مقاتلو معركة عاشوراء في الساحل السوري: الجيش كان ينتظرنا..
نضال حمادة
في بداية شهر تشرين أول الحالي ومع استعادة الجيش السوري وحلفائه للكليات العسكرية في حلب، شنت مجموعات وفصائل مسلحة هجوما في جبال اللاذقية وتحديدا في منطقة كنسبا وجوارها في جبل الاكراد، اطلقت عليه اسم معركة عاشوراء، وقد اطلقت المعركة ثأرا لمعركة الكليات بينما قالت جبهة فتح الشام التي شاركت في المعركة انها مساندة لمعركة مروان حديد في حماه، وشارك في هذه المعركة ست فصائل هي (جبهة فتح الشام، النصرة، فيلق الشام، شام الاسلام، صقور الشام، اللواء العاشر، الفرقة الساحلية الاولى) وتقدمت المجموعات المهاجمة في اليومين الأولين قبل ان تقع في كمائن محكمة نصبها الجيش السوري وحلفاؤه ما اضطرها للتراجع عن بعض التلال التي كانت سيطرت عليها، ثم انفرط عقد المعركة دون مقدمات لتظهر بعده تفاصيل ما جرى في الميدان، وقد حصل عليها موقع "العهد" وتتضمن معلومات عن الخلافات التي دارت بين الفصائل وحتى داخل الفصيل الواحد وعن تقاذف الجميع مسؤولية الفشل، ما ادى الى حالة تخبط كبيرة تشهدها الفصائل المتواجدة في منطقة جبال اللاذقية في ظل غياب العامل التركي الذي كان يلعب دور العراب الذي ينهي الخلافات.
مصادر مقربة من بعض الفصائل التي شاركت في الهجوم قالت انه على اطراف مدينة كنسبا ظهر ان الجيش السوري كان على علم بتفاصيل خطة الهجوم، واضافت المصادر انه تم تعديل الخطة واستبدالها بخطة الاحتياط لكن الامور ساءت كثيرا ولم يكن بالمقدور الاستمرار بالمعركة بسبب الخسائر اولا وثانيا بسبب انكشافنا للجيش السوري.
قتال الاخوة
المصادر قالت ان العملية اعد لها اعدادا سريعا من قبل بعض الشباب المتحمسين والهواة، وكأن من ارادها كان يريد الجانب الدعائي اكثر من النتيجة، لقد اجتمع كل فصيل على عجالة. قليل من الذخائر، وعدم خبرة ولا دراية بالتخطيط العسكري وفي احسن الاحوال القليل منه، وفي هذه المرة وكل مرة كان النظام يعرف كل ما عندنا، ويكتشف بعد المعركة نقاط الضعف لديه، ويقوم بتصحيحها وتحصين دفاعاته.
يمكن القول ان هذه المعركة صارت كما يقال بالعامية (شلف)، هناك بعض التلال غير المهمة كثيرا للمعركة كان يتم قصفها عدة مرات دون خطة هجوم فعالة وحاسمة للسيطرة عليها وكان النظام يقوم بتحصينها في كل مرة حتى اصبحت قلعة وحصنًا يصعب كسرهـا .
سيناريو الاخطاء يتكرر مرة بعد اخرى. يتحدث المصدر عمَّا يتم نشره عبر يوتيوب والمعارك الافتراضية التي تخاض عبر الشاشات ويشير الى انها مدفوعة الثمن، ويضيف:" في بداية الثورة كان لدي مجموعة وكان بعض المقيمين في الاردن يطلب فتح معركة فقط ليتم تصويرها وارسال الفيديو ليقبضوا الثمن. اما عن نتائج هذه المعركة فهي زيادة في الاحباط الموجود اصلا منذ التدخل الروسي واستعادة النظام لكل المناطق في ريف اللاذقية وجبل الاكراد حتى مشارف جسر الشغور فضلا عن نتائجها السلبية على كل من يطالب بفتح جبهة الساحل.