"عماد" السلام
لا شك ان الاختبار الناجح لصاروخ "عماد" الباليستي والذي يعد الاحدث من جيل الصواريخ الباليستية البعيدة المدى، هو تحد عملي لمن تصور واهما بان ايران ستنكفئ عن مواصلة خططها الدفاعية خاصة في المجال الصاروخي الا ان طهران ترجمة ذلك عمليا بالامس عندما تابعت مسيرتها في هذا المجال واطلقت وبنجاح فائق صاروخ "عماد" الذي اصاب هدفه بدقة متناهية.
وتعتمد الاستراتيجية الدفاعية الايرانية بشكل اساس على اكمال قدراتها الصاروخية وزيادة قوتها الرادعة المؤثرة التي تقطع الطريق على الاعداء وتجبرهم على التفكير الف مرة قبل الاقدام على ارتكاب اية حماقة تجاه ايران وقد تكون الاخيرة في حياتهم ان اقدموا على ذلك. فمواصلة ايران لتطوير قدراتها الصاروخية ومنها الباليستية بعيدة المدى خطوة استراتيجية مدروسة لايمكن الاستغناء عنها لما تواجه من تحديات كبيرة واعداء كثر شرسين لا ينفكون عن عدائهم لايران و ثورتها الاسلامية التي قوضت مضاجعهم وهددت مصالحهم والهمت الشعوب دروس الحرية والاباء والاستقلال والكرامة.
وما يثير اعجاب الاصدقاء ويزيد من مخاوف الاعداء وقلقهم هو قدرة وخبرة العلماء الايرانيين في التوصل لتصميم وصناعة مثل هذا الصاروخ الذي يعتبر الاحدث من نوعه حيث يمكن التحكم به وتوجيهه حتى لحظة اصابته الهدف بدقة كبيرة وقدرة تدميرية هائلة، وهذا انجاز كبير يحسب له في الدوائر العسكرية العالمية لما يشكل من قفزة نوعية وتكنولوجية في الميدان الاستراتيجي.
لقد اثبتت ايران بالامس وبشكل عملي وعبر اختيارها لصاروخ "عماد" انها لم ولن تستأذن احدا خاصة عندما يتعلق الامر بتعزيز قدراتها الدفاعية وقوتها الصاروخية لان ذلك ينسجم مع ارادتها المستقلة وقرارها الوطني الذي يتخذ في طهران وليس في مكان آخر.
وما بشر به وزير الدفاع العميد دهقان بان اعداد كبيرة من هذه الصواريخ ستسلم للجيش الايراني هو دلالة واضحة على اقتدار ايران وجهوزيتها الكبيرة لمواجهة أي طارئ لا سمح الله وهذه الخطوة ستزيد بالتاكيد من قدرات ايران التكتيكية والعملاتية بشكل لافت، مما تشكل خطوة ردعية مؤثرة تدخل في حسابات الاعداء وتحركاتهم، لان ازدياد القدرات الايرانية تساهم بشكل فعال في تدعيم ركائز الامن والسلام وتحدث موازنات جديدة تصب لصالح شعوب المنطقة وبكلمة ادق نستطيع الاطلاق عليه بان "عماد" السلام.
ان اختبار طهران الناجع لصاروخ "عماد" بما يحمله من مواصفات عالية وبالغة الدقة تركت اصداء واسعة في وسائل الاعلام العالمية والاقليمية بسبب النقلة النوعية في صناعة هذا الجيل من الصواريخ الايرانية البالستية المتطورة والذي يعتبر الاول من نوعه لما يتمتع به من امكانية التوجيه والتحكم حتى لحظة اصابة الهدف وتدميره كليا، يشكل منعطفا في صناعة الصواريخ المتطورة وهذا ما اثلج صدور مناصري الثورة الاسلامية ومحبيها واصدقائها لكنه في نفس الوقت احدث هزة لدى الكيان الصهيوني وحماته من الاميركيين والغربيين على انه يشكل قوة رادعة وفاعلة يخشونه لانه سيحد من مناوراتهم وتطاولهم واملاءاتهم على دول المنطقة وشعوبها.