لن يتحقق لاميركا ما تريد!!
تشير الكثير من التقارير الواردة من العراق ان واشنطن تحاول ان تفتح ثغرة للتدخل المباشر في الشأن العراقي كما اتاح لها ذلك عند غزوها لهذا البلد عام 2003 واسقاط الصنم الصدامي المقبور.
ولكن العراقيون الغيارى على استقلال وسيادة بلدهم لم يسمحوا لها ان تستمر في احتلاله وتدخلها في شأنهم الداخلي، فبادروا الى عقد اتفاقية أمنية فرضت على واشنطن ان تخرج من العراق وان يغادر جنودها هذا البلد غير مأسوف عليهم. وقد فرض هذه الامر ضرورات كثيرة اهمها ان القوات الاميركية قد مارست دورا قذرا بعيدا عن كل الممارسات الانسانية والاخلاقية في تعاملها مع ابناء الشعب العراقي مما زرعت هذه التصرفات حالة من الحقد الدفين على واشنطن بحيث اخذت تواجه القوات الاميركية حالة الرفض الشعبي العراقي وبصورة جعلتهم يخافون حتى من خيالهم، بل والاكثرمن ذلك فانهم اصبحوا لا لايجرؤن على الخروج في دوريات داخل المدن التي يتواجدون فيها خوفا من الاستهداف فاصبحوا كالجرذان لاتسعهم سوى معسكراتهم فقط. لذلك اعتبرت الاتفاقية الامنية حالة انقاذ لهم.
الا واشنطن لم تقطع املها في العودة الى هذا البلد ولو بطريق خفي، لذلك هيئت الاسباب والمبررات من خلال زرع المجاميع الارهابية في الدرجة الاولى و شراء ذمم بعض السياسيين والعشائر خاصة في المناطق الغربية من العراق بحيث شكلت كل هذه العوامل ومن خلال نشاطاتها الارهابية وممارساتها السياسية والتي اتخذت شعار مظلومية السنة كذبا وزورا حالة ضاغطة لكي تفتح الابواب امام واشنطن مشرعة لاحتلال العراق وبدعوى ثبت زيفها للجميع وهو محاربة الارهاب.
الا ان هذه اللعبة القذرة المكشوفة لواشنطن لايمكن ان تنطلي على العراقيين، ولذلك ارتفعت الاصوات وفي كل انحاء العراق من ان هذه الارض لم ولن تكون بعد اليوم مرتعا خصبا للشياطين الجدد لكي يعبثوا بها من جديد كيف مايحلو لهم.
الا ان الاصوات التشاز التي باعت نفسها بثمن بخس لواشنطن سواء كان من السياسيين او شيوخ عشائر او غيرها والذين لازالوا يحلمون بان يدخلوا الاميركان وتحت أي ذريعة كانت فانهم ينفخون في الرماد لان ابناء المناطق الغربية الغيارى على بلدهم لايمكن ان يكونوا كبش فداء مرة اخرى لنزوات وعنجهيات الاميركان والذين هم اليوم يعيشون المأساة الكبرى بسبب الارهاب الذي زرعته اميركا في مدنهم وبصورة جعلهم زرافات ووحدانا.
والذي لابد من الاشارة اليه وهم المهم في الامر ان قوات الحشد الشعبي بالتعاون مع القوات الامنية وبدحرها الارهاب والارهابيين واخراجهم من اهم المدن الحاضنة لهم، وكذلك مطاردتهم لهم في كل مكان بحيث يمكن القول انهم فقدوا فاعليتهم وقدرتهم على الهجوم مما يعكس وبصورة واضحة فشل الاستراتيجية والسياسية الاميركية في العراق، وكذلك فشل مشروعها الذي جاءت من اجله وهو تقسيم المنطقة ووضعت العراق في الصف الاول ومن ثم اكمال الخطة، مما شكل ضربة قاصمة ليس فقط لواشنطن فحسب بل لكل دول المنطقة التي وقفت معها وقدمت ما قدمت من الدعم اللازم من الرجال والسلاح والمال. وهي ترى نفسها تخرج من "المولد بلاحمص" كما يقول الشاميون.
ولذا فان على واشنطن ان تدرك جيدا ان العراق لايمكن ان يكون بعد اليوم موطأ قدم لجنودها مرة اخرى ولايمكن ان تستغل الظروف الحالية القلقة التي اوجدتها كذريعة لان تدخل من الشباك بعد خروجها من الباب، وانما عليها ان تدرك ان الشعب العراقي والذي اعلنها وبصراحة تامة انه سيواجه هذا التواجد وبكل ما اوتي من قوة وانه سيطردهم شر طرده بحيث تكون تجربة مرة ومريرة لهم ولحلفائهم سواء كان في الداخل والخارج. وان العراقيون قادرون باذن الله على ذلك، والذي لا يصدق فليجرب لان الميدان مفتوح امامه.