نصر الله: كل ما تريده ايران في سوريا هو أن تبقى في محور المقاومة وأن لا تسقط بيد الجماعات التكفيرية
طهران - كيهان العربي:- اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرا الله ان الحرب مع الكيان الصهيوني ممكنه في اي وقت، مشيرا الى ان الكيان الصهيوني هو المستفيد الاول مما يجري في سوريا.
وقال نصرالله خلال حديثه في برنامح "حوار الساعة" على قناة "المنار" مساء الجمعة: لن يسعد "اسرائيل" بقاء الرئيس الأسد في الحكم وستعتبره انتصارا لمحور المقاومة، معتبرا ان خروج الاخيرة منتصرة من المعركة التكفيرية تهديد استراتيجي للاحتلال.
واعتبر ان الاداء الميداني في الزبداني والقيادة السورية كانا إيجابيين فيما يتعلق بالمفاوضات المتعلقة بالبلدات المحاصرة.
وشدد على ان "الزبداني جزء من معركة كبيرة في سوريا ونحن كمقاومة سنكون حيث يجب أن نكون ولن نتخلى عن هذا المبدأ"، مؤكدا "نقاتل الاسرائيلي بفرح بينما نقاتل في سوريا بحزن واننا مجبورون على القتال في سوريا وبغصة".
وشدد على ان الحكومة السورية لا ترغم اي مدني على الخروج من منطقته، وقال: "المرحلة الأولى من الاتفاق تنص على وقف اطلاق النار في الفوعة وكفريا وخروج 10 آلاف مدني منها ويغادرون الى الأماكن الآمنة".
واشار الى ان الامم المتحدة تضمن تنفيد اتفاق الفوعة كفريا الزبداني.. مضيفا: "لم نكن لنصل لهذه النتيجة لولا صمود أهالي كفريا والفوعة ومقاتليها ضد هجمات المسلحين الكبيرة".
ووصف ما تتداوله وسائل الإعلام عن خسائر المقاومة في معارك الزبداني عاريا عن الصحة والخسائر طبيعية ودون المتوقع، مؤكدا: "كنا لا نريد استعادة الزبداني بالكامل لكي نضغط على المسلحين لابرام اتفاق معهم حول الفوعة كفريا".
كما حذر السيد نصرالله من ان ذهاب التهديدات فيما يتعلق بالمسجد الأقصى إلى حد جدي قد يحمل تبعات لن يتحملها الكيان الاسرائيلي المحتل، الذي اكد انه مستفيد من التشتت العربي.
وشدد الامين العام لحزب الله بالقول: ان السعودية جزء من الصراع القائم في المنطقة، حيث تشن الحروب على اليمن وغيرها، وحملها مسؤولية حادثة منى.
وقال السيد نصرالله: "ان حادث منى جلل ومؤلم ومحزن ولا ينبغي لأحد تحجيمه"، معتبرا ان وقوع الاحداث المتكررة في موسم الحج يدلل على وجود خلل في الادارة.
واضاف: "ينبغي دخول ممثلين عن الدول التي كانت لديها ضحايا في حادث منى في لجنة التحقيق".
واوضح انه يمكن أن تتولى السعودية ادارة موسم الحج ولكن بامكان الاخرين الاشراف عليه، معتبرا ان عدم سماح الرياض باشراك الاخرين في ادارة الحج لا مبرر له.
كما اعتبر ان صمود سوريا وحلفائها هو العامل الرئيسي في تغير المواقف الدولية تجاه سوريا، مشيرا الى تاثير حزب الله اللبناني في الملفات الاقليمية.
وتابع: "فشل الاستراتيجية الدولية الغربية ساهم في التأثير على الرأي العام تجاه الأزمة السورية"، مشيرا الى ان التقدم الجزئي في مكان والتراجع في مكان آخر أمر طبيعي في كل المعارك.
واشار الى ان هناك علاقة تاريخية بين روسيا وسوريا منذ حقبة الإتحاد السوفييتي دفعت الروس الى التواجد ميدانيا في الحرب السورية، خاصة وان جزء كبير ممن يقاتلون في سوريا هم من دول قريبة من روسيا تخشى موسكو من عودتهم إليها مرة أخرى.
واعتبر ان من اسباب التدخل الروسي فشل الولايات المتحدة في القضاء على "داعش"، بالاضافة الى ان دمشق الحليف الوحيد لروسيا في المنطقة واذا فقدتها تفقد المنطقة.
كما اعتبر ان ارتداد الارهاب على الدول المصدرة له وتزايد اعداد اللاجئين هي من تداعيات الحرب على سوريا، والعلاج الحقيقي لمشكلة اللاجئين يتمثل في حل الأزمة السورية.
واتهم السيد نصرالله تركيا بدعم "داعش" بطريقة غير مباشرة، مشيرا الى انها يمكن ان تخدم مشروع محاربة الارهاب اذا أغلقت حدودها على "داعش" ومنعتهم من بيع النفط.
ونفى تدخل ايران في الشؤون الداخلية السورية والقرار السوري، مؤكدا ان كل ما تريده ايران في سوريا هو أن تبقى في محور المقاومة وأن لا تسقط سوريا بيد الجماعات التكفيرية.
وشدد السيد نصرالله على ان المفاوض الايراني في قضية اتفاق الفوعة كفريا ـ الزبداني يلعب دور الوسيط ولم يكن مخولا باتخاذ القرار.
وقال: اليوم نشهد فشل الاستراتيجية الاميركية والتحالف الدولي ضد "داعش" واستجد اليوم استحقاق جديد امام الاوروبيين هو استحقاق اللاجئين، معتبراً ان العلاج يكون إما بعلاج السبب وهو ايقاف الحرب في سوريا او استيعابهم في بلادهم، واضاف كذلك من اهم العوامل هي الاتفاق النووي الايراني، فالاميركيون كانوا يظنون انه خلال المفاوضات يمكن لايران ان تساوم على سوريا وهذا انتهى ايضاً.
واكد ان موسكو وقفت الى جانب سوريا منذ بداية الاحداث، ودعمتها اعلاميا وعبر السلاح ولكن لم يتطور الموقف بالموضوع العسكري لان يرسل مثلا طائرات مع طيارين روس ، وقال هنا حسابات روسيا ومصلحتها الكبرى هي ان سوريا الحليف الوحيد لروسيا هنا والمصالح السياسية والموقع الدولي والتأثير في اوضاع المنطقة.
واعتبر انه كان هناك رهاناً لدى الاميركيين وبعض الدول العربية انه يمكن اقناع موسكو بالابتعاد عن دمشق وقدموا اغراءات هائلة لروسيا لاقناعها للخروج من الامر وهذا لم يؤد الى نتيجة.
واعلن نصر الله انه منذ اشهر يتم نقاش الدخول الروسي ، وموسكو دعت لاقامة تحالف دولي جديد يضم ايران والعراق وتركيا الى جانب الحلف الموجود بقيادة الولايات المتحدة الاميركية لمواجهة داعش ، حيث حصلت لقاءات بين قيادات كبيرة بين هذه الدول وكان النقاش جدي لتشكيل قوة حقيقية لمواجهة الارهاب.