kayhan.ir

رمز الخبر: 29157
تأريخ النشر : 2015November10 - 20:54

جحا والعریفی

منيب السائح

احد مشايخ الوهابية الخائبين المدعو محمد العريفي، حمّل، وعلى طريقة جحا، القنوات الفضائية الايرانية، مسؤولية نفور الناس وخاصة المسلمين من العقيدة الوهابية الظلامية ومن السياسة السعودية الانبطاحية، لذلك دعا إلى إنشاء قنوات باللغة الفارسية لمجابهة الفكر الايراني.

يحكى ان رجلا شاهد جحا وهو يبحث عن شيء ما تحت ضوء مصباح في احد الازقة، فسأله الرجل عن الشيء الذي اضاعه، فقال جحا انه اضاع مفتاحه بالبيت، فدهش الرجل وقال لجحا كيف تبحث اذا عن مفتاحك هنا وقد اضعته في البيت، فرد عليه جحا بغضب كيف ابحث عنه في البيت ولا يوجد فيه مصباح، حكاية جحا هذه تذكرني دائما، بخيبة الوهابية، ومحاولاتهم المستميتة بالبحث عن اسباب فشلهم وتخلفهم وكراهية الناس لهم، في موقف الاخرين منهم، بينما الجميع يعرف ان سبب كل ما يعانوه يكمن في عقيدتهم الوهابية الفاسدة.

احد مشايخ الوهابية الخائبين المدعو محمد العريفي، حمّل، وعلى طريقة جحا، القنوات الفضائية الايرانية، مسؤولية نفور الناس وخاصة المسلمين من العقيدة الوهابية الظلامية ومن السياسة السعودية الانبطاحية، لذلك إلى إنشاء قنوات باللغة الفارسية لمجابهة الفكر الايراني.

وزعم العریفی إن إيران تمتلك 119 قناة فضائية تبث برامجها بلغات متنوعة منها الفارسية والعربية والأردية والإنجليزية والفرنسية وغيرها في محاولة لنشر فكرها بلغات متعددة وقدرات تقنية عالية.

الملفت ان العريفي، شأنه شأن باقي مشايخ الوهابية، يعتقد ان الاخرين الذين يسمعون خطاباته، اما وهابية مثله او مجموعة من الاميين والجهلة، وفاتهم وفاته ان اغلب الناس يميزون جيدا بين الحق والباطل وبين الغث والسمين، وقد ضاقوا ذرعا بالاعلام السعودي الوهابي الذي اطبق على انفاسهم، فهم يعرفون قبل ان تكشف وكيليكس عن وثائقها، ان السعودية تمتلك جل الفضاء الاعلامي والافتراضي العربي، وتهمين على اكثر من 80 بالمائة على الاعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء خارج العالم العربي، وشهد على ذلك احد امراء ال سعود وهو الامير تركي بن بندر بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود، الذي كشف عن ان السعودية تنفق على نشر وهابيتها البائسة والمنبوذة في العالم اموالا ضخمة تعادل ميزانية تونس والأردن واليمن مجتمعةً.

ان السعودية وبسبب امتلاكها اكبر الحصص في الاقمار الاصطناعية العربية، اغلقت ومازالت تغلق، كل الفضائيات التي تعتبرها خطرا على وهابيتها وسياستها المتصهينة، وهي الان تهدد باغلاق فضائية "الميادين”، احدى الفضائيات القلائل التي مازالت تصدح بالحق خلافا لارادة السعودية.

كما لسنا هنا في وارد الرد على كذبة العريفي الكبرى عن وجود 119 قناة فضائية ايرانية، فالمعروف ان الفضائيات الايرانية قليلة جدا، الا انها ورغم قلتها تنغص على العريفي الوهابي حياته وحياة مشايخه، لسبب بسيط، وهو ان سر قوة هذه الفضائيات يكمن في المواقف المبدئية للجمهورية الاسلامية في ايران من قضايا الامة وخاصة القضية الفلسطينية، ومن الصراع مع الصهيونية العالمية، ومن الهيمنة الامريكية، وهي قضايا تجد لها صدى واسعا في الشارع العربي والاسلامي.

جحا الوهابي، العريفي البائس، مازال يعتقد ان القضية هي قضية عدد فضائيات، واموال توزع لشراء الذمم، وان الوهابية والسلطات السعودية لم تقم بواجبها في هذا الشأن!!، لذلك نراه يدعو الى تأسيس المزيد من الفضائيات للتغطية على التشوهات الخلقية للوهابية وسياسة بلاده الذليلة للصهيونية والغرب، بينما فاته ان السعودية حتى لو اطبقت على كل الفضاء الاعلامي، ترى هل ستُقنع المسلمين بوهابيتها التكفيرية المتخلفة، اما بسياستها الانبطاحية والمتواطئة مع الد اعداء العرب والمسلمين؟.

ليعلم جحا السعودية، ان العيب ليس في عدد الفضائيات الوهابية الناطقة باللغة الفارسية، بل في العقيدة الوهابية المنافية للفطرة الانسيانية، فهذه العقيدة من المؤكد سوف لن يكون لها مكان في المستقبل، فهي كريهة بكل لغات العالم، وستبقى كذلك حتى لو تحدث العريفي نفسه الفارسية .