kayhan.ir

رمز الخبر: 45116
تأريخ النشر : 2016September14 - 20:54
داعياً حكام السعودية الى التعاون مع المجتمع الدولي والتخلي عن الاتهام والارعاب..

ظريف: الوهابية إرتكبت أبشع الجرائم بحق العرب وأهل السنة ونشرت الارهاب اقليمياً ودولياً



* ما من شك بان الهجوم على العراق بزعامة اميركا اثار وزاد من حدة النزاعات في المنطقة ، لكن العقيدة الوهابية المنفورة التي تدعمها السعودية العامل الرئيسي للعنف

* امراء الرياض يحاولون جر المنطقة الى ماكانت عليه ايام "صدام" لان يكون هناك حاكما عميلا ظالما مدعوما من عرب المنطقة والغرب يقف بتهديداته الموهومة امام ايران

* منذ هجمات 11 ايلول والوهابية الداعية للحرب تعمل على تغيير صورتها دون ان يطرأ أي تغيير على عقيدتها او سياستها

* الوثائق والسجلات الدامغة الموجودة بشان "جبهة النصرة" وسياساتها المخربة لا يمكن تدميرها أو تغييرها بالمال السعودي

* آل سعود انفقوا خلال العقود الثلاثة الماضية عشرات المليارات من الدولارات لتصدير الوهابية والارهاب العالم

طهران - كيهان العربي:- قال وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف، ان اكثر حالات العنف التي تمت من خلال سوء استغلال الاسلام تمتد جذورها في الوهابية، مؤكدا نحن ندعو الحكام السعوديين الى التخلي عن الاعلانات القائمة على الاتهام والارعاب والتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على آفة الارهاب.

واضاف الوزير ظريف في مقال له تحت عنوان "لنخلص العالم من الوهابية”، نشر أمس الاربعاء في صحيفة "نيويورك تايمز"، قائلا: ان شركات العلاقات العامة وشركات الدعاية والاعلان التي لاتخشى استلام أموال البترودولار، وجدت امامها اليوم فرصة غير مسبوقة لجني الاموال الطائلة وتحاول في احدث اعلاناتها اقناعنا بان "جبهة النصرة" اي فرع "القاعدة" في سوريا لم يعد لها وجود وكما اعلن احد الناطقين باسم هذه الجبهة لشبكة سي ان.ان، فانها غيرت اسمها وانفصلت عن ارهابيي "القاعدة" وصارت "معتدلة"!.

وجاء في مقال وزير الخارجية: انهم باتوا يطرحون مثل هذا التعصب والافق الضيق على انه الرؤية المشرقة للقرن 21 لكن مشكلة زبائن هذه المؤسسات الاعلانية وغالبيتهم من السعوديين تعود الى دعمهم المالي العلني لـ"جبهة النصرة" وعلى هذا فان الوثائق والسجلات الموجودة بشان السياسات المخربة لهؤلاء لايمكن تدميرها او تغييرها وان مشهد ذبح طفل فلسطيني لم يتجاوز الـ12 من عمره على يد ما يسمون بـ"المعتدلين" لم يكن الا نموذجا مروعا للحقائق الموجودة.

"منذ هجمات 11 ايلول-سبتمبر 2001 حتى الان، عملت الوهابية الداعية للحرب على تغيير صورتها مرات عديدة دون ان يطرأ اي تغيير على عقيدتها او سياستها سواء حينما خرجت على شكل طالبان او احدى الفروع المستحدثة للقاعدة او عناصر ما يسمي بالدولة الاسلامية والتي هي لا دولة ولا اسلامية، فالملايين ممن ذاقوا القساوة والمعاناة على يد جبهة النصرة لايمكن ان يصدقوا رواية الانفصال المزعوم لجبهة النصرة عن القاعدة.

ان الادلة تثبت ان الجهود التي تركزت لتحسين وجه "جبهة النصرة" كان الهدف منها هو تسهيل ارسال الدولارات النفطية الى الجماعات المتطرفة في سوريا والتي كانت ترسل سرا اليها وكذلك تشجيع بعض الحكومات الغربية على دعم من تطلق عليهم بـ"المعتدلين" . لاشك ان تواجد غالبية "النصرة" في الاتحاد الراهن للمعارضة في حلب، حقيقة تفند كل ما تروجه مثل هذه الاعلانات الكاذبة.

ان جهود السعودية لاقناع اسيادها الغربيين لدعم سياساتها الضيقة، قائمة على اسس باطلة هدفها نشر المزيد من الفوضى في العالم العربي بهدف توجيه الضربات للجمهورية الاسلامية في ايران. ان ما يتردد من "اوهام" بان انعدام الاستقرار في المنطقة قد يؤدي الى "احتواء" ايران او ان العداء المزعوم بين الشيعة والسنة قد ينتهي بالصراع في المنطقة، يعارض الحقيقة تماما ذلك لان ابشع نماذج اراقة الدماء في المنطقة كانت لاخواننا من اهل العرب والسنة وعلى يد الوهابيين.

ان المتطرفين ممن يتلقون الدعم من اسيادهم الاثرياء يقومون بتصفية المسيحيين واليهود والايزيديين والشيعة وجميع (المرتدين) وفي الحقيقة ان العرب السنة في المنطقة كانوا الاكثر تضررا من عقلية الكراهية المفروضة. ففي الواقع ما هو دائر اليوم ليس الخلاف التاريخي الموهوم بين الشيعة والسنة، بل هو مواجهة ما بين الوهابية والشريعة الاسلامية الحقيقة وهي المواجهة التي ستترك اثارا و تداعيات كثيرة على المنطقة وعلى مختلف انحاء العالم.

ما من شك بان الهجوم على العراق بزعامة اميركا في العام 2003 هو الذي اثار وزاد من حدة النزاعات التي نشهدها اليوم في المنطقة ولكن العامل الرئيسي للعنف هو العقيدة الوهابية المنفورة التي تدعمها السعودية رغم ان هذه الحقيقة كان الغرب غافلا عنها حتي احداث 11 سبتمبر.

ان امراء الرياض يحاولون بكل مالديهم جر المنطقة الى ماكانت عليه ايام "صدام" في العراق اي ان يكون هناك حاكما عميلا ظالما مدعوما ماليا من عرب المنطقة والغرب يقف بتهديداته الموهومة امام ايران. لكنهم اليوم يواجهون مشكلة رئيسية وهي ان صدام مات منذ سنين ولايمكن اعادة الزمن الى الوراء وان تفهم الحكام السعوديون لهذه الحقيقة سيكون لصالح الجميع ومتى ما غير السعوديون سياستهم الراهنة حينها سيكون مرحبا بالرياض من قبل الواقع الجديد للمنطقة.

ولكن ما معنى التغيير؟ ان الرياض انفقت خلال العقود الثلاثة الماضية عشرات المليارات من الدولارات لتصدير الوهابية عبر بناء الالاف من المساجد والمراكز الدينية في مختلف انحاء العالم وان هذه العقيدة المنحرفة خلفت الكثير من الدمار من اسيا الى افريقيا ومن اوروبا الى اميركا. فكما قال احد المتطرفين السابقين في كوسوفو في حديث لنيويورك تايمز "السعوديون غيروا باموالهم الاسلام في هذه المنطقة (البلقان)."

ان الوهابية رغم انها لم تقدر ان تؤثر الا على فئات قليلة جدا من المسلمين لكن ما خلفته من دمار كان عظيما جدا وان جميع الجماعات الارهابية التي اساءت استغلال الاسلام (سواء القاعدة او فروعها في سوريا وبوكو حرام في نيجيريا) تأثرت بهذه الفرقة الفتاكة.

ان السعوديين تمكنوا حتي الان ومن خلال استخدام "ورقة ايران" لتشجيع حلفائهم على تاييد ما يرتكبونه من حماقات في سوريا واليمن لكن ما من شك ان الوضع سيتغير من حيث ان دعم الرياض المتواصل للتطرف القائم على الحروب، كشف عن زيف ما تدعيه السعودية بانها عنصر للاستقرار.

ان العالم لم يعد يحتمل تصفية ليس المسيحيين واليهود والشيعة فحسب بل السنة على ايدي الوهابيين وفي الظروف التي عمت فيها الفوضى انحاء واسعة من الشرق الاوسط، هناك خطر كبير يهدد باندلاع الفوضى فيما تبقى من مناطق لازالت تنعم بشئ من الاستقرار، بسبب النزاع بين الوهابية واهل السنة.

ومن الضروري بمكان ان تتخذ الامم المتحدة اجراءات منسقة لوقف الدعم المالي للعقائد القائمة على التطرف وان يكون المجتمع الدولي اكثر نشاطا في رصد قنوات ارسال الدعم المالي والتسليحي للارهابيين.

ان رئيس الجمهورية في ايران الدكتور حسن روحاني طرح في العام 2013 مبادرة "عالم خال من العنف والتطرف" ومن الضروري ان تعمل الامم المتحدة وفقا لهذه المبادرة من اجل اطلاق حوار شامل بين الاديان والمذاهب بهدف التصدي للتعصبات الخطرة العائدة للقرون الوسطي.

فالهجمات الاخيرة التي شهدتها مدن نيس وباريس وبروكسل لابد ان تقنع الغرب بالايغفل عن التهديد المسموم للوهابية. فان الاخبار الكارثية التي تربعت على احداث كل اسبوع من بداية العام الحالي حتي الان تلزم المجتمع الدولي بان يتخذ خطوات تتجاوز عبارات السخط والاستياء والتعاطف فنحن احوج ما نكون اليوم الى خطوات عملية ضد التطرف.

رغم ان اكثر حالات العنف التي تمت من خلال سوء استغلال الاسلام امتدت جذورها الى الوهابية لكنني لااقول ابدا ان السعودية لايمكنها ان تكون جزءا من الحل بل العكس صحيح فنحن ندعو الحكام السعوديين الى التخلي عن اعلاناتهم القائمة على الاتهام والارعاب والتعاون مع سائر اعضاء المجتمع الدولي للقضاء على آفة الارهاب والعنف الذي باتت تهددنا جميعا.