ارسال عشرين عنصرا عسكريا بريطانيا في المرحلة الاولى، وانه متوقع ان يزداد هذا العدد في المستقبل. كذلك كشف بان الخطوة البريطانية هذه جاءت بناء على طلب وزارة الحرب الاميركية البنتاغون.
ونقل الكاتب عن مصادر عسكرية بان فريق التدريب البريطاني الجديد سيتمركز على الارجح في القويرة جنوب غرب الادن، وانه سيقوم بتدريب مقاتلين مما يسمى "الجيش السوري الجديد" الذي يقال انه يتألف من منشقين من قوات الجيش السوري.
كما قال الكاتب ان ما يسمى "الجيش السوري الجديد" كان قد انشق عن جماعة تسمى "جبهة الاصالة والتنمية" التي تتلقى تمويلاً من السعودية.
وتابع الكاتب بان مبادرة التدريب البريطاني هذه تأتي على خلفية الصراع على تفوق استراتيجي في الهجوم على مدينة الرقة، مشيراً الى ان الاميركيين يريدون ان يقود الاكراد وما يسمى جماعات "المعارضة السورية المعتدلة" عملية طرد "داعش" من الرقة، بينما تريد تركيا ايضاً لعب دور هناك ويصر الجانب الروسي من جهته على ضرورة ان يشارك الجيش السوري بالعملية.