الصحف الاجنبية: تدهور العلاقة السعودية البريطانية
بينما كشف السفير السعودي في بريطانيا، عن تغييرات "تنذر بالخطر” في العلاقة السعودية البريطانية، اعترف رئيس الوزراء البريطاني الاسبق طوني بلير أن قرار اجتياح العراق ساهم بنشوء تنظيم داعش.
العلاقات البريطانية السعودية
كتب السفير السعودي لدى بريطانيا محمد بن نواف بن عبد العزيز مقالة نشرت في صحيفة "دايلي تلغراف” البريطانية حذر فيها من "تغيير ينذر بالخطر” في اللغة المعتمدة حيال السعودية داخل بريطانيا. واعتبر انه على الرغم من ان "المملكة اضطرت في السابق الى التعاطي مع المفاهيم الخاطئة”، الا انه شعر هذه المرة ان عليه الرد على "بعض الانتقادات الاخيرة”.
واشار الكاتب الى أن كلام زعيم المعارضة في بريطانيا جيريمي كوربين (زعيم حزب العمال الجديد) مثل جديد على انتهاك "الاحترام المتبادل” بين البلدين، لافتاً الى ما قاله "كوربين” عن اقناعه رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون” بإلغاء صفقة تحديث نظام السجون داخل المملكة بقيمة 5.9 جنيه بريطاني.كذلك لفت الى ان هذا قد تزامن مع التخيمنات التي ربطت الموضوع بعدد من الاحداث الداخلية في السعودية.
وقال الكاتب ان "اهمية السعودية للمملكة المتحدة ولأمن المنطقة، اضافة الى دورها الحيوي في العالم العربي كمركز الاسلام، يبدو انه ليس موضع اهتمام كبير لدى الذين اثاروا هذا التغيير”. الا انه حذر من ان ذلك يجب ان يكون "موضع قلق للذين لا يريدون ان يروا آثار محتملة خطيرة قد تلحق الضرر بالشراكة الاستراتيجية التي لطالما تمتع بها البلدان”.
كما قال الكاتب: "كما نحترم التقاليد والقوانين والدين في بريطانيا، نتوقع ان تبادلنا بريطانيا ذلك”. وتحدث عن توفير السعودية سبل العيش لنحو 50,000 عائلة داخل بريطانيا والسعودية، "وذلك "بفضل العقود التجارية التي تساوي مليارات مليارات الجنيهات”، وتابع: إن قيمة الاستثمارات التجارية الخاصة السعودية في بريطانيا تقدر بنحو 90 مليار جينيه بريطاني.
الكاتب حذر من ان هذه "العلاقات الواسعة في مجال التبادل التجاري ستكون في خطر اذا كانت ستصبح خاضعة لايديولوجيات سياسية معينة”، مضيفاً: "اننا نريد استمرار هذه العلاقة، لكننا لن نقبل بان يحاصرنا اي كان”.
وفي الختام شدد على ضرورة التعاطي مع السعودية بالاحترام الذي تقدمه الاخيرة لبريطانيا، وذلك "من اجل تعزيز المصالح الاستراتيجية المشتركة خلال الاعوام المقبلة بينما نواجه مجموعة متنوعة من التهديدات”.
بلير يعترف
من جهة ثانية، نقلت صحيفة "الغارديان” البريطانية عن رئيس الوزراء البريطاني الاسبق طوني بلير اعترافه ان الحرب على العراق ساهمت بصعود تنظيم داعش، وقال خلال مقابلة مع شبكة "سي ان ان” الاميركية "بالطبع لا يمكن القول باننا نحن الذين تخلصنا من صدام عام 2003 لا نتحمل اية مسؤولية للوضع (السائد اليوم) في عام 2015”،وجدد تأييده لقرار دعم الاجتياح الاميركي من اجل التخلص من صدام.
وتأتي تصريحات بلير قبيل صدور تقرير "Sir John Chilcot” حول الحرب العراقيق، والتي يتوقع ان ينتقد فيها الاخير الاستفادة من المعلومات الاستخبارتية التي افادت عن امتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل قبل الحرب على العراق. ومن المتوقع ان يقول "Chilcot”(وهو مسؤول سابق في ايرلندا الشمالية) ان بريطانيا والولايات المتحدة قد فشلتا باخذ الاستعدادات المطلوبة لما بعد الاجتياح.
كما يتهيأ "Chilcot” لوضع جدول زمني لنشر تقريره خلال الايام العشرة المقبلة.
تعزيز الشراكة الصينية -الروسية
في سياق منفصل، نشر موقع "ناشيونال انترست” مقالة تركزت على العلاقات الصينية الروسية، ولفتت إلى تعزيز تواجد السفن البحرية الصينية في منطقة الشرق الاوسط، حيث أرسلت الصين أول أسطول بحري لها الى منطقة الخليج الفارسي في خريف عام 2014، وقامت ايضاً بعمليات اجلاء في اليمن عام 2014 وفي ليبيا عام 2011.
واعتبر الموقع ان نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد الغرب جراء مناورته في سوريا يعزز ضرورة فهم مسار العلاقات الصينية الروسية، مشددا على ضرورة مراقبة هذه العلاقة عن كثب بما ان تعزيز العلاقات الروسية الصينية قد تتطور لتصبح "عملاق يوروآسيوي” طالما حذر منها الخبراء الجيوسياسيون.
ورأى ان المؤشرات التي تدل على تعزيز الشراكة الروسية الصينية باتت ظاهرة، لافتا بهذا الاطار الى الزيارات المتبادلة لرئيسي البلدين لحضور احتفالات بفوز الآخر (برئاسة بلاده)، و اعتبر ان ذلك يدل على "العزلة المعاصرة المشتركة” اضافة الى "التاريخ المشترك بتلقي خسائر كارثية” في الحرب العالمية الثانية.
واستشهدت المقالة بما ينشر في مراكز الدراسات الصينية لجهة اعتبار التدخل الغربي في ليبيا عام 2011 "نقطة تحول اسياسية”، وكذلك مخاوف موسكو وبيكين من ارتدادات "الربيع العربي” على مناطقهم. ولفتت الى ان كلا القوتين اعتبرت ان الغرب كان راغباً اكثر حتى بتغيير النظام في روسيا والصين، مضيفة ان التنسيق الدبلوماسي الصيني الروسي لمنع الامم المتحدة من فرض العقوبات على نظام الاسد منتصف عام 2012 جاء في سياق وضع حد لهذه التوجهات.
كما شددت المقالة على ان الازمة الاوكرانية ساهمت بنشوء عهد جديد في العلاقات الصينية الروسية، وخلصت إلى أن نظرية "اعادة التوازن”، الى جانب الرد الغربي عى الازمة الاوكرانية قد تكون كافية لترسيخ قوة جيوسياسية يوروآسيوية موازنة للغرب.