تأييد "بي بي سي" لقائمة انتخابية بعينها تكرار لطبيخ السفارة البريطانية
طهران/كيهان العربي: حين نعتبر البيعة للثورة بيعة لرسول الله (ص) كما تفضل سماحة القائد، نعلم ان كل الادلة تدعم هذا الاعتقاد، حينها لا يمكننا ادلاء اصواتنا للذين يجافون نهج الامام والثورة. واذا قمنا بذلك فاننا قد خنا الامانة، ولما كانت الاصول واسس الثورة ونهج الامام واضحة لا تقبل التزييف، ولذا لا يقبل عذر جهلنا بوجود هوة لهذا المرشح أو ذاك سواء لمجلس الشورى ام مجلس خبراء القيادة، عن نهج الامام (ره)، ففيه ضياع للحق وخيانة للامانة وإن لم يكن ذنباً بالعنوان الاولي.
ووصف سعادة الاستاذ حسين شريعتمداري، خلال كلمته في اجتماع لاهالي اهواز ليل الجمعة، وصف الاوضاع الراهنة بالخطيرة، الا انه سيكون بالنتيجة مخاضا للفلترة، قائلا: ان القوى الاستكبارية تقف اليوم في مواجهة ظاهرة باسم الثورة الاسلامية والنظام المنبثق منها وقد خرجت الثورة خلال عمرها منتصرة رغم كل المؤامرات الداخلية والخارجية، مستنسخة نماذج متشابهة في غرب آسيا. وفي الوقت الذي استنهض العدو لمواجهة هذه الظاهرة، نشهد اليوم بروز تيار مشوب يصر على شطب خصيصة مناهضة الاستكبار من القاموس الثقافي للاسلام والثورة، لتتحول الجمهورية الاسلامية الايرانية الى لقمة سائغة للابتلاع.
ان مبدأ مناهضة الاستكبار الذي لطالما شدد عليه الامام الخميني (ره) وسماحة القائد ومازال، ليس تلبيدا للاجواء كما يحلو للبعض التعبير عنه، وانما تقتضيه ضرورة الدفاع عن الموجودية، والامن ومصالح الشعب، والتي اذا سلخت عن ثقافة واعتقادات عموم الناس، سيكون الفقر والفوضى النتيجة القطعية لها. بالضبط كما لو رفعنا الايدي تسليما للعدو الذي يهاجم اموالنا واعراضنا.
واستطرد الاستاذ حسين شريعتمداري قائلا: ان سماحة القائد يستمد تأكيده على ضرورة مواجهة التيارات التي لا تريد مناهضة الاستكبار من هذه النقطة.
وفي معرض اشارته الى صور عشرات الشهداء من كوكبة المدافعين عن حرم اهل البيت (ع) والتي زينت جدران محل انعقاد الجلسة التي حضرها، فقد قال شريعتمداري: ان الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الحرم، والتي تفردت خوزستان بخمسين شهيدا، لدليل اصالة الثورة ومناهضتها للاستكبار وهي نموذج يتكرر لقوات التعبئة خلال فترة الحرب المفروضة لثمان سنوات.
واشار شريعتمداري الى اساليب العدو للتغلغل في مراكز صنع القرار، وكيفية مواجهة هذه الاساليب، قائلا: ان الادلة الموجودة تعكس ان الهدف من التغلغل في مراكز القرار لايجاد انحراف في الحسابات وتغيير نهج النظام عن طريق اتخاذ قرارات غير منسجمة ومبادئ النظام. وبذلك لايبقى من النظام سوى القشرة اذ تفرغ من محتواها.
ان هذا التغيير في السلوك هو بالضبط تغيير الهيكلية اوالانقلاب. ويمكن تشخيص الافراد او التيارات المكلفة بتغيير السلوك عن طريق التغلغل، بعدة طرق، لاجل افشالها. فحين نجد قائمة انتخابية لتيار ما تتخذ شعار الطعن في هيكلية النظام، فلا شك انها تستمد آفاقها من خارج الحدود، وانها تتخذ الانتخابات شماعة لاهداف بعيدة عن الانتخابات. آثار هذا التيار يمكن تتبعه بسهولة من فتنة 2009. فهذا التيار السياسي كان على اتصال باعداء الاسلام كاميركا وبريطانيا واسرائيل.
وقال شريعتمداري؛ ان "ريتشارد هاوس" مسؤول مجلس العلاقات الخارجية الامركية خلال مرحلة فتنة 2009، قد اعتبر ترديد شعار "الانتخابات ذريعة الاساس هو استهداف النظام" من اسباب فشل الفتنة الخضراء، قائلا: ان اصدقاءنا في ايران تسرعوا، حين رددوا شعارا كان المفروض ان تحمله الحركة الخضراء آخر المطاف.
واعتبر شريعتمداري، الطريق الآخر لتشخيص هذه التيارات، هو القائها اليأس، قائلا: انهم لما يشعرون به من ذل قبال الخصوم، يضحون بالمصالح القومية بذريعة رفع الفقر وتحسين المعاش!
فيفضلون التصالح مع العدو. وان هذا التيار لتفاؤله بالاعداء وتجاهل امكاناته والامكانات الداخلية، يصفون حل المشاكل والانفراج الاقتصادي بتفويض الامور للاجانب، ولذا يحاولون ايقاف الانتاج الداخلي، وبدل ان يخدموا الشعب يسطرون قائمة من الوعود، وبدل ايجاد فرص العمل في الداخل يوفرون فرص العمل لبطالة اوروبا.
واعتبر شريعتمداري تأييد الادارة البريطانية لقائمة انتخابية بعينها، نموذج لهذا التغلغل المرحلي، قائلا: ان دعم بريطانية لقائمة معينة ليس مبعث اسف وحسب، وانما هو تحذير كذلك، مذكرا بطبيخ السفارة البريطاية في فترة المشروطية، حين كان البعض حينها عن جهل وآخرون عن وعي يلجأوون الى السفارة البريطانية لكسب التاييد والدعم.
ان تأكيد الادارة البريطانية على ادلاء الاصوات لقائمة معينة وعدم اعطاء الرأي للسادة جنتي ويزدي ومصباح يعكس ان القائمة الانتخابية لهذا التيار السياسي تتماهى ومصالح بريطانيا، بالطبع ليس كل افراد القائمة المذكورة.
ونوه شريعتمداري الى ان هذه القضية هي نفس معادلة التغلغل، قائلا: اي بدل ان تملي الادارة البريطانية اسماء الاشخاص الذين يتمتعون بتأييدها عن طريق السفارة البريطانية، كما كان يحصل فترة الطاغوت، تقوم اليوم بذلك بخداع تيار سياسي داخل البلد.