kayhan.ir

رمز الخبر: 29933
تأريخ النشر : 2015November24 - 21:10

الصحف الاجنبية: على واشنطن منع ايران من التسلح بصواريخ S-300 الروسية

أكد باحثون غربيون ضرورة العمل على منع اتمام صفقات بيع الاسلحة بين موسكو و طهران، وذلك على ضوء زيارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين الى ايران، في وقت كشفت صحف اميركية بارزة نقلا عن مصادر مطلعة ان الهجمات الارهابية الاخيرة في باريس وبيروت انما تم توجيهها من معقل تنظيم داعش في مدينة الرقة السورية.

أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد كتب مقالة أكد فيها وجوب ان تشارك لندن بضرب داعش في سوريا، باعتبار ان التنظيم يشكل تهديداً لامن بلاده.

زيارة الرئيس الروسي الى ايران

كتبت الباحثة "Brenda Shaffer” مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى، تمحورت حول زيارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين الى طهران. وقالت الكاتبة انه وبعد اتمام الاتفاق النووي، فإن ايران تريد تنفيذاً كاملاً وفورياً لصفقات بيع الاسلحة، حيث اشارت الى ان موسكو قد تقوم بارسال الاسلحة المتطورة الى طهران بغية توجيه رسالة الى الاخيرة حول مكاسب العلاقة مع روسيا بدلاً من الانفتاح على قوى منافسة مثل الولايات المتحدة او اوروبا. كما لفتت الى ان طهران راغبة جداً بالحصول على نظام صواريخ S-300 المضادة للطائرات. غير نها اعتبرت بالوقت نفسه ان الخلافات بين موسكو وطهران قد تتعمق في حال قدمت موسكو المساعدة لاوروبا في الملفات المرتبطة بالازمة السورية.

وشددت الكاتبة على ضرورة تبني واشنطن مقاربة شمولية حيال روسيا، من اجل انتزاع مكاسب هذه التطورات وتجنب مخاطرها. وعلى ضوء ذلك اضافت ان السياسات الاميركية في سوريا وايران واوكرانيا مترابطة مع بعضها بعضاً ولا يمكن تجزئتها، حيث ان نشاطات اميركا في ساحة معينة ستؤثر على نشاطات روسيا في ساحة اخرى. كما رأت ان الولايات المتحدة واوروبا بحاجة الى استراتيجية تسمح لها بالتعاون مع روسيا في سوريا واماكن اخرى في الشرق الاوسط دون التخلي عن الاهداف الاساسية في اوكرانيا والمنطقة السوفياتية السابقة. كذلك حثت الكاتبة واشنطن على الاستفادة من تعاونها الامني المتجدد مع موسكو بغية منع ارسال الاخيرة الاسلحة المتطورة الى ايران.

هجمات داعش الاخيرة في باريس وبيروت تم توجيهها من سوريا

من جهتها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً احتل العنوان الرئيسي كشفت فيه نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين اميركيين واوروبيين ان الهجمات الاخيرة في باريس وبيروت، وكذلك اسقاط الطائرة المدنية الروسية في مصر،انما هي اولى نتائج حملة ارهابية تم التخطيط لها من قبل خلية تابعة لقيادة داعش، تشرف على ضرب الاهداف الخارجية.

التقرير كشف ان هذه الخلية تقدم الارشاد الاستراتيجي والتدريب والتمويل للعمليات "الهادفة الى اسقاط اكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين"، لكنها تترك مسألة اختيار توقيت ومكان ووسيلة تنفيذ الهجمات عموماً الى النشطاء على الارض، وذلك حسبما افاد المسؤولون.

وحذر التقرير من ان القيام بهجمات بعيداً عن مقر داعش في العراق وسوريا يشكل تحولاً من النموذج السابق لدى الجماعة الذي اعتمد على حض المناصرين على حمل السلاح اينما وُجدوا، دون تلقي مساعدة حقيقية من الجماعة. كما قال ان هذا التحول يقلب الموقف لدى الولايات المتحدة وحلفائها الذي يعتبر ان داعش يشكل تهديدا اقليميا فقط، حيث هناك تقدير جديد ان الجماعة تشكل مجموعة مخاطر جديدة تماماً.

كما نقل التقرير عن المسؤولين الاستخباراتيين الاميركيين والاوروبيين ان هذه التقديرات مبنية على الاتصالات التي تم اعتراضها، واساليب البروباغندا التي تعتمدها الجماعة، اضافة الى معلومات استخباراتية اخرى. وافاد التقرير استناداً الى مسؤولين غربيين اثنين يعملان في مجال مكافحة الارهاب عن اتصالات تمت عبر شبكة الانترنت بين قادة داعش في سوريا والمدعو عبد الحميد عبود، المشتبه بأنه مهندس هجمات باريس.

وقال التقرير ايضاً ان ادلة مشابهة تم تحليلها بعد تفجيرات بيروت تفيد بأن التوجيهات جاءت من سوريا وانها نفذت من قبل ناشطين على الارض. كما نقل عن المسؤولين ان اسقاط الطائرة المدنية الروسية في سيناء قامت به على الارجح الجماعة التابعة لداعش في هذه المنطقة بشكل مستقل.

وفق المسؤولين الاميركيين والاوروبيين، فإن الرجل الذي يشرف على الهجمات خارج سوريا والعراق هو المدعو ابو محمد العدناني، وهو مواطن سوري يبلغ من العمر 38 عاماً ويعد من اكثر المقربين لزعيم داعش ابو بكر البغدادي. كما نقل التقرير عن مصادر اميركية مطلعة ان روسيا تحتل المرتبة الاولى بين الدول التي تلقت اكبر عدد من التهديدات من داعش في اشرطة الفيديو التي بثتها الجماعة، حيث تلقت ما يزيد عن 25 تهديداً في عام واحد، تتبعها فرنسا التي تلقت حوالي 20 تهديداً في نفس المهلة الزمنية.

كذلك قال التقرير ان المسؤولين الاستخباراتيين الفرنسيين يعتقدون ان عبود، الذي قتل في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة الفرنسية في باريس الاسبوع الماضي، كان يعمل تحت امرة السيد عدناني في سوريا، حيث كان يقوم بتجنيد "الجهاديين" الناطقين باللغة الفرنسية. وكشف التقرير ايضاً عن ناشطين في محاظفة حلب السورية ان السيد عبود كان امضى وقتاً في منطقة أعزاز قرب الحدود التركية في اوائل عام 2014.

كما لفت التقرير الى تصريح وزير الداخلية الفرنسي خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي، بأن السيد عبود كان له دور في اربعة مخططات ارهابية تمكنت السلطات الفرنسية من تعطليها خلال العام الجاري، الى جانب ضلوعه في هجمات باريس الاخيرة.

ونقل التقرير عن مسؤول اوروبي رفيع آخر يعمل في مجال مكافحة الارهاب ان اوروبا تفاجأت "بقدرة وتصميم داعش على تنفيذ مثل هذه الهجمات المذهلة والمنسقة خارج الاراضي التي تسيطر عليها بدلاً " من ان تعزز سيطرتها على دولة الخلافة.

غير ان التقرير لفت الى ان ذلك (عدم توقع اوروبا ان تشن داعش مثل هذه العمليات) ليس في محله، حيث اشار الى ان ابو مصعب الزرقاوي، وهو زعيم تنظيم القاعدة في العراق الذي يعد النسخة الاولية من داعش، كان دائماً مهتما بشن هجمات في الخارج. وتحدث في هذا الاطار عن تفجيرات الفنادق بالعاصمة الاردنية عمان عام 2005 التي ادت الى مقتل ستين شخصاً.

كاميرون يؤكد ضرورة مشاركة بلاده بضرب داعش في سوريا

في السياق نفسه، كتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مقالة نشرتها صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية قال فيها ان هجمات باريس الاخيرة تذكر بأن "داعش تشكل تهديدا مباشرا لامننا".

وكشف كاميرون انه سيطرح على البرلمان البريطاني مشروع "مراجعة الدفاع والامن الاستراتيجي"، الذي وصفه بالخطة الشاملة لمساندة القوات البريطانية المسلحة وشرطة مكافحة الارهاب واجهزة الاستخبارات الاخرى، وتوفير كافة الموارد التي تحتاجها من اجل التصدي للتهديدات.

وشدد كاميرون على اهمية الامن الاقتصادي في مجال التصدي للارهاب، مشيراً الى ان اتمام الخطة الاقتصادية على المدى الطويل والاستفادة من القوة الاقتصادية المتجددة بغية المزيد من الاستثمار في المجال الامني، انما يعد عنصر اساسياً في هذه الاستراتيجية. وتحدث عن تعزيز الاستثمار للاجهزة الاستخبارية والاجهزة الاخرى العاملة بمجال مكافحة الارهاب.

و شدد كاميرون كذلك على ان بلاده ستستفيد من هذا "الاستثمار الشامل" من اجل تغطية تكاليف كل الاجراءات المطلوبة، وقال ان ذلك يتضمن التصدي لمسببات التهديدات، و ليس فقط عواقبها. كما اضاف كاميرون ان هذه الاستراتيجية تشمل تكثيف الموارد و التعاون الدولي في مجال مكافحة الارهاب بغية كشف و افشال المخططات اينما تنبع في العالم.

وقال ان هذه الطائرات ستحلق في كافة ارجاء العالم و"تسمح لنا بمراقبة الاعداء لاسابيع متتالية، بالتالي ستقدم للقوات البريطانية معلومات استخباراتية اساسية." كذلك شدد كاميرون على ان استراتيجية الامن القومي لدى بلاده يجب ان تستند الى "الاستعداد والقدرة على استخدام القوة عند الضرورة".

وكشف ايضاً انه سيجيب عن اسئلة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني خلال الايام المقبلة، حيث سيقدم الحجة من اجل انضمام بريطانيا الى الحلفاء الدوليين فيما اسماه "ملاحقة داعش في مقرها في سوريا"، وليس فقط العراق، مشدداً على ان العمل العسكري في سوريا سيكون من اهم عناصر الاستراتيجية الشاملة البعيدة المدى لهزيمة داعش بالتزامن مع جهد دولي كبير لانهاء الحرب في سوريا.