kayhan.ir

رمز الخبر: 26262
تأريخ النشر : 2015September19 - 20:53

تراجع أنصار .. وإدعاءات التبعية لإيران

سليم السعداني

مرت خمسة أشهر منذ اندلاع العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي راح ضحيته الآلاف من المواطنين الأبرياء وتدمير شامل للبنية التحتية والخدمات العامة الذي يعبر عن حقد دفين وعدوان ممنهج للقضاء على كل مقومات الدولة ومرافقها ليصيب حياة المواطنين بشللٍ تام من أجل تحقيق مصالح التحالف وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية الجارة الأقرب لليمن.

حيث عمد التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي على تسخير كل قواتهم العسكرية والصاروخية في سبيل إنهاك الجيش اليمني واضعافه والقضاء على ” أنصار الله ” أو كحد أدنى العمل على تفكيكهم وإعادتهم إلى مدينة صعدة ومحاصرتهم فيها بحيث يصبحون مأطرين بمنطقة جغرافية محددة يسهل مراقبتها وضربها باي وقت أو الحد من انتشارهم في المستقبل.

إن الاستخدام المفرط للقوة من قبل العدوان السعودي ومعه بقية دول التحالف في ظل صمت دولي عبر عن دناءة المال السعودي المستخدم في شراء مواقف بعض الدول ، وبالتالي فإن تحالف يضم أكثر من 12 دولة وبمباركة واتفاق أمريكي في مواجهة الجيش اليمني و ” أنصار الله ” أحدث أزمة اقتصادية كبيرة وساهم في إغلاق الكثير من الشركات والمحلات التجارية مما أدى لتسريح الآلاف من أعمالهم وبالتالي ضاعفت السعودية في قصفها العشوائي للمدن مما جعلها تتقدم في بعض المحافظات وتراجع للجيش اليمني وأنصار الله من المواجهة خصوصاً في المحافظات الجنوبية.

اليمن وطن يدمر وأبرياء يقتلون ، نساء وأطفال وشباب وشيوخ ، لم تسلم أي مدينة في اليمن من العدوان الخارجي الذي تقوده السعودية ومعها دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات ، استخدمت فيها أحدث الأسلحة لتصبح حرب إجرامية تمارس ضد الشعب اليمني الصامد في مواجهة العدوان بكل أذياله بالداخل والخارج ،ورغم مرور أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب في اليمن إلا أن التحالف مازال عاجزاً عن تحقيق أهدافه حيث يواصل سحقه للمدنيين محدثاً الرعب والذعر في قلوب النساء والأطفال ومع بروز التغيرات الأخيرة على الأرض من خلال السيطرة على بعض المدن وتراجع أنصار الله ” الحوثيين ” من بعض المحافظات الجنوبية وبروز مناوئة لهم في بعض المحافظات إلا أن هذا التراجع ليس كما يروج له البعض تراجع إيران عن دعم حلفائها حسب زعمهم متجاهلين أن حدوث إنتساكة عسكرية من هذا النوع تعتبر أمر عادي في ظل مواجهة حرب وحشية بهذا الحجم من الإجرام والقوة المفرطة بحق المدنيين واستخدام كل آلات الحرب جواً وبراً وبحراً وفي المقابل أيضاً حشد كبير من القوة العسكرية والمعلوماتية يقوم به التحالف وبالتالي فإن هذا الشيء يفترض بأنه أمراً عادياً يمكن أن يحصل في أي صراع مسلح.

إن الهدف من الادعاء المروج له بخصوص تراجع طهران عن دعم حلفائها ” أنصار الله ” هو بمثابة ضرب الروح المعنوية لليمنيين، وإحداث نوع من الشرخ والانشقاق في صفوف الحوثيين ” أنصار الله ” وبقية حلفائهم الذي يقفون معهم في محور الممانعة والرفض للعدوان السعودي على اليمن وبالتالي يلعب التحالف ومعه المناوئين لأنصار الله على اسطوانة تبعية أنصار الله لإيران كي يعملوا على تبرير العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي وجرائمهم في اليمن.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل أنهار الجيش اليمني وتم إضعافه بما يمكن التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي من السيطرة أم أن الأمر مجرد استراحة للجيش اليمني و أنصار الله لترتيب أوراقهم من جديد في مواجهة هذا العدوان ؟؟