السعودية تدعم حرب العراق ضده بـ"لقاءات مستفزة"
كشفت على مدى السنوات الماضية، الكثير من الوثائق والادلة التي تشير الى الدعم السعودي للجماعات المتطرفة في المنطقة، بداية من ثمانينيات القرن الماضي، حيث نشطت جماعة متطرفة في شرق اسيا باتفاق مع الولايات المتحدة الامريكية، لخدمة مصالح الاخيرة.
واستمرت السعودي بالدعم، حتى ظهر اسامة بن لادن، وقاد تنظيم القاعدة، وكان ابرز قادة التنظيم بعد شنه هجمات ارهابية في الولايات المتحدة وتدميره لبرجي التجارة العالمي، واكتست هذه التنظيمات جميعها بفكرة الاسلام المتطرف "السني" وليس "الشيعي".
ما اشارت اصابع الاتهام الى السعودية من جهة بديهية، واخرى لما كشفته الوثائق والتصريحات لبعض السياسيين السابقين.
تنيظم داعش، آخر "صرعات" الموضة المتطرفة، ورغم اعلان السعودية عن تضررها من التنظيم ومحاربته في الوقت السابق، إلا انها بقت الراعي الرئيسي له، واظهرت تغريدات السعوديين على تويتر ونسبة الانضمام للتنظيم، مساندة الشارع السعودي للتنظيم لاسباب عدة.
مع بدء معركة الفلوجة لتحريرها من داعش، ومع الاتجاه العراقي العام ضد السعودية سياسيا واجتماعيا، إلا ان الوضع اتخذ منحى آخر.
حيث كثف السفير السعودي في العراق ثامر السبهان من لقاءاته مع السياسيين العراقيين، بدء بوزير الدفاع خالد العبيدي ووزير التخطيط سلمان الجميلي واخيرا رئيس البرلمان سليم الجبوري، واعلن السبهان بهذه اللقاءات عن دعم السعودية للعراق في مواجهة حربه مع داعش.
إلا ان الاعلام السعودي بقى بموقفه المضاد للمعركة ومشاركة الحشد الشعبي وكال شتى الاوصاف والتهم بحق المقاتلين العراقيين، حتى جاء أمر سعودي ملكي لوسائل الاعلام السعودية باستخدام عبارة "تحرير الفلوجة من قبضة داعش".
أثار هذا الموقف شكوك كثيرة وسط لقاءات تحفيزية للمعركة، حيث اعتبر مدونون هذا الموقف المتغير يخفي خلفه "سهام سامة" جديدة.
حيث قال احد المدونون "السعودية تأمر وسائلها الإعلامية باستخدام عبارة، تحرير الفلوجة من قبضة داعش، عند الحديث عن معارك الفلوجة، السؤال هو: ما هو سر ذلك الانقلاب السعودي الإعلامي لصالح العراق؟!".
"يمكن أن تتجمع خيوط الإجابة على هذا السؤال عند معرفتنا بأن هذا الانقلاب الإعلامي جاء مباشرةً بعد اجتماع السفير السعودي في بغداد بوزيري الدفاع والتخطيط العراقيين، وبالطبع لا أحد يعرف ما هي الصفقات السياسية التي تبلورت خلال هذين الاجتماعين والتي دفعت الدولة الوهابية لمساندة معركة يشترك فيها الحشد الشعبي الذي يمكن أن ترى السعودية (دم سنونها) ولا ترى انتصاره على ربيبتها داعش!".
وتابع "من السذاجة طبعاً أن نقتنع بسهولة بأن السعودية تحولت فجأة إلى (ملاك) سياسي وقررت، بلا مقدمات، دعم العراق ضد قطعان الوحوش التي خرجت من مفاقسها العقائدية، وهو أمر يحرضنا على طرح السؤال التالي: ما هي الحراب السامة أو المنافع الهامة التي تخفيها السعودية خلف أدغال موقفها الناعم والمريب هذا؟!"، مضيفا "الغريب في الأمر أن قناة الشرقية العراقية، هي أول قناة استجابت لأوامر السعودية الموجهة لوسائل إعلامها!!".
وكان السبهان بحث مع وزير التخطيط سلمان الجميلي واقع العلاقات الثانئية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية لما فيه مصلحة الشعبين العراقي والسعودي، وبحثا ايضا، بحسب البيانات الرسمي التي صدرت عقب الاجتماع، مجريات الوضع الامني في العراق لاسيما فيما يتعلق بعمليات تحرير مدينة الفلوجة الجارية حاليا وسبل ادامة زخم المعركة من اجل تحقيق النصر النهائي على عصابات داعش الارهابية، من خلال توفير المستلزمات المطلوبة لدعم العمليات الامنية وتوفير الاجواء المناسبة للنازحين الذين يخرجون من الفلوجة من جراء العمليات العسكرية.
واشار الجميلي الى ان العلاقات العراقية – السعودية تشهد نموا وتطورا مضطراد في مختلف المجالات وهناك اتفاق في وجهات النظر بشأن الكثير من القضايا، واعرب عن شكر الحكومة العراقية لنظيرتها السعودية على ما تقدمه من دعم ومساعدات للعراق في مختلف المجالات ومنها مواد الاغاثة التي قدمتها المملكة للنازحين العراقيين.
وفي لقاء السبهان مع وزير الدفاع خالد العبيدي، اشار البيان الرسمي الصادر عقب اللقاء الى ان السعودية حريصة على سلامة المدنيين في مدينة الفلوجة وتحريرهم من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
وبحسب البيان، قدم السفير السعودي خلال اللقاء التهاني بالانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات المسلحة العراقية في مسارح العمليات ضد التنظيمات الإرهابية، معتبراً أن العراقيين بمواجهة داعش وفكره المتطرف إنما يدافعون عن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وبالنتيجة حماية المصالح الحيوية لدولها.
وأكد السفير السعودي للوزير العبيدي، وقوف بلاده على مسافة واحدة من كل القوى السياسية العراقية واستعدادها إقامة أفضل العلاقات مع العراق في المجالات كافة وبما يعزز أمن واستقرار العراق ووحدته الوطنية وإعادة أعمار ما خربته الحرب.
وأعرب السفير عن رغبة المملكة واستعدادها للارتقاء بعلاقات التعاون بين وزارتي الدفاع العراقية والسعودية ودون سقف محدد لهذا التعاون، وبما يخدم حاجة القوات المسلحة العراقية في المجالات كافة، وقال: ان المملكة تعتزم تعيين ملحق عسكري لها ببغداد في القريب العاجل.
من جانبه أكد وزير الدفاع حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه ومحيطه العربي، وان يده ممدودة للجميع على أساس مبادئ الإخوة وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومحاربة فكر التطرف والعدوان الذي يستهدف دول المنطقة جميعاً، دون استثناء، مشيداً بذات الوقت برغبة المملكة على تطوير علاقات التعاون مع وزارة الدفاع العراقية والاستعداد للتعاطي معها بايجابية.
بعد هذه اللقاءات "المريبة" بحسب المدونون، جاء لقاء آخر اليوم، ليؤكد الدور السعودي "الغريب" في العراق، وما الذي تطمح اليه عبر هذا التغير الواضح وما هي النوايا "المبيتة" بعد الخلاص من داعش، حيث التقى اليوم رئيس البرلمان سليم الجبوري مع السبهان، وتناول اللقاء بحث مفصل الأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها النازحون خاصة في محافظة الأنبار وضرورة تقديم الدعم المتواصل لهم.
واكد الجبوري المساندة العربية عامة والسعودية خاصة تنعكس إيجاباً على قدرة العراق لمواجهة التحديات، مثمناً دور السعودية الاغاثي والإنساني في مساندة وإعانة العوائل النازحة، ومواقفها الايجابية من القضية العراقية.
من جانبه أكد السفير السعودي بحسب البيان، حرص بلاده على بناء علاقات ذات مستوى عالي مع العراق من أجل إدامة التواصل، وان المملكة العربية السعودية تقف مع العراق في حربه ضد الإرهاب وماضية باتجاه تقديم مزيد من الدعم الإنساني له.
وفي وقت سابق، قال احد المدونون على الفيسبوك "عزيزي وزير الدفاع احلفك بشرفك العسكري، السبهان قال هالشي؟ لو انت عجبك تقدم خدمات مجانية؟! هسه على الاقل انتبه للتناقض بين تصريح معالي السفير وأداء الاعلام السعودي والخليجي؟!
"ونقل البيان عن السبهان قوله إن العراقيين بمواجهة داعش وفكره المتطرف إنما يدافعون عن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وبالنتيجة حماية المصالح الحيوية لدولها".
"ملاحظات: ابدا ما اعترض على اللقاءات التي يجريها السفراء مع المسؤولين، من حقنا نسأل عن التوقيت الي تذكر بيه السبهان وجود وزيري الدفاع والتخطيط".