kayhan.ir

رمز الخبر: 45301
تأريخ النشر : 2016September18 - 21:17

أميركا والخطأ المتعمد

مهدي منصوري

دعم الولايت المتحدة للارهاب وعلى رأسهم اليوم داعش امر لا يمكن لها ان تخفيه عن احد لان ومنذ بروز ظاهرة الارهاب في العالم والذي بدأت بوادره الاولى بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الغامضة والتي لم يكشف عمن وراءها ولهذه اللحظة رغم رمي واشنطن الاتهامات كل يوم على فلان وعلان، ولكن الواضح ولاذي لايقبل النقاش ان عملية الحادي عشر من سبتمبر اميركية الانتاج الاخراج وبامتياز، والا فهل يعقل او يصدق ان تطير الطائرات من مطار دولي من دون معرفة وجهتها؟.

ولذلك ومنذ اعلان بوش الابن السيء الصيت بعد لحظات من احداث الحادي عشر من سبتمبر بأن الحرب الصليبية قد بدأت، اعلنت ظاهرة الارهاب عن نفسها تحت اسم القاعدة وبقيادة الشريك التجاري مع عائلة بوش بن لادن بحيث فتحت الافاق والابواب امام واشنطن لان تملك الذريعة باحتلال الدول ومن اجل ايجاد موطئ قدم لها او ما بالاحرى قاعدة لها في تنفيذ استراتجيتها في المنطقة وكانت العراق وافغانستان الضحيتان لهذا التهور الاميركي.

وقد شاهد العالم وخلال العقد ونيف من الزمان التعاون الكبير بين واشنطن والرياض على استمرارية ودوام الارهاب في ا لمنطقة من خلال الدعم اللامحدود اللوجستي والبشري والاعلامي والسياسي والذي وضع ليس فقط المنطقة بل العالم كله في حالة من القلق المستديم.

ولما اعدت الشعوب عدتها في مواجهة هذا الارهاب المستورد وذلك بتوحيد جهودها والوقوف وراء قواتها المسلحة من اجل طرده من اراضيها خاصة في العراق وسوريا نجد ان أميركا تقف وبالطرف المقابل ضد ارادة هذه الشعوب.

وقد لاحظنا وبوضوح ايضا انه وعندما وصل فيه الارهاب الى مرحلة الانهيار فان الولايات المتحدة عمدت الى فذلكه كاذبة وخادعة بالذهاب الى تشكيل تحالف دولي تحت ذريعة محاربة الارهاب، الا انه وبعد حين تبين ان هذا التحالف كان نعم العون للارهابيين من خلال تمددهم بالمنطقة وبصورة غير متوقعة، لما حصلوا عليه من دعم مباشر وغير مباشر من خلال تقديم المساعدات اللازمة، وبنفس الوقت الحفاظ على هذه المجاميع الارهابية من اي هجوم للقوات العسكرية من خلال استهدافها من قبل قوات التحالف لعرقلتها من الاستمرار في مهمتها القتالية معللين ذلك بكذبة قد اشمأزت منها الاسماع الا وهو الخطا في التشخيص. والسؤال هل يصدق احد اليوم ان الطائرات الاميركية التي تملك التكنولوجيا المتطورة لايمكنها تمييز الاهداف وتضرب عشوائيا؟، ومن الطبيعي فان الجواب سيكون بالنفي.

ولذا فان استهداف الجيش السوري من قبل الطيران الاميركي في دير الزور بالامس وفي وقت ينفذ فيه قرار ايقاف القتال الذي تم الاتفاق عليه يعكس وبصورة لاتقبل النقاش انه دعم فاضح للارهاب والارهابيين، ولذا ينبغي ان ياخذ المجتمع دوره الفاعل في الضغط على واشنطن من اجل ان تخضع لما الزمت نفسها به في ابعاد المنطقة عن شبح الاقتتال من اجل ايصال المساعدات للعوائل التي عانت ما عانت من آلام بسبب الحصار الجائر. وبنفس الوقت ان يضع هذا المجتمع الاستهداف الاميركي للقوات السورية ومن قبلها العراقية في نظر الاعتبار موضع الجد لمحاسبتها على جرائمها التي تستهدف ارواح الابرياء.