kayhan.ir

رمز الخبر: 46736
تأريخ النشر : 2016October18 - 21:08

وأنحنت الرياض اجلالا أمام صمود اليمنيين


مهدي منصوري

الامال والاحلام الوردية التي رسمتها حكومة بني سعود في ابقاء اليمن تحت الوصاية من خلال العدوان الهمجي الغادر قد ذهبت ادراج الرياح، واصبحت في خبركان، وذلك من خلال تراجعها المخزي والمذل امام الصمود اليمني الذي قل نظيره بحيث طأطأت رأسها واخذت تستجدي من اجل ايجاد السبل لايقاف العدوان الذي افقدها الكثير من مصداقيتها في العالم الاسلامي و الدولي بالاضافة الى الانهيار الاقتصادي الكبير الذي منيت به والذي وضعها على حافة الافلاس.

وقد كانت حكومة بني سعود وكما هو معلوم وفي تصور كاذب من انها وفي حالة هجومها العنيف والمكثف ستجبر ابناء اليمن على الاستسلام والخضوع، معتقدة ولمعلوماتها الخاطئة انه لن يستمر طويلا، كما اعلن ذلك ولي العهد السعودي محمد بن نايف من ان الرئيس اليمني الهارب هادي قد خدعهم عندما اكد لهم ان العدوان لن يستمر سوى ثلاثة ايام او اسبوع وعندها تعود الاوضاع في اليمن الى ما كانت عليه، الا انهم وجدوا انفسهم وبعد مرور 18 شهرا ورغم ممارسة انواع الجرائم اللاانسانية واللااخلاقية وحالات القتل والتدمير التي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا، انهم لازالوا في بداية الطريق ولم يتمكنوا ان يحققوا جزءا ولو بسيطا من اهدافهم المشؤومة، بل العكس هو الصحيح اذ وجدوا انفسهم انهم هم الخاسرون الوحيدون خاصة بعد ان تخلى عنهم كل المتحالفين معهم لانهم لم يعد يطيقوا الخسائر التي اصابت قواتهم.

ولذلك فان حالة التراجع التي جاءت على لسان وزير الخارجية الجبير بالموافقة على ايقاف العدوان يعتبر انهزاما كبيرا ومن العيار الثقيل للسياسة السعودية في المنطقة.

واللافت ايضا ان الامر لم يقتصر على اليمن وحدها فحسب، بل ان انهيار الارهاب المدعوم سعوديا والذي يعتبر الذراع القوي لحكام بني سعود في كل من سوريا والعراق قد قصم ظهر الرياض وشكل حالة من الانهزام والاحباط النفسي والسياسي.

والذي لابد من الاشارة اليه ان تصريح الجبير الذي اعلن فيه استعداد حكومته بايقاف العدوان جاء في صورة من الاستجداء المذل، اذ قال وبالحرف الواحد ان بلاده مستعدة لايقاف العدوان فيما اذا وافق اليمنيون على ذلك مما يعكس الحالة المأساوية والمؤلمة التي تركه العدوان على الداخل السعودي وحالة ضعف الرياض امام قدرة وصلابة الموقف اليمني خاصة عندما جاء الرد قاطعا من قبل انصار الله انهم لم يمانعوا من ذلك بشرط ان يوقف العدوان والى الابد مع رفض التدخل في الشأن الداخلي لليمن وانهاء الحصار السعودي الظالم.

وفي نهاية المطاف يمكن القول ان ابناء اليمن قد اخذوا يحصدون ثمار مقاومتهم الباسلة في تحقيق الانتصار على اعدائهم، مما يوفر لهم وفي المستقبل القريب حياة آمنة مستقرة تقوم على ادارة شؤونهم بأنفسهم من دون اي وصاية او ولاية الارهابيين وحكام بني سعود.