kayhan.ir

رمز الخبر: 39349
تأريخ النشر : 2016May29 - 21:45

بني سعود والتجاوز على الحقوق الالهية


بعد جولتين من المفاوضات الجادة بين الجانبين الايراني والسعودي بهدف تذليل العقبات ووضع الترتيبات اللازمة لتأمين اجراءات السلامة وامن الحجاج الايرانيين خاصة بعد ما شهده موسم العام الماضي من كارثة انسانية في "شعيرة منى" ومنع تكرار هذه الماساة، بقي الطرف السعودي مصرا على موقفه في عدم تحمل المسؤولية للحفاظ على امن الجميع والتعاون الجاد في هذا المجال من خلال ما طرحته ايران من نقاط لحفظ كرامة وعزة الحجيج.

وما يؤكد النهج اللامسؤول واللاانساني لحكام بني سعود الغير جديرين اساسا لادارة الاماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة التي هي ملك لجميع المسلمين هو فرض افكارهم وسلوكهم الوهابي الضال الذي لا يتطابق مع جميع المذاهب الاسلامية والامر الاخر ضعفهم المفرط في ادارة الحج ولا يمر موسم الا وتشهد الاماكن المقدسة حادثة او كارثة وكان اشدها في الموسم السابق التي شهدت فيها "منى " تلك الكارثة المروعة وسط تفرج القوات السعودية وكأن الامر لا يعنيها والاكثر دنائة واجراما انهم لم يسمحوا لبقية الحجيج التدخل لانقاذ ارواح الحجاج الذين سقطوا في المكان نتيجة للاجراءات الخاطئة او المتعمدة لهذه القوات في تفويج الحجيج.

واليوم تمر على حادثة شعيرة منى اكثر من ثمانية اشهر والنظام السعودي يتملص عن تقديم تقرير يكشف حتى ملابسات الحادث دعك عن محاسبة المقصرين فيها او تقديم اعتذار لعوائل جميع الحجاج الذين استشهدوا في هذا الحادث وهم من مختلف البلدان الاسلامية. ان هذا الاسلوب اللااسلامي واللامسؤول يؤكد عدم اهلية بني سعود لادارة هذه الشعيرة الالهية العالمية التي تتطلب مشرفين ملتزمين وشرفاء وبمستوى المسؤولية من العلم والوعي والتدبير والادارة لا عائلة متهتكة ومنغمسة في الفساد وملذات الدنيا والاكثر من ذلك انهم منبع الارهاب ومصدره وان افكارهم الوهابية الضالة هي اليوم تخرج آلاف التكفيريين الارهابيين وترسلهم الى شتى بقاع الدنيا وما يفعلونه اليوم من دمار و تخريب وسفك الدماء في سوريا والعراق واليمن وغيرها هي من بطولاتهم المعروفة!

ان طهران تأسف ومن اعماق قلبها ان تصل الوقاحة ببني سعود في الصد عن سبيل الله والتطاول على الحقوق الالهية بمنع الحجاج الايرانيين لهذا العام من اداء فريضتهم عبر تسييس الحج وقد سبق لهم ان اعلنوا بانهم يفصلوا بين الامرين لكن الواقع وتعاملهم الفظ في هذا المجال اثبت عكس ذلك.

ان النظام السعودي يتحمل المسؤولية كاملة تجاه عدم استطاعة الايرانيين من اداء فريضة الحج لهذا الموسم وعليه تحمل تبعات ذلك، لكن ما هو مطلوب من علماء العالم الاسلامي ومفكريه ونخبه رفع الصوت عاليا للضغط على منظمة التعاون الاسلامي وبقية المنظمات الاخرى اعلان موقفها الصريح من ادارة الحج حتى لا يستثنى احد من المسلمين التوجه الى الديار المقدسة واداء هذه الفريضة الالهية التي اوجبها الله على المسلمين جميعا ولو تحركت الامة وعلماؤها يوم منع بني سعود حجاج سوريا واليمن لاسباب سياسية والذي هو مصداق للصد عن سبيل الله وتجاوز على التشريع الالهي لما تجرؤا اليوم على منع الايرانيين من اداء مناسكهم.