التاريخ يعيد نفسه
مما لا شك فيه ان رسالة رئيس البرلمان اليمني علي الراعي في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها اليمن الى نظيره رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران والتي يطلب فيها مساعدة ايران الاسلامية لوقف العدوان على اليمن الذي يقوده نظام آل سعود وفك الحصار الاقتصادي الظالم عن اليمن وشعبه، يشكل منعطفاً مهماً في مسار الوضع اليمني لذلك تجد طهران نفسها مضطرة لدراسة هذا الطلب بعناية فائقة ودقيقة آخذة بنظر الاعتبار القوانين والمواثيق الدولية التي تسمح لها بتقديم ما يلزم تقديمه من مساعدات لليمن الشقيق للوقوف على قدميه حيث يتعرض في آن واحد لعدوان سافر وحصار اقتصادي ظالم منذ اكثر من عام حيث بات الوضع الانساني في هذا البلد لا يطاق بوجود اكثر من عشرين مليون يمني لا يستطيعون سد رمق عيشهم ناهيك عن الاوضاع الاجتماعية والصحية والخدمية المزرية.
وايران من منطلق حرصها وموقعها ومسؤوليتها التاريخية والاسلامية عليها ان تتعامل مع هذا الطلب من بعده الاسلامي اولا والانساني ثانيا ولابد من مد يد العون وبكافة اشكاله لانقاذ الشعب اليمني من الابادة والمجاعة الذي يتعرض لها والتدخل ايجابا ومن منطق انساني لانقاذ اليمن وفق للمواثيق والقوانين الدولية التي تجيز ذلك وهذا ما حصل في كوسوفو حينما تدخل الاميركان لانقاذ شعبها من احتلال واعتداءات الصرب ومذابحهم وحصارهم وهذا ما ينجر على اليمن خاصة وان هذا الطلب مشروع ورسمي تقدم بها رئيس البرلمان اليمني الذي يستمد شرعيته من الدستور. واذا ما اقدمت ايران على أية خطوة عملية لوقف العدوان على اليمن او رفع الحصار عنه فان ذلك ياتي بطلب رسمي من الجهات اليمنية كما هو حاصل في العراق وسوريا حيث يتواجه مستشارونا في هذين البلدين وفقاً للقوانين الدولية وليس من حق احد الاعتراض عليه.
ومن يشك بشرعية البرلمان اليمني او المجلس السياسي الاعلى الذي انتخب كاعلى هيئة سياسية لادارة البلاد واجاز في نفس الوقت للبرلمان اليمني ان يستانف عمله فليعود الى يوم 20/8/ 2016 الذي نزلت فيها الجماهير المليونية ومن مختلف المحافظات اليمن وبمشاركة القادة السياسيين والعسكريين يتقدمهم الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى والراعي رئيس البرلمان اليمني والسيد عقلان القائم باعمال رئيس الوزراء وكبار الشخصيات الحزبية والعلمائية والفكرية والقبائلية والنسائية ليتأكد بنفسه بان هذا الحشد المليوني ما هو الا استفتاء لتاييد ومباركة العملية السياسية في اليمن، في وقت يتحدى المجلس السياسي الاعلى ان يستطيع هادي الذي يدعي الشرعية التي المنتهية ولايتها اساسا ولا يتجرأ على البقاء في الاراضي اليمنية ان يجمع لنفسه 2000 متجمهر في الشارع وبالطبع ان هذا الطلب اليمني ليس الاول من نوعه وحسب، فقد سبق وان تعرضت اليمن قبيل الاسلام الى الغزو من قبل الاحباش فما كان من الاخ غير الشقيق لملك اليمن الذي خلعه الملك الحبشي ابرهة طلب من الملك كسرى الاول المساعدة لخلع ملك الحبشة وبالتالي انقاذ اليمن من الاحباش وهذا ما نفذه القائد العسكري الايراني فاهريز الذي وصل على راس قوة عسكرية ايرانية استطاعت تنفيذ هذه المهمة بنجاح.