نصرالله: آل سعود مسؤول عن كل القتل في منطقتنا ودورها منذ التأسيس خدمة المصالح الأميركية
بيروت- إرنا:- كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعضًا من خبايا فاجعة منى التي ألمت بحجاج بيت الله الحرام، واصفًا تعاطي السلطات السعودية مع هذه الفاجعة بـ'السلوك الداعشي'، مؤكدًا أن نظام آل سعود مسؤول عن كل القتل في منطقتنا، ومحذرًا من أن "الوهابية”، خطروجودي.
مواقف السيد نصر الله هذه جاءت في سياق كلمة ألقاها خلال لقائه السنوي مع المبلّغين وقارئي العزاء، عشية بدء شهر محرم
وتطرق السيد نصر الله في كلمته هذه ، الى شؤون المنطقة، فلفت الى "أننا حاولنا دائما مراعاة بعض الخصوصية في الإعلام. ولكن كان يجب أن نعلن موقفنا بعد التحول الأساسي في اليمن عندما أمعن آل سعود في قتل هذا الشعب”. وأشار الى أن "دور السعودية، منذ تأسيسها هي وإسرائيل، خدمة مصالح الأميركي في المنطقة.
وأكد السيد نصر الله أن 'السعودية هي التي موّلت الحروب منذ حرب صدام على إيران، ومن ثم في أفغانستان وباكستان والعراق… والمخابرات السعودية أدارت المجموعات التكفيرية في العراق منذ العام 2003، وهي مسؤولة عن كل دم سفك ولحم فُري لدى كل الطوائف والمذاهب في هذا البلد. والسعودية قتلتنا في حرب 2006، وأول من سيسأل يوم القيامة عن دمنا في تموز هم آل سعود'.
وأضاف: 'السعودية حاولت ضرب محور المقاومة من ايران الى روسيا وفنزويلا بتخفيض سعر النفط. وكانت دوماً تختبئ. أما الآن وبعد افتضاح أمرها وإفلاسها فباتت تجاهر بكل ذلك'.
وتابع الأمين العام لحزب الله أن السعودية: 'تدير "داعش” و”القاعدة” في اليمن رغم أن هؤلاء الارهابيين سيشكلون خطراً عليها لاحقاً. ولكنها اليوم عمياء، ولا تهتم حتى لو آذت نفسها'.
وحمّل السيد نصر الله السلطات السعودية مسؤولية مقتل آلاف الحجاج في منى عشية عيد الأضحى بسبب 'إدارتها الفاشلة وعدم تعلّمها من أخطائها السابقة'.
وقال: 'ما حصل سلوك "داعشي” لا يمتّ للانسانية بصلة.. لقد تعمّدوا عدم إغاثة الناس وإبقائهم ساعات في ظروف قاسية، إضافة الى قيام الجرافات بجرف الحجاج ووضعهم في مستوعبات من دون التمييز بين الأموات ومن كان منهم حياً'. وسأل: 'لماذا أغلق أحد المسارب مع علمهم أن الحجاج من جنسية معينة يسلكون هذا الطريق؟'.
وقال: 'لو لم ترفع إيران صوتها كانت القضية لُفلفت ودُفن من دُفن ودخل السجون من دخل”.
وأكد السيد نصرالله أن 'الخطر الوجودي في المنطقة هو الخطر الوهابي الذي يحاول التمدّد في كل أصقاع الأرض وصولاً الى التشيلي'، مشدداً على 'الوحدة الإسلامية لأن اليوم أوانها، فليس التكفيري والوهابي هو السني، بل هم جزء صغير من أمة المليار مسلم'.
وفي الشأن السوري، أكد السيد نصرالله 'أننا في سوريا أمام فرصة لتعزيز الانتصارات وكسر المشروع الذي يحاك للمنطقة وسنعمل على استغلالها'، مشيراً الى أن 'الخطر الوجودي لا يزال قائماً لكننا سنعمل على إبعاده، ونحن أمام هذه الفرصة، والمرحلة المقبلة ستشهد انتصارات'.
وشدّد على أنه 'لا ينبغي أن نغفل أن عدونا هو الإسرائيلي. وإذا كانت المعركة اليوم مع التكفيري، إلا أن النصرة والقاعدة وداعش جميعاً خدم لدى الصهيوني الذي من مصلحته سقوط النظام في سوريا، وهذا مشروعه منذ العام 2006'، لذلك 'يجب أن نحذر من العدو، وأن نكون مستعدين دائماً، من دون أن نرهب الناس، لأن الحرب واقعة معه، وهي تتطلب الجهوزية'.
وقال السيد نصر الله: إن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو 'في حال تخبّط اليوم… والضفة أمام انتفاضة ثالثة'. وذكر بأن الكيان الصهيوني حاول عرقلة الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة الدول الـ5+1، 'إلا أن الاتفاق وقّع، وهو سيفتح أمام إيران الكثير من الفرص والأبواب'.
وفي ما يتعلق بالشأن اللبناني رأى السيد نصرالله أن 'لا أفق للحل في البلد، لأن الجميع ينتظر وضع المنطقة ليحسم خياره، مع العلم أنهم قادرون على اتخاذ القرار وعدم الإرتهان للخارج'.
وأكد في ما يتعلق بالانتخابات النيابية في لبنان 'أننا لن ندخل في قانون الـ 60 الذي يعيد التركيبة نفسها. نريد قانون النسبية الذي يعكس التمثيل الصحيح، ومن يرفض هذا القانون هم جماعة "14 آذار”، خصوصاً "تيار المستقبل” الذي يخشى صعود نجم قوي سياسيا وقادة جدد، لأنهم يعرفون أنهم خسروا في الإنتخابات الأخيرة 35% من أصواتهم لصالح سنة "8 آذار”'.
وعن الحراك الشعبي، كرّر السيد نصرالله أن 'المطالب محقة، لكننا في خضمّ معارك ولا يمكن أن ندخل الآن في سجال داخلي. ويجب أن يكون للحراك قادة واضحون وأهداف واضحة قبل أن يدعونا اليه'.