لماذا سُحبت صواريخ الباتريوت الاطلسية من تركيا؟
نضال حمادة
ليست الأوضاع بين تركيا وامريكا على ما يرام، فالرئيس التركي رجب طيب اردوغان يخشى أن تكون إدارة اوباما قررت دعم الأكراد في بناء منطقة حكم ذاتي في سورية على حدود بلاده كما فعلت في العراق بعد حرب الخليج الثانية في العام 1990.
في سوريا اتخذت تركيا قرار التدخل ، وهي تمني النفس بسقوط حكم الرئيس السوري بشار الاسد في شهور قليلة، واعتبرت قيادة حزب العدالة والتنمية في تركيا ان اثار هذا السقوط سوف تفيد تركيا حيث ستكون سوريا بعد سقوط الرئيس السوري بشار الاسد المعبر الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي للنفوذ التركي الذي حلم رجب طيب اردوغان ومن ورائه أحمد داوود اوغلوا بعودته عبر البوابة السورية، أوغلو منظر العثمانية الجديدة في حزب العدالة والتنمية يعرف ان جده سليم الاول عندما احتل سوريا فتحت أمامه ابواب العالم الاسلامي، وهو حاول من العام 2011 اعادة التاريخ خمسة قرون الى الوراء ، يقول مصدر دبلوماسي في باريس لكنه اضاف أن اردوغان نسي او تجاهل ان تركيا ليست السلطنة العثمانية، وان القرن الواحد والعشرون ليس القرن السادس عشر.
مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية باريس كشفت لموقع المنار تفاصيل قصة سحب صواريخ الباتريوت الامريكية الالمانية من تركيا، وقالت المصادر في حديثها عن تفاصيل الخلاف التركي الامريكي، ان الولايات المتحدة الامريكية وافقت على المنطقة العازلة التي تريدها تركيا في الشمال السوري، شرط تعديلها ، واضافت المصادر ان امريكا طلبت من تركيا تقليص المنطقة العازلة خمسين كلم باتجاه الغرب من مدينة تل أبيض، ما يعني ، على أرض الواقع عدم قطع التواصل الجغرافي للمناطق الكردية في الشمال السوري ، على الحدود مع تركيا، غير ان أردوغان رفض الطلب الامريكي هذا، واعتبرت تركيا ان الكرد في تلك المنطقة قاموا بتهجير العرب والتركمان الى تركيا، وانهم ينوون استقدام اكراد من منطقة عفرين الى تل ابيض ، لإحداث تغيير ديموغرافي وتثبيت تواصل مناطقهم هناك بين الحسكة والقامشلي.
المصادر الدبلوماسية قالت أنه عقب الرفض التركي ، لتقليص المنطقة العازلة ، قامت الولايات المتحدة الامريكية بسحب صواريخ الباتريوت العائدة لحلف شمال الاطلسي من تركيا، وأعلنت لوسائل الإعلام عن هذا السحب، ما اعتبر رسالة امريكية واضحة للأتراك انهم بدأوا يعملون خارج الحماية الامريكية في الحرب السورية.
تروي المصادر بعد سحب الولايات المتحدة لصواريخ الباتريوت، اوعزت تركيا الى جبهة النصرة ، باعتقال مسلحي اللواء (30) الذين دربتهم امريكا في تركيا، وقام مسلحو النصرة في شمال حلب بمداهمة المقر الذي نزل فيه مسلحو الفرقة وتم اعتقال قائدهم مع بعض مرافقيه، وكان واضحا لامريكا أن تركيا هي من اوعز لجبهة النصرة للقيام بهذا العمل، ما استدعى ردة فعل امريكية حيث اوعزت واشنطن للاكراد بضم مدينة تل أبيض إداريا الى مناطق نفوذهم، ما يعني ان مسلحي الحزب الديمقراطي السوري ( ب اي د) الذي يعتبر الواجهة السورية لحزب العمال الكردستاني، يتواجدون على معبر كان منفذ بري حيوي لداعش, وهذا التواجد الكردي بغطاء امريكي.
المصادر تضيف ان تركيا التي رأت الولايات المتحدة الامريكية تسهل إقامة منطقة كردية على الحدود السورية التركية، دعمت حركة أحرار الشام ، بهدف تعطيل عمل الفرقة (30) مستقبلا، بعدما رفضت امريكا طلبات متكررة من قطر وتركيا لرفع اسم جبهة النصرة عن لائحة الارهاب الامريكية.