اليوم الأسوَد والنازيون الجدد
بسبب التعتيم الاعلامي الشديد المفروض من الرقابة العسكرية لقوات التحالف العربي العدواني على اليمن بقيادة السعودية، لم تفصح بعد حجم وابعاد الكارثة المأساوية التي حلت بقوات التحالف في معسكر صافر بمحافظة مأرب اثر سقوط صاروخ توشكا اليمني الذي اباد كل شيء من حوله وخلق من المنطقة ساحة حرب حقيقية امتزجت بانفجار بركاني هائل جراء انفجار مخازن السلاح والاعتدة الذي ضاعف من هالة الجحيم والخسائر التي لا تخطر على بال أي انسان لذلك بقي التكتم على الخسائر الحقيقية لئلا ينفجر الشارع في الامارات والسعودية والبحرين وان بدأ التذمر والانزعاج والسخط يسود شوارع هذه الدول فيما ذهبت الاوساط الخليجية تتساءل عن جدوى هذا التدخل العدواني في اليمن وعن سبب مقتل هؤلاء الشباب على ارض دولة اخرى ليست لها حدود معهم؟ وبالتالي لمصلحة من تستمر هذه الحرب العدوانية لتحرق الاخضر واليابس وتحول اليمن الى اطلال.
وما دفع بقيادات دول التحالف العدوانية من الامتناع عن ذلك الارقام الحقيقية للخسائر التي تجاوزت حدود الابادة الجماعية لقواتهم وتجهيزاتهم، ليس ردة فعل الشارع وسخط شعوبهم، بل افتضاح عورتهم وعنترياتهم وفشلهم في تحقيق أي انجاز على الارض بعد اكثر من ستة اشهر من العدوان والدمار التي كلفت ميزانياتهم مئات المليارات من الدولارات ولم يحصدوا سوى مئات القتلى والجرحى الذين سيقدمونهم هدايا لذويهم ناهيك عن تدميرهم للبشر والحجر والشجر في اليمن الذي لا يقدر بالاموال.
ولم ينحصر التذمر والسخط والخلاف في شارع دول التحالف العدواني فقط بل تسلل الى اروقة اصحاب القرار من مسؤولين وامراء في هذه الدول مطالبين بوضع حد لهذه الحرب العدوانية العبثية التي بدأت تأكل اولادهم وخاصة في الامارات حيث طالب وزير الدفاع بالانسحاب من التحالف وعودة العسكريين الى البلد فيما يصر الشيخ محمد ولي العهد الذي هاتفه الرئيس اوباما معزيا اياه وواصفا القتلى الاماراتيين الغزاة بالشهداء!، البقاء الى جانب السعودية حتى تحقيق النصر! لكن ما كان لافتا في هذا الاتصال هو تجاوز اوباما لامير الامارات الشيخ خليفة بن زايد الذي يلف الغموض صحته ومصيره نتيجة للخلافات الدائرة داخل العائلة وفقا لبعض المصادر.
وما تعرضت له قوات التحالف من ضربة موجعة في الصميم بمعسكر صافر في مأرب شكلت بحق يوما اسودا لدولها التي لفها الكابوس وتحتاج لايام وايام حتى تصحو من حصول الضربة المهلكة عسى ان تعود الى رشدها. وما يؤكد حجم الخسائر المهولة هو حجم وطبيعة ردود الفعل الهستيرية التي صدرت من فرقاء هذا العدوان الآثم حيث جن جنون السعودية وراح طيرانها يقصف بشكل عشوائي وهيستيري المدن اليمنية وخاصة صنعاء بكل منشآتها الخدمية وسكانها الابرياء وحتى سفارة حليفتها الامارات في هذا العدوان. اما ما صدر من تصريح لابن ملك البحرين في قتل خمسة يمنيين مقابل كل جندي بحريني او تصريح نائب رئيس شرطة دوبي ضاحي بن خلفان في ابادة صعدة وتسويتها بالارض مؤشر على حجم المأساة التي واجهت قواتهم في معسكر صافر من جهة ومن جهة اخرى كشف عن عمق حقدهم وانحطاط انسانيتهم وسقوطهم الاخلاقي في التعامل مع شعب عربي مسلم وشقيق.. انهم بحق نازيون جدد يجب ان يذكرهم التاريخ لكن هذه المرة ليسوا المانا بل هم عرب لكن في الخانة الاميركية.