آخر الدواء الكي
ما اعلنه بالامس الجنرال رضائي امين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام عن اعتقال جميع عناصر خلايا ارهابية ادخلتهم السعودية عن طريق قنصليتها في اربيل كردستان العراق الى ايران للقيام بعمليات تفجيرية، لم يصدم احدا نظرا للتاريخ الدموي الارهابي للنظام الحاكم في السعودية ودوره التدميري والاجرامي ليس في المنطقة فحسب بل على الصعيد العالمي ومنها حادثة 11 ايلول التي احدثت هزة في مسار العلاقات بين البلدين ولازالت تفاعلاتها مستمرة خاصة بعد كشف الكونغرس الاميركي عن تقرير بـ 28 صفحة سرية تسترت عليها الادارة الاميركية للحيلولة دون الاضرار بمصالحها.
لكن المدهش في هذا الموضوع هو ان يتجرأ النظام السعودي ان يلعب بذيل الاسد ويكشف عن عورته بهذا الشكل المخزي ويجسد تماما "الارهاب الحكومي" في وقت يدعى انه ضمن التحالف الدولي المزعوم بقيادة اميركا لمحاربة الارهاب واذا ما القينا نظرة على تاريخ وممارسات نظام بني سعود ونهجهم العدواني وتدخلاتهم السافرة ضد ايران منذ انتصار ثورتها الاسلامية فلا استغراب من هذه الخطوة الارهابية التي تكشف عن طينتهم الخبيثة ودورهم التخريبي والوظيفي في زعزعة امن المنطقة كما هو حاصل اليوم في سوريا والعراق واليمن وغيرها.
النظام السعودي المتخلف والمستبد الذي يخضع لنظام القبيلة هو اساسا خارج الزمن لذلك يخشى نجاح اية تجربة ديمقراطية في دول المنطقة لانها تشكل خطرا عليه، لذلك شهرت عدائها ضد الثورة الاسلامية منذ ايامها الاولى وحرضت اعداء الثورة ضدها وكذلك صدام بشن الحرب ضد ايران لمدة ثماني سنوات ومولتها بكل ما تملك عسى ان تسقط هذه التجربة المباركة لكنها ومعها دول الاستكبار مجتمعة خسأت وحدث ماحدث بعد انتهاء هذه الحرب الظالمة لينقلب صدام ضدهم.
وبعد انتهاء هذه الحرب لم ينسلخ النظام السعودي عن نهجه المعادي لايران فكان ينتهز كل فرصة للوقيعة بها ولا ننسى كيف ارتكب بني سعود فاجعة مكة ومذبحة الحجاج الايرانيين في جوار الكعبة حيث سفكوا الدم الحرام في الشهر الحرام ولم يتورعوا وصبرت ايران واحتسبت ذلك الى الله.
ورغم كل الذي جرى مضوا بني سعود في تجنيد اعلامهم المعادي لايران ووظفوا مئات المليارات من الدولارات للتشهير بالثورة الاسلامية والتشيع بهدف تشويه صورتها لكن ايران بقيت صامدة صابرة تراقب المشهد الى اين يمضي هولاء في عدائهم لها. وجاءت حادثة منى الدامية العام الماضي الذي قضى فيها اكثر من 400 حاج ايراني لتؤكد النهج الدموي والارهابي لهذه العائلة الاجرامية الطاغية التي غرقت في وحشيتها وتنصلت عن مسؤوليتها فبقيت ايران صابرة لتعالج الموقف بالتي هي احسن، لان انطلاق اية شرارة قد تشعل المنطقة والعالم الاسلامي وهذا ما يريده الكيان الصهيوني والاستكبار.
واخيرا وليس الاخير ما نفذته من سياسية نفطية انتقامية لتدمير الاقتصاد الايراني يثبت مدى دناءتها وحقدها الدفين ضد ايران وشعبها والدول المنتجة للنفط لكن شاء الله ان يرتد عليها وهي اليوم تواجه ازمة اقتصادية حادة اضطرتها لاول مرة سحب مئات المليارات من الدولارات من ارصدتها الاحتياطية نظرا لتورطها في العدوان على اليمن، ومع ذلك استمرت ايران في نهجها تتريث وتراقب الموقف الى اين تذهب "مملكة الحثالة" حسب الوصفة الاميركية حتى تتخذ الاجراء الرادع بحقها ووقف ساسة هذه المملكة الارهابية عند حدها.
وبالطبع اعتقال هذه الخلايا مؤخرا ليست هي الاولى التي تقف خلفها السعودية وللاسف بعض اخواتها في مجلس التعاون فقد سبق لهذه الانظمة البالية ان مولت تنظيمات ارهابية في كردستان و بلوجستان ايران وعلى رأسها مجموعة ريغي الارهابية للانتقام من الشعب الايراني لدعمه للمقاومة الاسلامية والفصائل الفلسطينية لتحرير اراضيها من الكيان الغاصب. وهنا نخاطب اصحاب القرار في طهران كفى تريثا وصبر ا امام نظام منفلت ومتعفن غرس في طينته الارهاب والاجرام ولا امل في اصلاحه ولابد ان ينال عقابه العادل على كل ما اقترفه لحد الان لان آخر الدواء هو الكي ولا غيره وفي النهاية لا يلومن احدا ايران لانها لم تقم باي عمل عدائي او انتقامي ضد السعودية لكل جرائمها ومجازرها طيلة هذه الفترة رغم ما تراكم في هذا المجال.