kayhan.ir

رمز الخبر: 47134
تأريخ النشر : 2016October25 - 20:53

معركة حلب وتغيير مصير المنطقة


رغم القرار الروسي ــ السوري بوقف الهجمات الجوية على معاقل الارهابيين في حلب الشرقية خلال الاسبوع الماضي وفتح 6 مرات انسانية وعلى مدار الساعة لمساعدة الاهالي للخروج الآمن من هذه المدينة، عملا بالتفاهم الذي جرى مع واشنطن حول الهدنة، الا ان اميركا ومجاميعها الارهابية في هذه المدينة لم تستثمر هذه الفرصة الانسانية التي تتباكى عليها زورا وبهتانا بل انقلبت على التفاهم وحالت دون خروج الاهالي المحاصرين لانه لم يحن الوقت لذلك وفقا لمصالح المشغلين لهذه المجموعات الارهابية الموظفة لانجاز المهام الموكلة اليها في وقت تسربت بعض التقارير من حلب بان هذه المجموعات كانت على وشك تسليم السلاح الثقيل ومغادرة المدينة وقد وصل الامر بينها الى حد التناحر والاقتتال لكن التدخل الاميركي وبمساعدة الذيول في المنطقة حالت دون تحقيق هذا الامر عبر اعطاء بعض الجرعات لهؤلاء ومنها نشر صور عن انتقال آلاف المقاتلين الدواعش من الموصل الى حلب وهذا ما مهدت له كلينتون في مناظرتها الثانية مع ترامب بالقول اننا سنخرج داعش من الموصل الى شرق سوريا ومن جهة اخرى ايصال بعض الاسلحة لتأخير حسم المعركة في حلب التي لا مناص منها.

لكن محور المقاومة ومعه روسيا الذي حسم قراره وامره بتحرير حلب بات اليوم في عز قوته واقتداره على حسم المعركة خلال الايام القادمة لان معركة حلب اصبحت معركة كسر الارادات وها هي روسيا تقوم اليوم بالتمهيد لذلك بالقيام باكبر انتشار بحري منذ الحرب الباردة وحتى اليوم كعلامة فارقة على انها على اتم الجهوزية لمواجهة احلك الاحتمالات في وقت امست الادارة الاميركية مشلولة الارادة ولم يكن هناك في البيت الابيض من يتخذ قرار المواجهة او الدخول في اي حرب حاول اوباما طيلة السنوات الثماني من حكمه تجنبها وكان احد اهم شعاراته الاساسية للفوز في الانتخابات لكن هذه الادارة لم تتباطئ في استغلال اية فرصة في مواجهة الروس ومحور المقاومة عبر توظيف هؤلاء الارهابيين المجرمين لاطالة المعركة وتدمير سوريا خدمة للكيان الصهيوني وتأمين وجوده. وبعد هذه الفرصة التاريخية التي اعطتها روسيا لاميركا وذيولها في المنطقة لحلحلة الموقف في حلب واخراج المسلحين منها والتعاطي معهم بكل ايجابية كما يزعمون حرصا على حفظ ارواح اهالي شرق حلب، لكنهم انقلبوا على الهدنة والمعايير الانسانية ولم يعيروا اي اهتمام بارواح المواطنين بل كل هدفهم ابقاء المعركة مفتوحة في حلب حتى تأمين مصالحهم الدنيئة وهذا الموقف المفضوح واللاانساني اصبح حقيقة يعرفها الجميع وان كل ما تفعله اميركا اليوم ومعها بعض الدول الغربية والذيول في المنطقة هو تاخير حسم المعركة في حلب لا اكثر لان قرار المعركة الفاصلة في هذه المدينة هو قرار استراتيجي تاريخي لا رجعة عنه وان الايام القادمة هي التي ستحسم الموقف وتضع النقاط على الحروف وتكبل اميركا وادواتها في المنطقة وتحشرهم في الزاوية الحرجة لانهم لا يتجرؤون على المنازلة بل يعتمدون على شرذمة من المجموعات الارهابية التي اتت بها من كل حدب و صوب لتنفيذ مآربها البغيضة الشيطانية. وان ما نشهده اليوم من محاولات مستميتة لتغير المعادلة على ارض المعركة في حلب تدل على مدى خوفهم وقلقهم من المستقبل الذي ينتظرهم من خلال هذا الحسم الذي سيغير بالتاكيد من معالم المنطقة بشكل جذري.