لا أمان للاميركان في اليمن
مهدي منصوري
تعيش ادارة اوباما اليوم في حالة من التخبط والارباك في سياستها بالمنطقة بحيث تتخذ بعض القرارات غير المتزنة والانفعالية من جانب و من جانب آخر تحاول ان تثبت انها لازالت لديها القدرة في التصرف بمقدرات الشعوب.
وبعد ان خسرت مواقعها في العراق وبصورة غير متوقعة بحيث شكلت لها حالة من الهزيمة العسكرية مما افقدها مصداقيتها ليس في المنطقة فحسب بل في الداخل الاميركي والعالم.
لذلك فهي تحاول اليوم ان تعيد اعتبارها من جديد من خلال سياسة جديدة تقوم على زرع بعض قواتها في بعض الدول وهي ما قامت به في اليمن اخيرا من ارسال اكثر من 200 جندي اميركي في قاعدة العنود بعدن بذريعة مواجهة القاعدة، الا ان الواقع يعكس ذلك تماما لان الشعب اليمني الذي واجه العدوان السعودي المدعوم اميركيا بصلابة وقدرة بحيث افشل مشروعهم الذي يريد اعادة هذا البلد الى الوصاية السعودية. مما لم تجد واشنطن بدا سوى ان تمارس ضغطا ومن نوع آخر على الشعب اليمني لفرض هذه الارادة، ولكن غاب عن ذهن الاميركان او انهم ركبتهم حالة الغرور الجوفاء من ان الشعب اليمني قد اعلن وفي اكثر من مناسبة رفض التواجد الاميركي على اراضيه خاصة عندما استهدف مدمرته في ميناء عدن عام 2000بالاضافة الى الهجمات المتكررة للشعب اليمني ضد وكر التجسس الاميركي في العاصمة من خلال التظاهرات العارمة المطالبة بطرد السفير الاميركي واغلاق هذا الوكر الذي اصبح عبئا ثقيلا على ابناء الشعب اليمني.
واليوم كرر الشعب اليمني رفضه للتواجد العسكري الاميركي على اراضيه واعتبره نوع من الاحتلال من خلال مااعلنته القوى والفعاليات السياسية والوطنية اليمنية عن موقف صريح دعت فيه الشعب اليمني الى مواجهة الغزو الاميركي غير المبرر واعتبرته يشكل انتهاكا صارخا لسيادة واستقلال البلد.
وبنفس الوقت فان الشعب اليمني وفي تظاهراته بالامس قد اوعد القوات المتواجدة على اراضيها ان لم ترحل ستواجه المقاومة الباسلة بحيث يفرض عليها الخروج مكرهة غير مأسوف علهيا، وبذلك يعكس حالة من الرفض الشعبي القاطع ليس فقط لواشنطن بل لكل عملائها وذيولها في هذا البلد سواء كان هادي وجوقته او المجموعات الارهابية المدعومة سعوديا كالقاعدة وداعش وكل الذين يقفون حجر عثرة امام تحقيق الاستقرار والامن في هذا البلد.
ومن الطبيعي جدا ان ارادة الشعب اليمني القوية والقاهرة والتي استطاعت ان تفشل العدوان السعودي من ان يحقق اهدافه التي رسمها بحيث فرضت عليه ان يلجأ مضطرا للقبول بالحل السلمي مما عدته اوساط يمنية انه انتصار كبير لهذا الشعب الذي رفض الاستسلام والخضوع لارادة الاجانب الذين لايمتون له بصلة،وسوف يصل الشعب اليمني الباسل وبهذا الاصرار الوطني مبتغاه وتحقيق طموحاته بادارة شؤونه بيد ابنائه الابطال وعدم العودة الى المربع الاول الذي تدار فيه أموره من الخارج.