فيينا.. انتصار للاسد وهزيمة لداعمي الارهاب
باعتقاد الكثير من المراقبين ان نفس انعقاد مؤتمر فيينا بحضور اللاعب الرئيس ايران الحاضرة الغائبة في المؤامرات السابقة هو مؤشر لتراجع الدول الداعمة للارهاب في سوريا من قوى دولية واقليمية راهنت على الارهابيين والتكفيريين للاطاحة الدولة السورية واسقاط الرئيس الاسد وقدمت كل ما باستطاعتها من المال والسلاح والدعم الاعلامي لتحقيق اهدافها لكنها وبعد خمس سنوات وجدت نفسها في المربع الاول وانها على ابواب الهزيمة المفضوحة مع تصدع كبير في سمعتها على انها مناصرة للارهاب لذلك احتال الطرف الغربي بقيادة اميركا على ان لا تترك الميدان حسب تصورها الواهي للجانبين الايراني والروسي للحصول على شارة النصر على الارهاب في سوريا فما كان منها الا ان تنصاع للمقترحات الروسية والايرانية التي تتطابق تماما مع القوانين الدولية والانسانية وفي نفس الوقت تعلن واشنطن انها سترسل قوات اميركية الى شمال سورية لمحاربة داعش وهي اشبه بالنكتة لان قوام هذه القوات قيل عشرين عسكريا وقيل خمسين.. يالها من مهزلة تاريخية!!.
مخرجات مؤتمر فيينا ــ 2 الايجابية والذي كان للجانب الايراني اليد الطولى فيه وضع اعداء سوريا في الزاوية الحرجة عندما فضحهم امام الرأي العالمي بانهم من اكبر منتهكي القوانين الدولية لدعمهم للارهاب والتدخل في شؤون دولة مستقلة ومحاولة فرض ارادتهم على الشعب السوري وسلب حق تقرير المصير منه، لذلك وافقوا على مضض على ا لبنود التسعة للبيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر فيينا واهمها التاكيد على مكافحة الارهاب ومتابعة الحل السياسي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا والحفاظ على سيادة هذا البلد ووحدة اراضيه، كل هذه البنود احرجت الاطراف المتآمرة على سوريا ووضعتها تحت خانة التساؤل، اما القضية الاهم في هذا المجال هو اخراج بند رحيل الرئيس الاسد من البيان الختامي الذي يعد ضربة قاصمة لاعداء سوريا وخاصة الجانب السعودي المفضوح الذي ظل حتى قبيل انعقاد المؤتمر بيوم واحد يصر على طرح الموضوع ويعتبره اختبارا لطهران وموسكو للوصول الى موعد محدد، فما كان من سيده الجانب الاميركي ان القمه حجرا وقال له كفى مهاترات كلامية، اصمت ان الروس والايرانيين لم يبقوا لنا مساحة للمناورة لابد لنا ان نظهر بموقف الموازي لهم في محاربة الارهاب والا ستحرق جميع اوراقنا.
كلمة اخيرة لقد برهن مؤتمر فيينا ــ 2 ان الدول المعادية لسوريا والتي تورطت بشكل مباشر وغير مباشر في دعمها للمجموعات الارهابية وبمختلف توجهاتها بانها مرتبكة ولم تتمتع بالعقلانية والحكمة وظلت حتى اللحظة الاخيرة تسرب من داخل قاعة المؤتمر اخبارا كاذبة بان ايران تخلت عن الرئيس الاسد وهذا يثبت بان هذه الدول المتخبطة تعيش الاوهام والتمنيات وتتهرب من قبول الواقع كما هو.