واشنطن بعد انهيار الرياض!!
مهدي منصوري
بدأ من الواضح ان العدوان السعودي الغادرعلى اليمن قد فقد بريقه ولم يعد له ذلك الاهتمام الذي حظى به خاصة بعد ان اخذت هزائم الجيش السعودي ومن تحالف معه تبرز للعيان وبصورة لم يكن يتوقعها من خططوا لهذا العدوان.
ففي الوقت الذي لم يترك فيه حكام ال سعود وسيلة تدميرية الا واستخدموها ضد ابناء الشعب اليمني ظنا منهم ان تفوقهم الجوي سينهي المعركة في ايام، ولكنهم وجدوا انه وبعد مرور اكثر من شهرين على عدوانهم بدأوا يحصدون نتيجته وهو المزيد من القتلى واحتلال المعسكرات وتدمير المعدات العسكرية ولم يقتصر الامر عليهم بل امتد حتى الى حلفائهم الذين انخدعوا وحشروا انفسهم في الامر كالامارات التي فقدت اكثر من 70 جنديا بين جريح وقتيل بالاضافة الى المعدات الحربية الاميركية التي كانت صيدا سهلا لصواريخ اللجان الشعبية والقوات الامنية بحيث عدتها الاوساط السياسية والاعلامية الاماراتية بالكارثة الكبرى مما دفعت بابناء الامارات الى الخروج الى الشارع وبتظاهرات غاضبة تطالب حكومة دبي ان تنسحب من التحالف الاهوج الذي اودى بابنائهم وبهذه الصورة البشعة.
لذلك ان السعودية وبعد مرور اكثر من ستين يوما قد وصلت الى طريق مسدود وانها تعيش حالة من الهزيمة المنكرة، واللافت في الامر انه لم يقف الامرعند الهزيمة العسكرية بل انتقل وكما صرح اليوم وزير المالية السعودي ان الاقتصاد السعودي بدأ ينهار ايضا بسبب العنجهية التي مارسها ال سعود باغراق السوق النفطية بحيث وصل فيه سعر البرميل الى ادنى مستوى له لكي تشكل حالة من الضغط على الجمهورية الاسلامية وبعض الدول المصدرة للنفط التي تقف بالصف المخالف عن التوجه السعودي، ولكن كما قيل ان "من حفرة حضرة لاخيه وقع فيها"، لذلك فان السعودية التي كانت تتبجح وعلى لسان وزير نفطها انها مستعدة لبيع النفط حتى ولو وصل سعر البرميل الى عشرين دولارا، قد وقعت في البئر الذي حفرته لنفسها قبل غيرها، وبطبيعة الحال فان هذين الانهيارين العسكري والاقتصادي سيلقى بظلاله على الوضع السياسي في داخل المملكة خاصة وان اصوات المعارضة ومن داخل القصر الملكي السعودي قد اخذت ترتفع وبصورة وصلت فيه الخلافات والصراع في البلاط السعودي بين الامراء الى حد من سيكون الملك القادم.
ومن هنا ونظرا لهذه الانعطافة الكبيرة في الاخفاق السعودي جاءت زيارة الملك سلمان الى اميركا ليستنجد بالادارة الاميركية لايجاد حل لهذه الازمة الخانقة التي تعيشها الرياض عسكريا واقتصاديا. وكأنه وكما عبرت اوساط سعودية معارضة ان الملك سلمان قد طلب من واشنطن التدخل في المعركة عسى ولعل ان تتغير المعادلة وترجح كفه الجيش السعودي ومن تحالف معه على كفه الابطال والاحرار من ابناء الجان الشعبية والجيش اليمني، وقد جاء الرد الاميركي بالامس صوريا وباهتا من خلال قيام الطائرات الاميركية بدون طيار بضرب بعض مواقع الجيش اليمني والمدنيين في بعض المدن. وعلقت هذه الاوساط ان الاستجابة الاميركية هذه لم تعد تنفع بعد اليوم لان حالة الانهيار التي انتابت القوات المسلحة السعودية والاماراتية وسيأتي الدور ايضا على القطرية التي جاءت لتساعد القوات السعودية. والواضح ايضا ومن خلال ما تقدم ان دخول واشنطن طرفا في الازمة قد يعقدها وبصورة قد تثير حفيظه الرأي العام الاقليمي والعالمي باعتبار كونه تجاوزا على سيادة دولة لم تعلن الحرب على واشنطن. والواضح وكما قيل ان التدخل الاميركي لا يغير من المعادلة شيء وانه جاء والواقع على الارض يحكي أمرا مختلفا عما في السابق.
وفي نهاية المطاف لابد من الاشارة الى ان ايران الاسلامية وعلى لسان قائد الثورة السيد الخامنئي قد حذرت السعودية من مغبة الايغال والاستمرار بالعدوان على ابناء اليمن، مؤكدة ان هذا العدوان سينتهي بزوال آل سعود، ومن خلال المعطيات على الارض والانتصارات التي يحققها ابناء اليمن الابطال على القوات الغازية والاعتراف السعودي والاماراتي بالهزيمة
قد يضع المقولة على بساط الواقع والحقيقة ولكن بعد فوات الاوان.