لصبرنا حدود !!
أطلق بعض الصحفيين على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير صفة الببغاء السعودي، أي ان كل تصريحاته تأخذ نسقا واحدا لاتختلف عن سابقاتها الا في المواقع التي يتحدث بها، وكما علقت اوساط اعلامية من انها وعندما يظهر الجبير وخاصة عندما يكون الى جنبه وزير خارجية اميركا فسيكون التهجم على ايران هو الاساس في تصريحاته وكانهم قرأوا افكاره جيدا .
ولكن ومن خلال متابعة لتصريحات الجبير نجد انه يقع في هفوات كبيرة وغير منطقية لانها تستند على الكذب والدجل والتزلف وقد قيل ان الكذاب سرعان ما ينسى لذلك تأتي تصريحاته غير واقعية ومنطقية.
والكذبة الكبرى التي اطلقها الجبير أخيرا والتي كشفت عن مدى جهله وعدم معرفته بالاحداث التي تجري في المنطقة خاصة ما يجري في البحرين من ادعائه ان طهران ترسل الاسلحة الى هذا البلد وكانه يريد التغطية على احتلال بلاده للبحرين الا انه لم يحدد الى من ترسل هذه الاسلحة، وبنفس الوقت والذي يثبت كذب ادعاء الجبير وبشكل فاضح هو ان البحرين ومنذ قيام الشعب البحريني بالمطالبة بحقوقه التي كفلها له الدستور وليومنا هذا لم تشهد مواجهة مسلحة، ولكن الذي اثبتته الوقائع على الارض ان حكومة ال خليفة وباعتمادها على الجيش السعودي تمارس ابشع انواع الجرائم بحق هذا الشعب وتقوم بالمداهمات واستخدام السلاح بحيث سقط العديد من الشهداء، ولكننا لم نسمع ان بحرينيا معارضا رفع السلاح بوجه شرطة القمع السعودية البحرينية وبقيت حركة الثوار سلمية ولحد هذه الساعة.
والسؤال المهم للجبير الجاهل بالاحداث التي تجري ان يجيبنا وبوضوح وليس بفبركات وخزعبلات مل من سماعها الكثيرين الا وهو، اذا كانت ايران و كما يدعي ترسل السلاح الى البحرين، فلماذا لم يستخدمه الثوار في مواجهة الغطرسة والوحشية التي تمارسها سلطات آل خليفة الامنية؟، وهو من حقه الطبيعي ان يدافع عن نفسه كما اقرته كل المواثيق والمعاهدات الانسانية والحقوقية؟.
اذن فان تخرصات الجبير قد وصلت حدا لايمكن السكوت او التغاضي عنها او تجاوزها ولابد له ان يدرك ان طهران تتعامل بشفافية وبصورة غير مخفية كما تفعل حكومته في بعض البلدان والتي تصدر اليها الارهابيين تحت مسميات مختلفة ليمارسوا القتل والتدمير، ولما تظهر الحقيقة الى العيان تبدأ بالتنصل والهروب، بينما طهران فان موقفها ثابت وواضح ولايتزعزع ويعلمه الجميع من انها تقف دوما الى جانب الشعوب المضطهدة والمستضعفة، وانها تسعى ايضا ان تصل الى حلول لمشاكلهم وبالطرق التي تحفظ لهم حقوقهم من دون اللجوء الى السلاح او المواجهة المسلحة. ولو قامت ايران بهذا الدور لتغيرت المعادلة قبل هذا في البحرين ولكان اليوم آل خليفة في خبر كان.
ولذلك فعلى الوزير السعودي الجاهل بما يجرى ان لا يصدر الاتهامات جزافا ومن دون دليل، واذا تصور انه من خلال النيل او التشهير بطهران يريد ان يحرف اذهان الراي العام العربي والاسلامي والعالمي عن دور بلاده في دعمها للارهاب في سوريا والعراق واستمرار العدوان في اليمن فانه واهم وابله وعليه أولا ان ينهي دور حكومته التخريبي والتدميري في المنطقة.
وليعلم جيدا ان صبر طهران لم يكن طويلا بعد اليوم وعندها ستضعه امام الحقيقة التي ستهز موقع بلاده ليس فقط في المنطقة بل في العالم اجمع وعندها لا ينفع الندم حين ذاك.