عورات اردوغان لا تغطى بالصخب الاعلامي
في بدايات الازمة السورية زار الطيب اردوغان طهران وهو مشحون بالاوهام كزميله القطري بن جاسم الذي جزم بنهاية نظام الرئيس الاسد وما هي الا واسابيع ينتهي كل شيء والاسخف من ذلك انه "نصح طهران" بالنأي عن نفسها. لكن نصيحة طهران للطرفين في وقتها خاصة الجانب التركي بانكم غير ملمين بالازمة السورية وتسرحون في اوهامكم واذا ما دخلتم في اتون الازمة السورية فستغرقون فيها وسيرتد على داخلكم وتدفعون الثمن غاليا وهذا ما يجسده الواقع التركي اليوم خاصة وان الداخل التركي غير متماسك وفيه من الثغرات والمشاكل ما يغنيه من القاء الحجر لان بيته من زجاج وهذا ما بدأ اليوم يلمسه الرئيس التركي اردوغان فعلا من اوضاع خطيرة تهدد الامن التركي وربما تصل الى مستوى الحرب الاهلية وانسلاخ كردستان تركية منها بعد ان بات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا يشارف حدوده ويتوعد باقامة كردستان سوريا على غرار كردستان العراق.
ولاشك ان سياسات اردوغان الطاغية على الحكومة وحزب العدالة والتنمية ادخلت تركيا في اتون ازمة معقدة تهدد الداخل وتفتح الباب على مصراعيه امام التفتت والتقسيم والاستنزاف البشري والمادي في مواجهة حزب العمال الكردستاني وهي اليوم لا تخرج من ازمة حتى تدخل في اخرى وقد خذلها الحليف الاميركي يوم ورطها في الازمة السورية واليوم يطعنها في الظهر عندما يدعم الاتحاد الديمقراطي الكردي من اجل اقامة حكم فدرالي على حدودها مع سوريا وهو بمثابة خنجر من العيار الثقيل في خاصرتها.
وامام هذا الواقع المر لم يجد الرئيس اردوغان سوى تسويق التهم والشتائم حتى ضد حليفه الاميركي طبعا ضمن ساحة المناورة المسموح له بالتحرك فيها!!
فمن اليوم في الدنيا لا يعرف ان تركيا والسعودية وغيرهما من الدول الذيلية لاتتحرك دون اذن من اميركا خاصة وان تركيا عضو في الناتو وتجمعها علاقات حميمة بل استراتيجية مع الكيان الصهيوني.
ومع هذا الوضع المتأزم والمتدهور في تركيا ماذا سيفعل الرئيس التركي اردوغان تجاه سوريا هل سيتدخل عسكريا مباشرة لمواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ويبعده عن حدوده ام سيكتفي بتسويق الاتهامات ومزيد من الشتائم وهذا فعله في خطابه مؤخرا بمناسبة الذكرى السنوية الـ 563 لفتح القسطنطينية عندما خلط الحابل بالنابل وخاض في مغالطات غريبة كشف مدى تخبط الرجل وارتباكه لتحريف الحقائق وتشويه الصورة لابعاد انظار الشعب التركي عن انتكاساته وسياساته الخاطئة بالقول: " انظروا الى سوريا؟ ماذا تفعل روسية وايران والـ " ب ك ك" والقوات الاميركية هناك. انهم يدعون محاربة داعش، انكم بقتلكم لاطفال سوريا لا تستطيعون القضاء على داعش!! ما هذا المنطق الفج والاتهام السخيف تجاه ايران ولسنا وكلاء عن الغير. ايران وما تقدمه لسوريا عبر مستشاريها هي المشورة التي تضع نصب عينيها البعد الانساني في ابعاد المدنيين وممتلكاتهم من الاضرار.
لكن ما كان لافتا في هذا الخطاب ان اردوغان يوسم داعش بالارهاب في حين يعلم الجميع ووفقا للوثائق والمستندات الموجودة ان رئة وشريان داعش الاقتصادي وممرها اللوجستي هو الاراضي التركية طيلة السنوات الاخيرة. فالسؤال الذي يطرح نفسه على من يضحك اردوغان؟! على نفسه ام على شعبه ام على شعوب المنطقة والعالم ؟!